سياسة عربية

نشطاء يرصدون 165 خطأ لغويا لرئيس برلمان مصر بـ19 دقيقة

عبد العال تعرض لموجة من الانتقادات اللاذعة بسبب أخطائه اللغوية- أرشيفية
عبد العال تعرض لموجة من الانتقادات اللاذعة بسبب أخطائه اللغوية- أرشيفية
شن عدد من الإعلاميين والنشطاء في مصر حملة واسعة على رئيس البرلمان، الدكتور علي عبد العال، بسبب الأخطاء اللغوية التي ارتكبها في الكلمة التي ألقاها بافتتاح الاحتفال بمرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية بمصر، في مدينة شرم الشيخ، الأحد، واستعرض فيها تاريخ البرلمان بغرفتيه، وقدرت مجلة حكومية عدد أخطائه فيها بنحو 165 خطأ في 19 دقيقة، ووصفها إعلاميون بأنها "عار".

رئيس البرلمان يهين اللغة العربية بـ165 خطأ

تحت هذا العنوان، رصدت مجلة "الأهرام العربي"، 165 خطأً لغويا لرئيس البرلمان المصري، في كلمته، مؤكدة أن أخطاء "عبد العال" لافتة للأنظار، ومثيرة للأسماع، بمعدل 9 أخطاء لكل دقيقة، وأنها مثلت إهانة كبيرة للغة العربية، في حضور الرئيس (رئيس الانقلاب)، عبد الفتاح السيسي، و19 رئيس برلمان ومنظمة برلمانية دولية، ولفيف من كبار الشخصيات البرلمانية، على مستوى العالم.

وبحسب المجلة: "كان من أبرز الأخطاء التي تم رصدها عدم الاهتمام بالقواعد النحوية، فنصب المرفوع، ورفع ما يجب نصبه أو كسره، وحرك الساكن، وسكن ما وجب تحريكه، ونون ما لا ينبغي تنوينه، كأن يقول: "للمرأةَ" بفتح التاء بدلا من كسرها، و"شهدت مصرَ" بفتح الراء بدلا من ضمها، و"تدافع عن استقلالَ" بفتح اللام بدلا من كسرها، و"أتمتُ" بضم التاء بدلا من تسكينها، و"تؤدي إلى الفوضة" بدلا من "الفوضى".

وأصر على ترديد اسم السيسي أكثر من مرة في خطابه باللهجة العامية قائلا: "عبفتاح" بدلا من "عبد الفتاح".

ولم تتضمن الأخطاء التي رصدتها "الأهرام العربي" الأخطاء اللغوية غير النحوية لرئيس البرلمان مثل أخطاء الصرف والنطق وإخراج اللسان في الحروف اللثوية مثل "الذال" و"الظاء"، ونطق همزة الوصل بدلا من القطع والعكس، وفتح أوائل الأفعال بدلا من ضمها، وترقيق الحروف بدل تفخيمها، والعكس.

واعتبرت المجلة أن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس للبرلمان المصري بهذه الإهانة للغة العربية، لاسيما مع المقارنة برؤوساء البرلمان السابقين، مثل محمد محمود خليل باشا، وعلى زكى العرابي، ومحمد حسين هيكل، والدكتور رفعت المحجوب، والدكتور أحمد فتحي سرور، الذي ترأس مجلس الشعب المصري على مدى 20 عاما، على حد وصفها.

وتقلد "عبد العال" عددا من المناصب الرفيعة، وكان عضوا بلجنتي العشرة و"الخمسين"، المعينتين من قبل العسكر لوضع دستور عام 2014.

وشغل منصب الملحق الثقافي لمصر في باريس، والمستشار الدستوري للديوان الأميري الكويتي، وشارك في وضع مسودة الدستور الإثيوبي، بالإضافة لكونه أستاذ القانون الدستوري والإداري بجامعة عين شمس، ومحاميا لدى محاكم النقض والإدارية والدستورية العليا، وله ستة مؤلفات قانونية.



الغيطي: والله.. عار

وشن الإعلامي محمد الغيطي، هجوما حادا على عبد العال. وقال، في برنامجه "صح النوم"، عبر فضائية"LTC " مساء الاثنين: "رئيس مجلس النواب أخطأ في كلمته 165 خطأ.. والله عار.. البرلمانيون السابقون لم يصلوا إلى هذه الدرجة.. يا سيادة رئيس مجلس النواب: فضحتنا، والله عار، ماعندكش حد يراجع لك الكلمة؟".

وأضاف الغيطي: "بعض حراس اللغة العربية، لغة الضاد، حسبوا الأخطاء في كلمته وجدوها 165 خطأ لغويا.. بمعدل ستة أخطاء كل تسع كلمات.. ده عار بصراحة.. فتحي رسرور.. رفعت المحجوب.. لم يكونوا يصلون إلى هذا الرقم العالي في الأخطاء.. يا دكتور علي: أليس لديك مراجع لغوي في كلمتك.. أو أحد يشكل لك الكلمة؟".

وتابع: "بجد فضحوتنا.. مش كفاية فضيحة السلام الجمهوري.. يا رجل: عيب عليك.. عيب عليك بجد.. 165 غلطة لغوية..  لغة الضاد استجارت، وصرخت".

واختتم ساخرا: "المفروض مؤسسة البرلمان تكون نموذجية ومثالية في كل حاجة.. استعن بعبدالمنعم ليراجع كلمتك لغويا، ثم أعطه بوسة (قبلة) زي البوسة الشهيرة بتاعتك".



خالد تليمة: "الناس العادية تعمل إيه؟"


وهاجم الإعلامي، خالد تليمة، أيضا، رئيس البرلمان المصري، قائلا إن أخطاء "عبدالعال" اللغوية واضحة من أول كلمة ألقاها عند توليه رئاسة البرلمان.

وتساءل تليمة، في برنامجه "صباح أون"، عبر فضائية "أون تي في": "الناس العادية، وأنا، نعمل إيه؟".
وأكد أن الأخطاء كانت نحوية مباشرة، وأنه لا يتحدث عن أخطاء في النطق، مشددا على أنه: "لازم يكون فيه مصححون لغويون لكتابة الخطابات، ويجب أن يتدرب عبد العال على قراءة الكلمة، بصورة أكبر من كده لتفادي الأخطاء"، على حد قوله.



الهواري: السيسي ورئيسا الوزراء والبرلمان أميون

واسترعى الأمر أيضا انتباه الكاتب الصحفي، أنور الهواري، لكنه هاجم بسببه كلا من: السيسي ورئيس وزرائه ورئيس البرلمان، ورماهم بالأمية.

وقال الهواري في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "عندما يخطب رئيس الجمهورية أو رئيس البرلمان أو رئيس الوزراء، أتخيل أن الثلاثة أميون، بالمعني الحرفي لكلمة الأمية".

وأردف: "أتخيل انهم من أجيال ما قبل المدارس، ومن أجيال ما قبل التعليم، ومن أجيال ما قبل الكتاتيب، ومن أجيال الكهوف المظلمة في بطون الجاهلية السحيقة، الذين عاشوا حياتهم من المهد الي اللحد لا يقرأون، ولا يكتبون"، على حد تعبيره.

وتابع الهواري الحديث عن هؤلاء الثلاثة فقال: "إذا تعلموا القراءة والكتابة علي كبر، فإنهم يتعثرون كثيرا، ويتلعثمون كثيرا، ويعجنون كثيرا، ويطجنون كثيرا. قلبي معهم حين يخطبون، وقلبي مع الشعب حين يسمعهم".

#علي عبد العال

ومن جانبهم، دشن نشطاء ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي "هاشتاغا"، وسما، يحمل اسم "#علي عبد العال"، راصدين من خلاله الأخطاء التي وقع فيها، مؤكدين أن ذلك دليل قوي على انهيار التعليم في مصر.

واحتل الهاشتاغ المركز التاسع على قائمة "تريند" موقع "تويتر"، التي تضم أكثر الموضوعات أهمية وتداولا من قبل المغردين، الاثنين.

وقال أحد المغردين: "دكتور #علي_عبدالعال رئيس مجلس النواب .. أصدق مثال علي أن التعليم عندنا منهار من زمان.. مش الكام سنة اللي فاتت وخلاص".

والدكتور علي عبدالعال، من مواليد تشرين الثاني/ نوفمبر 1948، وحصل على  درجة الليسانس في الحقوق، ثم دبلوم القانون العام، ثم دبلوم القانون الجنائي، من جامعة عين شمس، وختمها بدكتوراة الدولة، من السوربون (باريس) فرنسا. وكل هذه الدرجات، من الليسانس، حتى الدكتوراه، مرورا بالدبلومتين، حصل عليها بتقدير جيد جدا، بحسب أنور الهواري.
التعليقات (0)