صحافة دولية

صحيفة روسية: هل تنضوي ليبيا من جديد تحت راية نجل القذافي؟

الصحيفة الروسية: طريق سيف القذافي لقيادة البلاد سيخضع للعديد من الاختبارات- جيتي

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن آخر المستجدات على الساحة السياسية الليبية، حيث أعلن نجل الرئيس السابق معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده الكاتب بيوتر أكابوف وترجمته "عربي21"، إن خبر إعلان سيف الإسلام القذافي عن ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في منتصف سنة 2018، كان من الأخبار المثيرة للجدل على الساحة السياسية الليبية في الوقت الراهن. فبعد سنوات من السجن، يحاول الابن استعادة عرش والده الذي قُتل على أيدي أعدائه والذي يعد أحد الشخصيات الأكثر إثارة للاهتمام في التاريخ الليبي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إطلاق سراح ابن القذافي من السجن في إحدى المدن الليبية خلال الربيع الماضي. وقد تم اعتقاله في خريف سنة 2011، بعد أن قُتل والده وشقيقاه، وقد قضى خمس سنوات ونصف في سجن مدينة الزنتان، حتى حكم عليه بالإعدام بعد ذلك، إلا أن حكم الإعدام لن ينفذ ليتم إطلاق سراحه سنة 2017.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: سيف القذافي يخطط لاجتياح طرابلس.. ماذا أيضا؟

وبينت الصحيفة أنه تم إطلاق سراح سيف الإسلام بأمر من كتيبة مسلحة تابعة لخليفة حفتر في مدينة الزنتان، وقيل إن إطلاق سراحه جاء تطبيقا لقرار العفو العام الصادر من برلمان طبرق. وبالنظر إلى الوضع العام في ليبيا بعد سنة 2011، والتي تشهد تفككا عاما، ليس مهما من أطلق سراح سيف الإسلام بقدر أهمية تحرره فعليا ونجاته من الموت بعد مقتل ثلاثة من أشقائه، بين سنتي 2011-2012.

وأكدت  أنه بعد نجاة سيف الإسلام القذافي من الموت، أصبح اليوم الزعيم السياسي الذي يلتف حوله جميع أنصار والده الراحل. وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للقبائل الليبية عيّن سيف الإسلام رئيسا للحكومة المؤقتة، إلا أن المنصب غير رسمي وليس له أي سلطة فعلية.

وبناء على هذا المعطى، من الواضح أن نجل القذافي يحاول الوصول إلى السلطة بالاستعانة بصورة والده "كزعيم للأمة". ومع الوضع المعقد في ليبيا، فإن اسم القذافي لوحده قادر على توفير التميز لسيف الإسلام أمام منافسيه في الانتخابات الرئاسية.

وأوردت الصحيفة أنه في حال تمت الانتخابات في ليبيا، سيكون من الصعب جدا استعادة وحدة البلاد، إذ يحكم كلا من برقة وطرابلس أطراف متناقضة وجيوش مختلفة. ولكن، عاجلا أم آجلا، سيتمكن المشير خليفة حفتر من توحيد البلاد، سواء بطرق سلمية أو باللجوء إلى الأساليب العسكرية، وفيما بعد سيكون الطريق مفتوحا أمامه ليكون رئيسا جديدا للبلاد.

 

اقرأ أيضا: أطراف إقليمية تسعى لدعم سيف القذافي بليبيا.. تعرف عليها

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال أصبح خليفة حفتر رئيسا للبلاد، فإن الرئيس البالغ من العمر 75 سنة، لن يتمكن من البقاء في سدة الحكم لفترة طويلة. لذلك، من المرجح أن سيف الإسلام القذافي، البالغ من العمر 45 سنة، سيقود ليبيا.

وأفادت الصحيفة بأن وصول نجل القذافي إلى السلطة هو أمر متوقع وطبيعي جدا. علاوة على ذلك، توجد أمام سيف الإسلام فرص كبيرة لقيادة البلاد، نظرا لمؤهلاته الشخصية؛ فهو من أسرة حكمت ليبيا طيلة 42 سنة. وفي الواقع، ولد سيف الإسلام القذافي بعد ثلاث سنوات فقط من تولي والده الحكم، وبالتالي قد ينفذ القصة الشائعة على مر التاريخ ليكون "الابن الذي يستعيد عرش والده ليقتل أعداءه"، خاصة وأن هناك الكثير من الأمثلة عبر التاريخ لاغتيال قادة أو رؤساء وسجن أبنائهم أو هروبهم خارج البلاد ثم العودة من جديد لاستعادة السلطة.

وحتى في التاريخ الحديث، لا تزال البلدان تنتهج في سياستها مسارا يقوم على المبادئ "السلالية" (السلالة الحاكمة) لتكوين السلطة، حتى لو ادعت رغبتها في تطبيق الديمقراطية. وما يميز تاريخ الدول في آسيا وأفريقيا وأمريكيا اللاتينية، التي شهدت أوضاعا مشابهة لما قد يحصل في ليبيا، ليس توارث السلطة فحسب وإنما عودة المفقودين أو غير المرغوب فيهم إلى سدة الحكم.

وتطرقت الصحيفة إلى بعض الأمثلة الكلاسيكية، حيث يُقتل الأب ويتولى ابنه بعد عدة سنوات من الإقامة الجبرية أو السجن الحكم من بعده. وخير مثال على ذلك رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو، الذي أعدم من قبل الجيش الباكستاني سنة 1979، وتولت ابنته بينظير بوتو رئاسة الوزراء كأول امرأة تتولى هذا المنصب في بلد مسلم، بعد تسع سنوات من إعدام والدها.

 

اقرأ أيضا: ماذا قال محامي سيف القذافي عن عودته للعمل السياسي؟

والمثير للاهتمام قول الصحيفة إن "الطريق نحو السلطة بالنسبة لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة لم يكن سهلا، إذ عاشت لفترة تحت الإقامة الجبرية ونفيت، وبعد توليها المنصب تم اغتيالها سنة 2007.

وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن "طريق سيف الإسلام القذافي نحو قيادة البلاد، سيخضع للعديد من الاختبارات"، كما سيتعرض للعديد من العقبات الصعبة التي عليه أن يتجاوزها حتى يتمكن من استرداد السلطة والجلوس على كرسي والده.