طب وصحة

كيف تؤثر الخادمة الأجنبية على سلوكيات الطفل؟

مرحلة الطفولة تعدّ من أهم المراحل في تعلم السلوك واكتسابه- أ ف ب

تستعين بعض الأسر العربية بخادمة أجنبية، خاصة حينما تكون الأم عاملة، وتتعدد جنسيات المربيات، وبعضهن يأتين من بلدان عاداتها وتقاليدها ودينها تختلف عن ما هو في بلداننا.

وحذر خبراء التربية من وجود خادمة أجنبية في بيت فيه طفل صغير في طور نموه الفكري والعقلي؛ خوفا من تأثيرها عليه، ونقل عاداتها الغريبة عن مجتمعنا العربي إليه.

 

السلبيات

 

وتشير الدراسات إلى أن أساليب التربية المختلفة تؤثر في سلوك الأطفال، لا سيما أسلوب النمذجة أو المحاكاة (التقليد)، بحسب أخصائية الإرشاد التربوي والنفسي نوال أبو سكر.

 

وتابعت في حديث لـ عربي21: "بالتالي، فإن وجود نموذج عملي أمام الطفل قد يؤثر لدرجة أنه سيقوم بتقليد السلوك، حتى يصبح عادة يمارسها، وتصاحبه في مراحل حياته التالية".

 

وأضافت: "تعدّ مرحلة الطفولة من أهم المراحل في تعلم السلوك واكتسابه؛ وذلك لأن قدرته على التقليد في هذه المرحلة تفوق أي مرحلة عمرية أخرى".

 

وأشارت إلى أن سلوك العاملات في المنازل يؤثر تأثيرا مباشرا في سلوك الطفل، لا سيما اكتساب عادات وثقافات قد لا تناسب بيئتنا وقيمنا ومبادئنا، ما يؤثر في شخصية الطفل الاجتماعية والمهنية والانفعالية والثقافية، وبالتالي على صحته النفسية عموما.

 

من جهتها، قالت الأخصائية الاجتماعية تسنيم كايد، في حديث لـ عربي21: "يتأثر الطفل بشكل كبير بالبيئة المحيطة به، مثل المدرسة والبيت والشارع، والخادمة هي جزء أساسي من بيئته المنزلية".

 

وتابعت: "نتيجة لاحتكاك الطفل بالخادمة، التي تكون ثقافتها مختلفة بشكل كلي عن ثقافة أسرته، ينعكس الأمر عليه، وقد يتعامل ويتصرف مثلها تماما، وفي الوقت ذاته، يقع بحيرة حين يحاول أهله فرض عاداتهم وتقاليدهم عليه".

 

وأكملت: "أيضا يصبح الطفل متعلقا بالخادمة في حال غياب الأهل، والتي تقوم بواجبات ومسؤوليات الأم، فيصبح أمام نموذجين مختلفين للتربية، الأول مستمد من ثقافة المربية، والثاني من ثقافة الأهل، ما يسبب زعزعة داخلية له".

 

وأشارت إلى أن التأثير السلبي لوجود مربية أجنبية على الطفل يكون على الشخصية أكثر من التحصيل العلمي.

 

وأكدت على أن لغته العربية وقاموسه اللغوي سيتأثران سلبا أيضا؛ لاختلاف لغة الخادمة.

الإيجابي

 

وقد يساهم وجود مربية أجنبية للطفل بتعلمه بعض الأمور الجيدة له، مثل مهارات التواصل مع الآخرين كاحترام الآخر، والتعبير عن المشاعر، والاستماع والإنصات، بالإضافة لاستخدام كلمات مناسبة في موقف طلب الأشياء من الآخر، وكلمات الشكر، بحسب نوال أبو سكر.

 

وختمت أخصائية الإرشاد التربوي نوال أبو سكر حديثها قائلة: "ننصح كتربويين الأهل بأن يحددوا مهام الخادمة، بحيث تقتصر على تنظيف المنزل وترتيبه، دون التعرض لتربية الأطفال أو القيام بمهمات الوالدين.

 

ويجب استثمار الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم من خلال التحدث إليهم ومناقشتهم، مع مراعاة التواصل البصري، بالإضافة إلى متابعة اهتماماتهم.

 

يُذكر أن بعض الخادمات قمن بقتل أطفال الأسر التي تعمل في بيوتها، إما انتقاما من الوالدين؛ ردّا على إساءتهما لها، وإما نتيجة لمعتقدات دينية خاطئة، أو لمشاكل نفسية تعاني منها الخادمة.