مقابلات

حازم حسني: أتوقع تحرك أجهزة بالدولة ضد السيسي مستقبلا

قال الحسيني إن شعبية السيسي تراجعت إلى ما دون 50 في المائة بكثير - أرشيفية
قال الحسيني إن شعبية السيسي تراجعت إلى ما دون 50 في المائة بكثير - أرشيفية
توقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حازم حسني، تحرك بعض الأجهزة في الدولة المصرية ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن ليس في صورة انقلاب، بل من خلال ضغوط قد تصل لإثنائه عن الترشح مرة أخرى في انتخابات الرئاسة أو العمل على عرقلة مشرعه لإعادة الترشح أو ربما يتم استخدام أساليب وأدوات معينة لديهم (لم يحددها) حال عناده وإصراره على مواقفه.

ورأى في حوار خاص مع "عربي 21" أن تلك الأجهزة المصرية ستحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل البحث عن خروج آمن من الأزمة التي أكد أنها وصلت لمرحلة صعبة جدا، ويصعب لأي أحد أن يتحمل ثمنها مع السيسي، وبالتالي قد يحدث تدخل في صورة ضغط وقرارات حاسمة تغير الكثير من المسارات الراهنة.

وأكد "حسني"، وهو من المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين وأحد مؤيدي مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، أن العامين القادمين سيحدث خلالهما الكثير من الأشياء، خاصة أن الوضع الاقتصادي متأزم للغاية، لافتا إلى أنه قد تحدث غضبة شعبية غير محسوبة وغير متوقعة حال عدم حدوث التدخل من بعض أجهزة الدولة.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي قراءتك لحوار السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية مؤخرا؟ وهل به جديد؟

ليس به أي جديد، فقد اتبع السيسي طرقه التقليدية في اللف والدوران في مناقشة القضايا، خاصة بعدما تآكلت شعبيته وانفض الشعب عنه، وهو يحاول أن يقنع نفسه والجميع أنه مازال يحتفظ بشعبيته، ويحاول ابتزاز المصريين بزعم أنه في حالة حرب، ويحاول أن يجد لنفسه مكانة المقاتل، وأنه يجب عليهم أن يقفوا خلفه.

ولذلك يطالب بعض رؤساء تحرير الصحف القومية المصريين بأن يساندوا السيسي مثلما وقف الشعب خلف جمال عبد الناصر وأنور السادات، في حين أن الوضع مختلف تماما عما كان عليه في السابق، ومثل هذا الحديث فقد أي قيمة ولا يتفاعل معه أحد.

كيف استقبلتم تصريح السيسي بأنه رهن إرادة الشعب وأنه سيخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى إذا أراد المصريون؟

هذه هي اللعبة نفسها التي قام بها سابقا، حينما قال إنه رهن إرادة الشعب منذ عامين، وأن المصريين هم من قاموا باستدعائه، وهو يحاول تكرار الأمر ذاته دون أي تجديد أو تغيير، لكن هذه اللعبة أصبحت "بايخة" وسخيفة، ولن تنطلي على الشعب مرة أخرى، وأعتقد أنه لن تكون لها نتيجة، إلا إذا كانوا ينتوون ترتيب مظاهرات مفتعلة تنظمها إدارة التوجيه المعنوي، للزعم بأن المصريين هم من قاموا ثانية باستدعائه، ونظل في دائرة الاستدعاء إلى ما لا نهاية.

المفكر السياسي مصطفى الفقي قال إن شعبية "السيسي" تتيح له الفوز بفترة رئاسية أخرى.. هل تتفق معه؟

لا أتفق معه، فهذا كلام خال من أي دلائل تشير إلى صدقه، فشعبية السيسي تآكلت بشكل كبير جدا، وكل ما هنالك أن المصريين في حالة حيرة لعدم ظهور وجه جديد أو بديل يمكن أن يطمئن له الشعب كي ينتخبه رئيسا للجمهورية، لكن لا يزال أمامنا متسع من الوقت، فلدينا ما يقرب من العامين، وقد يظهر لنا وجه جديد لمنافسة السيسي خلال الفترة المقبلة.

إلى أين وصلت شعبية السيسي وفق تقديرك؟

اعتقد أنها تراجعت إلى أقل بكثير من 50%، وهو ما جعله يخرج بحواره الثلاثي الأخير (مع 3 رؤساء تحرير صحف حكومية)، ولم يكن ليقدم على هذه الخطوة لولا أن شعبيته تآكلت تآكلا خطيرا، خاصة أن الشعب فقد الثقة فيه، وأصبح على يقين أنه لن يستطيع فعل أي شيء له.

لكن ماذا لو ترشح السيسي مرة أخرى؟

هذا يتوقف على طريقة إدارة العملية الانتخابية، هل سيتم التلاعب بها وتزويرها، كما حدث سابقا، أم ستكون نزيهة؟ لكني متأكد أنه لو خاض انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة سيخسر حتما تلك الانتخابات.

البعض قال إن تصريح السيسي بأن "شرف المقاتل أنه لا يتآمر ضد الرئيس ولا يُرتب لعزله" موجه لشخصية عسكرية تتآمر عليه وتسعى لعزله.. إلى أي مدى هذا القول صحيح؟

أعتقد أنه كان ينفي عن نفسه تهمة الخيانة والتآمر ضد محمد مرسي، لكن هناك كلام يتناثر حول وجود حالة عدم رضا وتململ داخل الجيش، إلا أنني لا أعرف مدى صدق تلك الأقاويل، ولا أستطيع الجزم بها، لكن الشيء المؤكد أن سياساته لا تريح كثيرين، وبالتأكيد هناك عقلاء داخل الجيش، وبالتأكيد هم غير راضين عن أداء السيسي.

وكيف ترى قول السيسي بأن القوات المسلحة وفرت للدولة المصرية 10 مليارات جنيه في شراء المستلزمات الطبية؟

هذا كلام فارغ، حتى لو حدث ذلك بالفعل، فقد كان يمكن للإدارة المدنية مثل وزارة الصحة أو غيرها توفير تلك الأموال، فقد قام الجيش بشراء المستلزمات الطبية بسعر المصنع فحصل على عروض مناسبة ليس إلا، فهذه ليست فكرة عبقرية، والجيش تصدى لها كنوع من البزنس، إذا كان هذا صحيحا من الأساس وليس مجرد كلام.

وماذا عن قوله بأن المعركة مع من يصفهم بـ"أهل الشر" في فصلها الأخير؟

هذا كلام قيل سابقا أكثر من مرة، ومصطلح "أهل الشر" مطاط ويأخذ العاطل بالباطل، وقد يشير إلى أن السيسي يريد تكرار ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1981، عندما قام بحملات اعتقال واسعة لشخصيات معارضة، فقد يكون هذا ما يدبر له السيسي، وربنا يستر.

أما إذا كان يقصد به المعركة ضد الإرهاب، فهذا كلام يقال منذ ثلاث سنوات ولم نجد له صدى، ورغم أنه حدث انحسار للعمليات الإرهابية نسبيا، لكنها مازالت موجودة، وستظل مستمرة، فالضباط والجنود يسقطون كل يوم تقريبا، وبالتالي فالزعم بأنها ستنتهي قريبا وفي طورها الأخير ليس له أي معنى.

قرار السيسي بالعفو عن 300 شاب.. هل سيتم تنفيذه بالفعل؟

سبق وأطلق مثل هذه الوعود ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع، ثم من هم هؤلاء الذين سيقوم بالإفراج عنهم؟ فلم يذكر أسماء بعينها، لكي يمكن الحكم على هذه الخطوة، التي قد تكون - إذا ما حدثت- محاولة لكسب الرأي العام الدولي أو المحلي.

السيسي أكد أنه لم يتم التشاور مع أي طرف قبيل انقلاب 3 تموز/ يوليو.. هل هذا صحيح؟

قد يكون ذلك صحيحا إلى حد كبير، لكني متأكد أنه تشاور مع بعض الدول الخليجية لدعم حكمه، ولم يكن يقدم على ما فعل إلا بعد أن حصل على وعود من السعودية والإمارات تحديدا لدعمه ماديا، وهذا الكلام تحدث عنه الفريق أحمد شفيق، والسيسي يحاول الظهور بأنه مستقل في قراراته، رغم أننا متأكدون أنه باع إرادته تماما للسعودية وغيرها.

كيف تنظرون لحديثه بأن علاقة مصر بدول الخليج ثابتة وقوية ولا تختزل بحجم الدعم المقدم؟

هذا مجرد كلام مرسل، والحقيقة أن السيسي رهن نفسه والسياسة المصرية للدول الخليجية، ولولا الدعم الخليجي له لسقط منذ فترة طويلة، وهو يحاول أن يرسل رسالة للسعودية والإمارات مفادها أنهم "حبايب" وأن بينهم علاقات قوية حتى لو لم يرسلوا له شيئا، ولمحاولة إزالة الأثر السيء الخاص بحديثه عن "الرز الخليجي" كي تستمر علاقاتهم الطيبة، وبالتالي يحصل على بعض الدعم والذي لن يكون بالقدر نفسه من السخاء السابق.

هل هذا الحوار يشبه حوارات الرئيس المخلوع حسني مبارك إبان فترة حكمه؟

مبارك كان أقل وطأة في حواراته، رغم أن حوار السيسي كان به ملامح من حوارات "مبارك".

 السيسي تمادى بشكل غريب في أحاديثه وتصريحاته، وفي الحقيقة مبارك كان أكثر كياسة وذكاء منه، خاصة أن مبارك لم يدخل مصر في المتاهات التي أدخلها فيها السيسي، وقد كان صريحا وواضح المعالم نسبيا، إنما هي الوعود الفارغة نفسها والحديث عن الإنجازات غير الموجودة.    

توقيت نشر حوار السيسي.. هل له مدلول؟

بالتأكيد، فهناك تقارير تتحدث عن تقلص شعبيته، وهو يحاول إقناع الناس والبسطاء بأنه مازال يحتفظ بشعبيته، ثم يقوم مجددا بإطلاق وعود جديدة خلال الفترة المقبلة، مثلما وعدنا في السابق أنه خلال أول عامين في حكمه ستتحسن معيشة المصريين، وهو ما لم يحدث بالطبع، وبالتالي فحواره جاء ردا على تقارير مجلة "الإيكونوميست" ووكالة أنباء "بلومبرغ" وغيرهم، فهو يحاول الإمساك بخيوط اللعبة في يديه، حتى لا تخرج الأوضاع بعيدا عن سيطرته.

كيف تقيم ردود الفعل تجاه حوار السيسي؟

كانت ردود فعل سافرة جدا، حتى أن كتاب الأعمدة بالصحف الذين كانوا يدافعون عنه تشعر من خلال ثنايا مقالاتهم أنه لم يقدم لهم شيئا جديدا، وأصيبوا بخيبة أمل، ولا أحد يعرف ما الذي كان يريد قوله أو الوصول له، خاصة أن ما كان يقوم به هو مناورات مثل استدعاء الشعب له، وهذا حديث سخيف فقد معناه. وأعتقد أن الشعب المصري في الشارع غير مهتم على الإطلاق ولم يقرأ هذا الحوار، أو سمع به، لكنه غير عابئ به، وأرى أن رد الفعل أقل بكثير مما كان يتوقع السيسي حدوثه.

في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وانسداد الأفق السياسي .. إلى أين تتجه مصر مستقبلا؟

لا أحد يعلم تحديدا ما الذي سيحدث مستقبلا، إلا أن هناك حراكا سياسيا موجودا حتى لو كان ضعيفا، والأزمة الاقتصادية لن يستطيع أحد إخفاءها للأبد، وستحدث غضبة شعبية غير محسوبة وغير متوقعة، أو يحدث التغيير من داخل الدولة نفسها، وتتحرك أجهزة بعينها - ليس في صورة انقلاب- للضغط على السيسي لإيقاف تلك الممارسات ولمحاولة إيجاد حلول.  

وأعتقد أن العامين القادمين سيحدث خلالهما الكثير من الأشياء، وإن لم تكن واضحة بشكل جلي حاليا، لكني أرى أن الوضع الاقتصادي متأزم للغاية، بينما السيسي لا يريد تغيير سياساته ويتصور أن الشعب سيؤيده إلى ما لا نهاية، وهذا غير صحيح بالمرة، وبالتالي فهو يسير في طريق اللاعودة.

وهل أنت أقرب لسيناريو الغضبة الشعبية غير المحسوبة أم تحرك أجهزة بالدولة ضد السيسي؟   

أنا أرجح تحرك بعض الأجهزة النافذة في الدولة، وتبدأ بقراءة حقيقة المشهد وتخشى على نفسها – بغض النظر عن خوفها على الوطن بل على نفسها- وبالتالي ستحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه والبحث عن خروج آمن من الأزمة التي وصلت لمرحلة صعبة جدا، ويصعب لأي أحد أن يتحمل ثمنها مع السيسي، وبالتالي قد يحدث تدخل في صورة ضغط وقرارات حاسمة تغير الكثير من المسارات.

هل سيصل هذا الضغط المتوقع لدرجة إثناء السيسي عن الترشح لفترة رئاسية ثانية؟

ربما تصل لإثنائه عن الترشح مرة أخرى، أو العمل على عرقلة مشروعه لإعادة الترشح، أو ربما يتم استخدام أساليب وأدوات معينة لديهم. ورغم أنه يصعب التنبؤ تحديدا بطبيعة التدخل، إلا أنه وارد بشدة حدوث ذلك ليس في الوقت المناسب، لأن الوقت المناسب قد مضى، ولكن قبل وقوع الطامة الكبرى.

وهل سيستجيب السيسي لتلك الضغوط برأيك؟  

هذا يتوقف على طبيعة الضغوط المرتقبة، ومن المتوقع أنه لن يستسلم بسهولة، ومن المؤكد أنه سيراوغ كثيرا، وبالتالي فهذا يتوقف على مدى ذكاء هذه الأجهزة الرافضة للمسارات الراهنة ومدى قدرتها على اللعب بأوراق تجعله يرضخ لقراراتها، خاصة لو وجدوا له طريقة للخروج الآمن.

أما إذا عاند كثيرا ورفض الرضوخ، ففي السياسة والتاريخ إذا ما استعصت الأمور تكون هناك أساليب وأدوات أخرى، والتاريخ مليء بأحداث ووقائع كثيرة حينما يفشل الحاكم ويعاند لدرجة كبيرة.
التعليقات (4)
موسي محمد
الخميس، 01-09-2016 12:39 ص
دا مش تحليل ولا نقد دا كلام مصاطب لحد نكره
أشرف ناجح عزيز جرجس
الثلاثاء، 30-08-2016 04:24 م
لا يمكن ابدا لموقع محترم ان يستصيف شخص مثل حازم حسنى لأن الامر ببساطة و بكل مهنية ان السيد حازم حسنى مثال كبير للشخص الحاقد الغير موضوعى المملؤ بالغل و الكراهية للسيسى .. فلا يمكن لمثل تلك النوعية من البشر ان تكون موضوعية او حيادية او امينة فى تناولها لأى أمر
على ابو خالد
الثلاثاء، 30-08-2016 04:04 ص
يادكتور لو امريكا قالتله جو خلاص جو مش محتاجه كل الهرى اللى انت قلته ده ..زى ماقالوا لحسنى جو ناو يعنى جو ناو
محمد عوض
الأحد، 28-08-2016 09:39 ص
حوار معد مسبقا للهجوم على السيسى و هدم شعبيته .. و فيه مصادره على المطلوب . . و فيه تناقض صارخ مثلا لما يقول ان المصريين ما فيش امامهم شخص. اخر ينتخبوه.. بعدين يحكم على الانتخابات القادمه بانها مزوره.. طب ليه اذا كان ما فيش مرشح على السطح حتى الان .. و ما ادراك ان خلال العامين القادمين لا تتحرك شعبيه السيسى الى الامام .. لان انجازاته يراها القاصى و الدانى.. الا الذى فى قلبه مرض .. تشويه الصوره غير مفيد بل العكس ربما ابراز الصوره يعطى مدلول افضل .. السيسى عنده اخطأ و مشاكل. معظمها ليس له دخل بها ربما لو 100 رئيس غيره ما كان يقدر يأتى بغير ما اتاه الرئيس السيسى .. حوار فيه استخفاف بعقول الشعب .. مازال امام السيسى عامين كاملين لانتهاء فترة الرياسه الاولى ... الحديث عن الترشح للرياسه لفتره تانيه سااااااابق لاوانه.. الا من اصحاب المصالح و المتحفزززززين... كثيرا جدا من مؤيدى السيسى بيكبرو دماغهم من الاحاديث الضعيفة و المفبركه دى و بيسمعوا هذه الافكار و ياخدو اصحابها على قدر عقولهم .. و اذا لم تكن من مؤيدى الاخوان و مع ثورة 30 يونيو .. كنت كتبت ايه فى حق السيسى و حق البلد .. لك الله يا مصر من هؤلاء و اشباههم