صحافة دولية

وثائق تكشف مساعي برويدي ونادر ترحيل معارض صيني للإمارات

تيويورك تايمز: برويدي ونادر عملا على التأثير على إدارة ترامب باستخدام نفوذهما- جيتي

حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على وثائق تقدم تفاصيل عن علاقة المسؤول عن جمع التبرعات في الحزب الجمهوري إليوت برويدي، مع الماليزيين، بالإضافة إلى محاولاته استغلال علاقاته مع البيت الأبيض لتحقيق مصالح شخصية، حيث تطرح هذه الوثائق أسئلة حول معرفة المسؤولين في إدارة ترامب بتصرفات برويدي أم لا.

 

وتكشفت الصحيفة عن أن المساعدين في البيت الأبيض كانوا قلقين العام الماضي من زيارة رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، الذي يتعرض لتحقيقات أمريكية، وتهم اختلاس مبلغ 3.5 مليار دولار أمريكي من صندوق استثماري.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنهم قرروا إلغاء الصورة البروتوكولية مع الرئيس دونالد ترامب في مكتبه البيضاوي، لكن هذا لم يوقف برويدي، من الضغط على الرئيس ترامب ليلعب مع رزاق لعبة غولف، خاصة أن رزاق يملك السلطة بشأن عقد تتفاوض فيه شركة برويدي للخدمات الدفاعية مع الماليزيين.

 

وتكشف الصحيفة عن أن رجل الأعمال حاول البحث عن طرق لطرد الملياردير والمعارض الصيني غو وينغو من الولايات المتحدة؛ لإرضاء حلفائه الصينيين في ماليزيا، واقترح برويدي العمل مع جورج نادر، الذي يعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.

 

ويلفت التقرير إلى أن برويدي ونادر التقيا في الفترة التي كان يتم فيها التحضير لتسلم ترامب السلطة في البيت الأبيض، حيث تعاونا معا للتأثير على الرئيس الجديد، وجعله يميل لصالح الإمارات العربية والسعودية، في وقت كان يبحث فيه عن عقود بملايين الدولارات مع البلدين، مشيرا إلى أن رجل الأعمال رد على الاتهامات قائلا بأنها "مفبركة يقوم بها قراصنة إنترنت يريدون إضعافي".

 

وتذكر الصحيفة أن برويدي استقال من عضوية اللجنة القومية للحزب الجمهوري الأسبوع الماضي، بعد اعترافه بأنه عمل مع محامي الرئيس ترامب الخاص مايكل كوهين؛ من أجل التوصل إلى تسوية بـ 1.6 مليون دولار مع عارضة في مجلة "بلاي بوي"، التي حملت خلال علاقة أقامتها مع جامع التبرعات برويدي، حيث لم تتضح جهوده لطرد رجل الأعمال الصيني غو، الذي تتهمه الصين بالفساد، لكنه موجود في نيويورك، وتحول إلى ناقد شديد للحكومة الصينية، وقدم طلبا للجوء السياسي في الولايات المتحدة.

 

ويفيد التقرير بأن محاولات برويدي التوود لماليزيا، من خلال لعبة غولف، اشتملت على محادثات مباشرة مع البيت الأبيض، تلخص محاولاته استخدام تأثيره والمنافع التي كان يتطلع للحصول عليها من الدول الآسيوية.

 

وتورد الصحيفة أن برويدي كتب في رسالة إلكترونية أرسلها في 31 آب/ أغسطس 2017، إلى مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي: "لقد عملت مع ماليزيا خلال السنين الماضية، وأعرف جيدا رئيس الوزراء نجيب رزاق"، بل إنه طلب من ترامب في حزيران/ يونيو بأن يلعب الغولف مع رزاق خلال زيارته لواشنطن، وقال في الرسالة: "أخبرني الرئيس أنه سيكون سعيدا للعب الغولف مع رئيس الوزراء". 

ويجد التقرير أن معرفة برويدي بجدول الأعمال تعكس علاقته الوطيدة مع رئيس الوزراء الماليزي، حيث أضاف قائلا لكيلي: "أتطلع لمناقشة الأمر معك"، فيما أنه ليس من الواضح إن رد كيلي على الرسالة أم لا.

 

وترى الصحيفة أن "لعبة غولف كانت ستعرض ترامب للنقد، وأنه لا يأبه بقضايا الفساد، خاصة أن نجيب رزاق تلاحقه التحقيقات الأمريكية والماليزية بتهم اختلاس صندوق سيادي (1 ماليزيا ديفلبومنت بيرهاد) أو (1 أم بي دي)، وأصدرت وزارة العدل دعوى قضائية تطلب فيها حيازة أرصدة بقيمة 450 مليون دولار أمريكي تم شراؤها بالأموال المسروقة، فيما قال صديق مقرب لبرويدي، إن لعبة الغولف لم تحدث، وبأن المفاوضات بشأن أعمال لشركته في ماليزيا لم تتعد المراحل الأولية".

 

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن رجل الأعمال غو كوّن ثروته من تجارة العقارات والتمويل في الصين، لكنه هرب في عام 2014، بعدما شعر أن اتهامات فساد ستوجه إليه، التي يقول إن منافسيه التجاريين والسياسيين قاموا بفبركتها، وقدم نفسه منذ ذلك الوقت بصفته معارضا يقوم بفضح ممارسات النظام الصيني الفاسد، ويعيش في شقة سكنية مساحتها 9 آلاف قدم مربع، تطل على "سنترال بارك"، اشتراها قبل ثلاثة أعوام بـ 67 مليون دولار. 

 

وبحسب التقرير، فإن شخصا مقربا من برويدي يرى أن اهتمامه بالملياردير الصيني جاء لصداقته مع جامع التبرعات الجمهوري ستيف وين، الذي استقال من اللجنة القومية للحزب الجمهوري بعد فضيحة جنسية، ولديه مصالح تجارية في الصين، وحاول طرد غو، مشيرا إلى أن ممثلا لوين لم يرد على أسئلة الصحيفة. 

 

وتقول الصحيفة إن برويدي كتب في 6 أيار/ مايو 2017 بهذا مذكرة لجورج نادر، قدم فيها مقترحا معقدا من ثلاثة مسارات يمكن أن ينفعهما معا، ومن خلال استخدام تأثيرهما في واشنطن وأبو ظبي، فمن ناحيته سيقوم نادر بتشجيع راعيه ولي عهد أبو ظبي ابن زايد على الطلب من الولايات المتحدة تسليمه غو؛ بسبب خلافات مالية مع الإمارات، فيما يقوم برويدي في الوقت ذاته بدفع الإدارة للاستجابة لطلب الترحيل من الإمارات، دون الظهور بمظهر تسليم معارض صيني للصين، وعند تسلمه تقوم أبو ظبي بترحيله للصين، مقابل دفع الأخيرة دينا لهيئة الاستثمار في أبو ظبي بـ 3 ملايين دولار تطالب غو به، وقال: "ستوافق الصين على الدفع"، وستدفع جيدا أبو ظبي لهما "برويدي ونادر". 

ويكشف التقرير عن أن برويدي قال إنه سيقوم ونادر "بمساعدة أعضاء إدارة ترامب، بمن فيهم الرئيس، وجارد كوشنر، ووزير العدل جيف سيسشنز، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الأمن القومي جون كيلي، ومستشار الأمن القومي أتش آر ماكماستر، وقيمة التعاون مع أبو ظبي، بسجن غو، بشكل يساعد الصين في التقدم خطوة لتسلم غو". 

 

وتنقل الصحيفة عن شخص مقرب من برويدي، قوله إنه لم يرسل الرسالة، لكنه تحدث مع نادر بشأن الخطة، فيما قال برويدي في بيان له: "لم أقم أبدا بالحديث عن استراتيجية أو خطة تتعلق بغو، ولم أتلق تعويضا، أو حتى تمت مناقشة ذلك، وحتى أكون واضحا، فإنا لم أسمع في أي وقت من جورج نادر أو أحد غيره أن الإمارات مهتمة بغو".

 

ويلفت التقرير إلى أن الصحيفة حصلت على الوثائق من مجموعة مجهولة ناقدة لمواقفه في أمور السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن محامين يرافعون نيابة عن بريدوي قاموا بتقديم دعوى قضائية، اتهموا فيها قطر بسرقة رسائله الإلكترونية من خلال قراصنة، وهو ما تنفيه الدوحة. 

 

وتقول الصحيفة إن برويدي كتب مسودة مذكرة موجهة لوزير العدل سيسشنز، ومؤرخة بـ21 أيار/ مايو 2017، وقال فيها: "عندما كنت أدير أعمالا في ماليزيا.. رأيث فرصة زيادة الولايات المتحدة والصين التعاون في مجال فرض القانون"، وفي ذلك الوقت كان وفد صيني في طريقه إلى واشنطن، حيث كتب برويدي أن أول شيء سيطالبون به هو ترحيل غو، "الذي تزعم الصين أنه تآمر مع من اعتقلوا وحوكموا في خروقات متعددة للقانون الجنائي الصيني". 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مصدر مقرب منه إنه لم يرسل المذكرة لوزارة العدل، لكن كان برويدي في نهاية عام 2017 يحاول طرد غو، من خلال خلق دعاية سلبية حوله.