سياسة عربية

بعد انهيار تحالفه مع "الحشد".. هل وقع العبادي بـ"فخ" إيراني؟

قيادي في حزب الدعوة قال إن الحشد برر انسحابه بأسباب فنية- الأناضول

شهد التحالف بين ائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مع زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، انهيارا سريعا بعد مضي 24 ساعة على إعلان تشكيله، فيما تضاربت الأنباء عن أسباب فض الشراكة مبكرا بين الجانبين.


وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن الاثنين، فض التحالف الذي تم التوافق عليه قبل أربع وعشرين ساعة، مع قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية مدعومة من إيران.


وقررت فصائل الحشد خوض الانتخابات بقائمة "ائتلاف الفتح"، الذي يضم "منظمة بدر" بقيادة هادي العامري وكتلة "صادقون" بقيادة زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي.


وقال مصدر سياسي عراقي، طلب عدم كشف هويته في حديث لـ"عربي21" إن "إيران نصبت للعبادي فخا لإسقاطه أمام أمريكا والغرب بشكل عام، بعدما رتبت تحالفه مع الحشد الشعبي".

 

اقرأ أيضا: مصدر مقرب من العبادي: لهذا السبب فض التحالف مع الحشد

وأوضح أن "إيران دفعت العبادي للتحالف مع الحشد الشعبي بعد أن كان يروج لحصر السلاح بيد الدولة، وكان متفقا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على أنها مليشيات وقحة، ثم أمرت إيران بانسحاب الحشد منه".


وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن "هذه اللعبة الإيرانية كانت تهدف لإسقاط العبادي أمام أمريكا والغرب، فقد لا يكون اليوم رجل أمريكا في العراق، ولن يعود رئيسا للوزراء لأن موقفه بات محرجا بشكل كبير".


لكن القيادي في حزب الدعوة، النائب علي العلاق، قلل في حديث لـ"عربي21" من تلك الأنباء ووصفها بـ"الأوهام"، قائلا إن "هذا الكلام عبارة عن أوهام سياسيين عادة ما يغوصون في القضايا بعيدا عن واقعها. هذا اللون من الفهم غير صحيح على الإطلاق".


وأوضح أن "منظمة بدر والحشد الشعبي عللوا أسباب انسحابهم بأنها فنية تتعلق بالانتخابات"، لافتا إلى أن "هذه قضايا انتخابية وتحالفات عراقية وطنية تبدأ بلقاء وتنتهي إما بالتفاهم أو عدمه وهذا ما حصل مع كتلة أخرى وليس مع كتلة بدر وغيرها".

 

من جهته، قال هادي العامري في بيان له، الثلاثاء، إن "انسحاب تحالف الفتح من تحالف النصر جاء لأسباب فنية"، نافيا "ما يشاع في الإعلام والمتصدين بالماء العكر انه جاء لخلافات مع رئيس الوزراء حول شروط الترشيح لرئاسة الوزراء المقبلة".


وأضاف أن "رئيس الوزراء لم يبحث في هذا الموضوع مطلقا أثناء المفاوضات لا من قريب ولا من بعيد"، مشيرا إلى أن "علاقتنا مع الأخ رئيس الوزراء ستبقى أخوية صادقة، ونحن مستعدون للتحالف معهُ بعد الانتخابات".


وأوضح العامري أن "دعوة الصدر والمالكي والحكيم لهذا التحالف كان بالاتفاق مع رئيس الوزراء"، مؤكدا أن "ما يشاع بأن تحالف الفتح اشترط على رئيس الوزراء عدم مشاركة تحالف الصدر والحكيم في هذا التحالف، ما هي إلا أكاذيب ليس لها أساس من الصحة".


واختتم زعيم تحالف "الفتح" بيانه بتأكيده "المضي بمشروعنا التغييري في خدمة هذا الشعب بقلوب مفتوحة وإياد ممدودة لكل المخلصين المشاركين في بناء الوطن".


وكان مصدر مقرب من العبادي قد قال لوكالة "الأنباء الفرنسية" الاثنين، إن "الشروط التي وضعها حيدر العبادي أدت لانسحاب عدد من الكتل السياسية التي لم تستطع أن تلتزم بها".


وأرجع "انسحاب الحشد الشعبي للشروط والمطالبات التي تخالف المنهج الذي اعتمده العبادي في رفض المحاصصة"، بحسب قول المصدر المقرب من العبادي.


وأكد أن "العبادي يشدد على اختيار الشخصيات ذات الكفاءة، إلى جانب دعم الإجراءات المتخذة بحق الفاسدين، لتشكيل قائمة وطنية تعبر عن تطلعات جميع العراقيين".

 

اقرأ أيضا: تفاصيل دور سليماني في تشكيل تحالف العبادي والعامري

وكشف مصدر سياسي عراقي قريب من التحالف الشيعي، أمس الاثنين، أن "قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، أشرف بشكل مباشر وقاد تفاوضات بين العامري والعبادي لجمعهم في تحالف انتخابي واحد لدخول الانتخابات المقبلة".


وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديث لـ"عربي21" أن "الجانبين استجابا لدعوة الجنرال الإيراني سليماني، بعدما كانا الأبعد في التحالف قبل أيام قليلة".


وعقب الإعلان عن توقيع اتفاق لدخول رئيس منظمة بدر، هادي العامري، بتحالف انتخابي مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، تحت تشكيل أطلق عليه تحالف "النصر"، انتقد مقتدى الصدر خطوة العبادي هذه ووصفها بـ"الاتفاقات السياسية البغيضة".


وقال الصدر في بيان له: "أعزي الشعب المجاهد الصابر مما آلت إليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة لتمهد عودة الفاسدين مرة أخرى وقد عرض علينا الالتحاق وقد رفضنا ذلك رفضا قاطعا". 


وأضاف رجل الدين الشيعي في العراق قائلا: "العجب كل العجب مما سار إليه الأخ العبادي الذي كنا نظن به أول دعاة الوطنية ودعاة الإصلاح"، في إشارة لتحالفه مع العامري.


وسبق أن أعلن الصدر، خلال مقابلة تلفزيونية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، دعمه لتولي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ولاية ثانية، متوقعا في الوقت ذاته "استقلاله" بالمرحلة المقبلة.