سياسة عربية

ما هي الآفاق المحتملة لتواجد تنظيم الدولة في إدلب؟

نظام الأسد وجد المبرر لجعل التنظيم شماعة للسيطرة على المناطق الشرقية- أ ف ب (أرشيفية)

قرابة ثلاثة أشهر مرت على تسلل نحو 300 مقاتل من عناصر تنظيم الدولة إلى منطقة الرهجان شرق محافظة حماة التي كانت تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"، قادمين من ريف مدينة السلمية الغربي، ومستقبل التنظيم ما زال غير واضح، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن آفاق تواجده، وخصوصا بعد وصوله إلى الحدود الإدارية لمدينة إدلب.


وعلى الرغم من شن "تحرير الشام" الهجمات المتتالية لمجابهة توسع نفوذ مناطق سيطرة التنظيم في "مثلث السعن قصر ابن وردان الحمرة"، إلا أن الأخير ما زال يحرز التقدم على حساب "تحرير الشام".


ويعتقد مراقبون أن تواجد التنظيم في هذه المنطقة لن يكون طويل الأمد، وخصوصا بعد الاعتقالات التي قامت بها "تحرير الشام" لعدد من قياديها المتعاطفين مع فكر التنظيم، وكذلك لبعض الخلايا النائمة المتهمة بالتعامل مع "داعش"، حسبما ذكر المحلل السياسي والاستراتيجي تركي المصطفى لـ"عربي21".


وبحسب المصطفى فإن عدد عناصر التنظيم في الوقت الحالي يناهز الألف عنصر، قائلا: "لم تتوقف عمليات إمداد التنظيم بالمقاتلين والذخيرة والمواد التموينية من البادية السورية عبر منطقة وادي العذيب من منطقة أثريا إلى السعن".


وأضاف لـ"عربي21"، أن هناك ثغرات يتجاهلها النظام في هذه المنطقة الجبلية الوعرة يستغلها التنظيم للانتقال من البادية ومن دير الزور إلى شرق حماة.


ويعتقد المصطفى، أن النظام السوري يسعى إلى تضخيم وتهويل حجم التنظيم في هذه المنطقة لتوظيف ذلك في تبرير هجماته على إدلب وشرعنتها، مستدركا وهو المتواجد بالقرب من المنطقة، بأنه "للآن لم تسجل أي طلعة جوية من قبل مقاتلات النظام أو روسيا على مناطق التنظيم".


لكن وبالرغم من ذلك، يجزم المصطفى باستحالة تأسيس تنظيم داعش لإمارة في هذه المنطقة، ويوضح أن الأمر صعب للغاية، لأن مناطقه خالية من السكان أولا، وكذلك لأنه لا يوجد تعاطف شعبي معه، فضلا عن قوة "تحرير الشام".


ويقول إن النظام يبدو كأنه وجد المبرر لجعل التنظيم شماعة للسيطرة على المناطق الشرقية من سكة قطار الحجاز، وهو ما تم التوافق عليه في أستانا.


وعلى إثر جولة ميدانية قام بها المصطفى بالقرب من مناطق سيطرة التنظيم، فقد لاحظ أن عدد المقاتلين في ازدياد وقال: "لقد وسع التنظيم من سيطرته في الآونة الأخيرة والآن يسيطر على نحو 12 قرية صغيرة، والآن باتت المسافة بين التنظيم ومحافظة إدلب لا تتجاوز السبعة كيلومترات"، مستدركا بأن "هذا الأمر خطير جدا على كل المقاييس".


من جانبه، رأى الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، أن التنظيم لا يتمتع بالقوة الكافية التي تخوله بشن هجوم واسع على إدلب، قائلا إن "الخطورة تكمن في استنزاف المعارضة جراء صد هجمات داعش".


وأضاف الأسمر لـ"عربي21"، أن النظام يستخدم التنظيم لتشتيت "هيئة تحرير الشام" في سبيل أن يحقق هدفه بالوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري.

 

ويبدو ظاهريا أن التنظيم متجه لزيادة مناطق سيطرته، ما لم تتدارك "تحرير الشام" التي تسعى إلى تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة مع الفصائل الأخرى، موقفها.