صحافة دولية

صحيفة: لماذا يخاف الغرب وأنظمة العرب من الإسلام السياسي؟

أ ف ب
نشرت صحيفة "دير شتاندارد" النمساوية تقريرا تحدثت فيه عن الموقع الذي يتخذه الإسلام السياسي في الدول الغربية، حيث يعتبر الإسلام السياسي حليفا للغرب، على الرغم من أن العديد من السياسيين في النمسا أكدوا خلال حملاتهم الانتخابية أنه عدو للحضارة الغربية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإسلام السياسي يعتبر بالنسبة للعديد من السياسيين في النمسا "طرفا أجنبيا"، إلا أن مختلف أطياف المجتمع النمساوي من السكان الأصليين والأجانب يتعايشون في كنف السلم الاجتماعي.
 
وأكدت الصحيفة أن الخوف من الأجنبي زرعه أصحاب النفوذ الذين يعتبرون أن الإسلام السياسي عدو يجب محاربته. والجدير بالذكر أن تعريف الإسلام السياسي يختلف بين أطياف المجتمع النمساوي، حيث يعتقد البعض أن الإسلام السياسي يقتصر على ارتداء الحجاب. أما مؤخرا، اعتبر النقاب الذي ترتديه المرأة الخليجية بمنزلة رسالة سياسية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسلام السياسي يعد بالنسبة للبعض بمنزلة كتلة متجانسة سقطت من السماء أو من الجحيم. في الواقع، يسعى السياسيون اليساريون إلى فصل الإسلام عن السياسة. في المقابل، يرى  السياسيون اليمينيون أن الإسلام السياسي لا يملك جذورا تاريخية  ويشكل تهديدا للثقافة والحضارة الغربية.
 
وأوضحت الصحيفة أن أنصار الإسلام السياسي، شرعوا في تنفيذ مخططاتهم مستغلين الانقسامات داخل المجتمع النمساوي، حيث نجحوا في استقطاب العديد من الشباب لتنفيذ الهجمات الإرهابية التي تحمل أجندات سياسية.
 
وأوردت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية ترى أن الإسلام السياسي يشكل عدوا خطيرا على نظامها واستقرارها، على الرغم من أنها لا تملك دستورا. كما تعتقد المملكة أن الإسلام السياسي يتلخص في جماعة الإخوان المسلمين الذين صدروا الفكر الثوري إلى شبه الجزيرة العربية. 
 
وأضافت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر سنة 1928، تتمتع بسمعة سيئة في النمسا. ومن جهة أخرى، يعتبر الفكر الوهابي السعودي مصدر كل الشرور، كما يعتبر طيف واسع من النمساويين أن تنظيم الدولة سعودي المنشأ.
 
وذكرت الصحيفة أنه لا يمكن فهم الإسلام السياسي دون الاطلاع على وجهة نظر الشرق الأوسط إزاءه؛ففي منطقة الشرق الأوسط، تعتبر العديد من الدول العربية أن الإسلام السياسي يعد بمنزلة أداة سياسية غربية، وليس إنتاجا محليا.
 
وأفادت الصحيفة بأن الإخوان المسلمين تلقوا دعما من المملكة العربية السعودية في عهد الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر. في تلك الحقبة، وقفت المملكة العربية السعودية في مواجهة عبد الناصر عندما أنفقت الكثير من الأموال من أجل نشر عقيدتها الوهابية. كما حاولت المملكة العربية السعودية جاهدة للتصدي لانتشار الفكر الثوري الإيراني والمحافظة على نفوذها في العالم الإسلامي.
 
وذكرت الصحيفة أن الإسلام السياسي لا يعتبر مؤامرة من الغرب، كما أن مصدره عالمي على خلاف الاعتقاد الشائع بأنه ظهر في منطقة الشرق الأوسط. في الحقيقة. إن الأشخاص المنحدرين من هذه المنطقة يربطون بؤسهم بصورة الملك السعودي الأسبق، عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلين روزفلت، التي تعود إلى سنة 1945؛ ففي تلك السنة، أعلن الطرفان عن بدء التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية التي تعتبر معقل الإسلام السياسي.
 
وفي حين تعتبر الدول الغربية تنظيم الدولة صناعة سعودية، يرى العديد من الأطراف في الشرق الأوسط أن هذا التنظيم المتطرف صناعة أمريكية وإسرائيلية. من جانب آخر، تحذر الدراسات الدول الغربية من جماعة الإخوان المسلمين، بينما يسود في منطقة الشرق الأوسط الاعتقاد الشائع بأن الغرب ساهم في اندلاع ثورات الربيع العربي في سنة 2011، قصد مساعدة الإخوان المسلمين على الوصول إلى السلطة.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن العديد من الدول الغربية تتوهم بأنها قادرة على السيطرة على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المعروف بمساندته للإسلام السياسي وللإخوان المسلمين. ويبقى تراشق التهم بين العالم الغربي والإسلامي قائما حول اعتبار الإسلام السياسي مؤامرة أم مجرد تيار سياسي.