ملفات وتقارير

هكذا يساوم الحشد الشعبي النازحين السُنة في الانتخابات

مرشح عن تحالف الحشد الشعبي برر ممارسة الضغوط على النازحين- الأناضول (ارشيفية)

يتعرض أهالي عدد من قرى وأرياف محافظة صلاح الدين العراقية، إلى ضغوط وابتزاز من فصائل في الحشد الشعبي، في محافظة صلاح الدين، لإرغامهم على التصويت لصالحهم بالانتخابات المقبلة.


وكشفت تقارير صحفية محلية، أن نقاطا أمنية تابعة لبعض الفصائل المسلحة في تكريت وسامراء أجبرت الأهالي على جلب مستمسكاتهم الثبوتية مع بطاقاتهم الانتخابية، وأبلغت مخاتير مناطقهم بهذه الإجراءات منذ أسبوعين.


وذكرت أن فصائل مسلحة تابعة للحشد الشعبي تجر أهالي القرى والأرياف والعشائر في محافظة صلاح الدين للإدلاء بأصواتهم لصالح مرشحي كيانات انتخابية معينة، في إشارة منه إلى أطراف شيعية محددة.

 

اقرأ أيضا: شراء أصوات بمبالغ صادمة للفوز بمقعد في البرلمان العراقي

وقايضت، الفصائل نازحي بعض القرى والأرياف في صلاح الدين بالعودة إلى أراضيهم ومدنهم ومناطقهم مقابل التزامها بالحصول على أصوات تصل إلى 70 بالمئة لصالح كياناتها الانتخابية.


وبحسب إحصاءات، فإن عدد أصوات هذه القرى ذات الغالبية السنية يتجاوز الخمسين ألف صوت موزعة بين مناطق طوز خورماتو وآمرلي والبو رياش والبو مبارك قرب سد العظيم ومناطق العيبد وشمر وحليوة وصولا إلى مركز مدينتي تكريت وسامراء.


رفض عودة النازحين


من جهته، لم يستبعد النائب عن محافظة صلاح الدين مطشر السامرائي تلك الممارسات، بالقول إنه "منذ 2003 وحتى الآن تحدث في كل دورة انتخابية حالات ابتزاز، ولا أستبعد ما تناقلته وسائل إعلام من مضايقات تمارسها فصائل مسلحة".


وقال السامرائي لـ"عربي21" إن "سبب عدم استبعادي لذلك، هو وجد أشخاص لا يسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم على الرغم من سلامة موقفهم الأمني كما يحصل في مناطق ليس فيها اختلاط طائفي، وإنما مناطق سنية صرفة، ولا نعلم الأسباب".


ومن غير المستبعد، بحسب السامرائي أن "تمارس جهات ضغوطا على هذه العائلات للعودة إلى مناطقها، على شرط أن يضمنوا الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة، وما يعزز ذلك هو عدم السماح للنازحين بالعودة إلى مناطقهم".


ورفض النائب "تبرير جهات سياسية هذه الممارسات بحق النازحين، على الرغم من تضحيات الحشد الشعبي لاستعادة المناطق من سيطرة تنظيم الدولة، لكن في المقابل لا ينكر أحد الانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات".

 

اقرأ أيضا: مليونا نازح يشكلون عقبة لسُنة العراق بالانتخابات المقبلة

وشدد على أنه من غير المقبول ممارسة الضغط على النازحين وأهالي المناطق للتصويت لصالح جهات بعينها، متسائلا: "أين حرية الاختيار والنزاهة في الانتخابات؟ ومن المفترض أن من جاء ليقاتل هو دافع عن العراق، وليس لجهة معينة".


وجدد السامرائي مطالبته الحكومة العراقية بمعرفة مصير نحو ألفي شخص من أبناء صلاح الدين، فقدوا خلال المعارك التي خاضتها الأجهزة الأمنية وفصائل الحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة في المحافظة.


وكان المرشح عن قائمة "الفتح" الممثلة للحشد الشعبي، نيازي معمار أوغلو، أقر بوجود ضغوطات تمارسها بعض فصائل الحشد الشعبي ضد أهالي القرى والأرياف قائلا إنه "من الطبيعي أن تظهر خروق هنا وهناك ومحاولات لكسب أكثر الأصوات".


وأضاف في تصريح لصحيفة "المدى" العراقية، قبل أسبوع أن "قائمة الفتح عملت وحررت وقاتلت داعش في هذه المناطق ومن الممكن أن يكون لديها عذر أو مبرر في الضغط نحو تسيير الناخبين إلى صناديق الانتخابات لصالح قائمة الفتح الانتخابية".


وبرر النائب الحالي والمرشح عن محافظة صلاح الدين تلك الممارسات، بالقول إن "هناك ميلا من الناخبين إلى قائمة الفتح لكونها تحتوي على الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي"، لافتا إلى أن "هذه الحالات ستكون واقع حال في منطقتنا".

 

اقرأ أيضا: خارطة التحالفات الانتخابية للقوى العراقية.. توقعات بنتائجها

يذكر أن الكتل السنية في البرلمان العراقي، كانت قد طالب بتأجيل الانتخابات إلى وقت آخر، والإسراع في إعادة النازحين إلى مدنهم وسحب سلاح المليشيات، وتسليم المدن للقوات الأمنية.

 

ولا يزال نحو مليونين من النازحين السنة غالبيتهم من محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، غير قادرين على العودة إلى مناطقهم، بحسب النائب أحمد المساري.