ملفات وتقارير

كيف يتجرأ شيخ أزهري على تحليل الخمر؟

الأزهري مصطفى راشد يزعم أن الأحاديث الواردة في تحريم الخمر ضعيفة - أرشيفية
الأزهري مصطفى راشد يزعم أن الأحاديث الواردة في تحريم الخمر ضعيفة - أرشيفية
بلغة جازمة واثقة قال الشيخ الأزهري الدكتور مصطفى راشد، إن "الإسلام لم يحرم الخمر، وإنما حرم السكر، لأن الآيات التي وردت في القرآن بالكامل لم تحرّم الخمر وإنما حرمت السكر"، رادّا على المستدلين بالآيات الآمرة باجتنابها على تحريمها بأن هذا أمر بالاجتناب، وهو لا يعني التحريم، ولو أن الله أراد تحريمها لقال فيها قولا حاسما كما قال في غيرها {حرمت عليكم الميتة..}.

وتابع الشيخ الأزهري خلال مشاركته في برنامج على فضائية مصرية، السبت 6 كانون الأول/ ديسمبر، "إن أي شخص يقول إن الخمر حرام يكذب على الله"، مضيفا أن "الأحاديث الواردة في تحريم الخمر ضعيفة، ولا يلزم الأخذ بها". 

وكان الشيخ راشد قد أعلن عن رأيه في مقال سابق نشره على موقع "الحوار المتمدن" بتاريخ 24 سبتمبر/ أيلول 2011، بعنوان: "الخمر غير محرم في الإسلام" خلص فيه بعد تعريفه للخمر ومناقشته للآيات الواردة في الخمر إلى القول: "ونحن إذ نفتي بعدم حرمة الخمر في الإسلام قد وضعنا أمام أعيننا قوله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب..}.

من الطبيعي أن تستفز هذه الفتوى مشايخ الأزهر وجماهير العلماء، لمخالفتها الصريحة لأمر معلوم من الدين بالضرورة، ومصادمتها لما تقرر تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع، وهو ما تناقلته أجيال المسلمين، وأجمعت عليه إلى زماننا هذا، بحسب مناقشة العلماء وردودهم على فتوى الشيخ الأزهري راشد الأخيرة المحللة للخمر. 

سبق أن طُرحت آراء مثيرة حول حكم الخمر وما يتعلق بنقلها وتقديمها وبيعها، كفتوى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، التي قال فيها إن الخمر المصنوعة من غير العنب كالشعير مثلا، إنما يحرم الكثير المسكر منها، أما القليل الذي لا يسكر فهو حلال، طالما أنه لا يسكر ولا يؤدي إلى غياب العقل وذهابه. 

واستند الدكتور الهلالي في فتواه إلى المذهب الحنفي الذي ينص على أن الخمر إن كان من العنب فقليله وكثيره حرام، أما إن كان من غير العنب كالشعير والبر والتين، فلا يحرم منه إلا ما كان مسكرا"، كما رأى الدكتور الهلالي أن من يعمل بالفنادق ويقدم الخمور فلا حرج عليه، بناء على ما ورد في مذهب أبي حنيفة من "جواز حمل الخمر ونقله بالأجرة..".

أمام ما يثار في وسائل الإعلام من آراء وفتاوى غريبة وصادمة لعامة المسلمين حول حكم الخمر، خاصة وأنها لم تأت من المتطفلين على الفقه، والطارئين على الفتوى، وإنما من مشايخ وأساتذة أزهريين، فإن ثمة أسئلة قلقة تطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمنتديات الحوارية، فما الذي يحمل شيخا أزهريا على تحليل الخمر، مع أن تحريمها معلوم من الدين بالضرورة، وأدلته قاطعة في دلالتها لا تحتمل فهما آخر؟ ولماذا يتعلق بعض المشايخ بآراء فقهية شاذة تفتح الأبواب لمفاسد كثيرة؟

مناقشة محلل الخمر في استدلاله وفتواه

ما دام أن صاحب الفتوى المحللة للخمر استدل بما أسماه أدلة على فتواه، فيحسن بالعلماء مناقشته في استدلالاته تلك، وبيان وجوه بطلانها وتهافتها، فكيف يرد العلماء على قوله بأن الله لم يحرم الخمر في القرآن، وإنما حرم السكر فقط؟ 

يجيب الدكتور اليماني الفخراني، مدرس العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، بقوله: بداية تحريم الخمر ثبت في القرآن والسنة وأجمعت عليه الأمة الإسلامية جيلا بعد جيل، وأصبح معلوما من دين الإسلام بالضرورة، وما ادعاه مصطفى راشد من عدم تحريمها في القرآن تحريف للكلم من بعد مواضعه، وإعلان عن جهله في فهم آيات الذكر الحكيم.

وأوضح الدكتور اليماني أن التحريم في القرآن لا يقتصر على لفظ "حرم" ومشتقاتها، بل ثمة صيغ كثيرة تفيد التحريم، منها على سبيل المثال ما أمر الله باجتنابه مقرونا بصيغة الأمر، فهو اجتناب للتحريم، كما خاطب الله المؤمنين آمرا لهم بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

ويورد اليماني في حديثه لـ"عربي 21" مثالا من القرآن في قوله تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}، متسائلا: هل يُفهم من هذه الآية إلا تحريم الأوثان وقول الزور؟ لافتا إلى أن الأمر بالاجتناب أبلغ في التحريم من قوله "حرمت"، فهو أمر بالابتعاد عنها واجتناب مجالس أهلها، وعدم المتاجرة بها، وكذلك أضاف ما أمر باجتنابه في الآية إلى الشيطان (من عمل الشيطان)، وما كان من عمل الشيطان فهو حرام لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}. 

وأورد اليماني طريقا آخر للاستدلال على تحريم الخمر بقوله: "نص القرآن على تحريم الخمر حين اعتبرها إثما، ونص على تحريم الإثم في قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ}، وقد أخبر عن الخمر والميسر (فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمها أكبر من نفعهما) فإذا كان الإثم حراما، وكانت الخمر إثما كبيرا، فهي حرام بنص القرآن.

هل التحريم للسكر فقط؟

في استدلاله على عدم تحريم الخمر، قال الشيخ مصطفى راشد إن القرآن لم يحرم الخمر، وإنما حرم السكر، لأن التحريم عنده لا يثبت إلا بلفظ التحريم، وهي دعوى تبطلها ورود صيغ كثيرة في القرآن تفيد التحريم القاطع، كترتيب عقوبة على الفعل كما في السرقة، بحسب الدكتور طاهر الشيخ، المدرس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر.

واعترض الدكتور طاهر على طريقة مصطفى راشد في الاستدلال، موضحا أنه بحسب استدلالته فإن السكر ليس حراما بصفة مطلقة، إذ إن الآية الكريمة (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) تنهى عن الصلاة حال السكر، بما يدل على أن السكر خارجها لا شيء فيه، وهو ما يبطل استدلاله العقيم على تحريم السكر.  

وينبه الدكتور طاهر إلى أن السنة النبوية، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، أكدت تحريم الخمر، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام"، وفي الصحيحين حينما سأله أبو موسى الأشعري عن بعض الأشربة (البتع وهو العسل ينبذ حتى يشتد، والمزر من الذرة ينبذ حتى يشتد) قال عليه الصلاة والسلام: "كل مسكر حرام"، وهذه القاعدة تبين بحسب شروح العلماء أن المراد كل شراب كان جنسه مسكرا، سواء القليل منه أو الكثير، ولم يرد بذلك ما أسكر كثيره فقط. 

وبخصوص ما يقال عن إباحة الأحناف للخمر المتخذة من غير العنب ما لم تسكر، قال الدكتور طاهر لـ"عربي 21" "إن المفتى به عند السادة الأحناف هو قول محمد بن الحسن الشيباني: ما أسكر كثيره فقليله حرام، وليس قول الإمام أبي حنيفة القدح الأخير المسكر هو المحرم كما نص على ذلك ابن عابدين في حاشيته.

ووفقا للدكتور طاهر فإن المفتى به عند الأحناف هو مذهب الجمهور، المتوافق مع الحديث المعروف "ما أسكر كثيره فقليله حرام" (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان وصححه كثير من المحدثين)، خاتما حديثه بالتحذير من تتبع أقوال العلماء الشاذة، ومن الفتاوى المعاصرة الشاذة، ولافتا إلى أن ليس كل من تخرج من الأزهر أصبح مؤهلا للإفتاء والفتوى. 

أمام حول تكرار صدور فتاوى شاذة وغريبة من مشايخ أزهريين، يتساءل الكثيرون: لماذا لا يقوم الأزهر بصفته الدينية والرسمية، بدوره المطلوب في مناقشة أصحاب تلك الفتاوى، لا سيما تلك الصادرة من خريجيه، لبيان أخطائهم وشذوذاتهم المخالفة لقطعيات الشريعة وأحكامها الثابتة، ولردعهم عن تضليل عامة المسلمين وإثارة البلبة في صفوفهم؟    
التعليقات (18)
زربابو
الأربعاء، 02-06-2021 02:30 م
أيها الجاهل .هلا فسرت لنا : واجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور...وأخبرنا أيها الجهبذ هل ما نهانا عنه الرسول حرام أم حلال؟؟ فالكلمة وردت في الأية الكريمة فانتهوا ولم يرد تحريم.فهل الأوثان حرام أم لا ؟؟؟
عمر المناصير العبادي
السبت، 08-02-2020 07:48 م
<br>...أُكذوبة التدرج في تحريم الخمر <br>............... <br>لا ندري لماذا يبكي هذا الشيخ أبو الجرار والدنان...المفروض أن يبكي على إتهامهم للصحابة الكرام بأنهم كانوا سُكيرين وسكرجية ، …وكم هو تجنيهم على أُولئك الرعيل الأول بما نسبوه لهم مما لا صحة لهُ…بل هو الكذب والإفك المُبين ، بأن الصحابة يعلمون بأن حرم كُل ما فيه إثم ومع ذلك يُعاقرون شرب الخمر ، وارجعوا لما يطرحونه من بُهتان...فيا تُرى هل العرب أو لنقُل أهل مكة والمدينة مولعين وشغوفين بشرب الخمر دون غيرهم من أُمم الأرض أو على الأقل ممن دخلوا الإسلام من غيرهم...حتى يُدللهم الل ويأخذ بخاطرهم ويُسير دينه حسب رغباتهم . <br>............ <br>https://www.youtube.com/watch?v=zRQWuIySj94 <br>.............. <br>تخيلوا الوضاعون يقولون بأنه عندما أُهرقت الخمور سالت وجرت في سكك المدينة.. فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ.. ربما على شكل أنهار وسيول. فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً...يظن الوضاع بوجود طُرق مُعبدة في المدينة وما يدري بأنها ممرات من التُراب والرمال تشرب كُل ما يُسكب عليها من سائل ، وبأن في بيوتهم الكثير من براميل الخمر والقلال والجرار والدنان... وعندهم تدرج في الصيام وتدرج في تحريم الربا وحتى تدرج في تحريم الزنا..لكنه الكذب بلا حدود وبلا قيود والجنون فنون..ولله المثلُ الأعلى.. {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً ....}الرعد17 على الوضاعين من الله ما يستحقون <br>............. <br>{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ ....}الأعراف33... قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ... وَالإِثْمَ... وهي آية مكية نزلت بمكة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ...}البقرة219...بما أن الله حرم الإثم في آية الأعراف في مكة وقبل الهجرة ، وفي آية البقرة 219 يقول عن الخمر بأن فيه إثم بل وإثمٌ كبير ، فما فيه الإثم الكبير أشد في التحريم مما فيه إثم.. فمن باب أولى هو التحريم لما فيه الإثم الكبير.هذا هو التحريم للخمر...فكيف يتم إتهام الله ورسول الله والصحابة الكرام بأنهم كانوا يشربون الخمر بعد نزول على الأقل آية البقرة 219 ؟؟ وبأن مجتمعهم كان مُجتمع سُكارى...فهل الله يتدرج في تحريم أو يُحل ما فيه إثم بل وإثمه أكبر من نفعه وفيه ذهاب ما أحترمه الله وهو العقل؟ . <br>............ <br>
عمر المناصير العبادي
السبت، 08-02-2020 07:39 م
(4) ................... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} المائدة90-91 .................... فَاجْتَنِبُوهُ تعود على الرجس ولا تعود على الخمر ، ولم يقُل الله فاجتنبوهُن للأربعة ، وُمنتهون ليس عن الخمر وحده بل للأربعة التي ذكرها الله ، وعما تُحدثه من عداوةٍ وبغضاء ، وأمرنا الله في أيات أُخرى إجتناب الطاغوت واجتناب قول الزور واجتناب الرجس من الأوثان...وهذه الآية نزلت 9 للهجرة...فهل بقي الصحابة يشربون الخمر 22 عام.. ولم يأتي التحريم حسب من أوجدوا هذه الإكذوبة إلا قبل إنتقال رسول الله للرفيق الأعلى بعام واحد فقط...أي قبل نهاية البعثة بعام واحد فقط ؟؟ ............ هذه الآية لم تتحدث عن الخمر لوحدها ولتجنبها لتجنب الرجس الذي فيها ، بل يتحدث الله عن 4 أمور هي (الخمر والميسر والأنصاب والأزلام)...بأنه رجس من عمل الشيطان...وإن عليهم إجتنابه... لأنهُ رجس..ما عُلاقتها بنهي الله لمن يكون في حالة السُكارى لأي سببٍ من الأسباب بحيث لا يعي ما يقول وهو يُصلي ، بأن لا يقرب الصلاة وهو في هذه الحالة بأن تنسخها وتُبطل حكمها هذه الآية فيُصلي المُصلي وهو في حالة السُكارى لأنها منسوخة. ذاك حُكم وهذا حكم ولا علاقة بكُل حكم بالآخر إلا أنهما يتعلقان بالصلاة والخمر وشربها...وما عُلاقتها بالآية التي تم سؤال رسول الله بشأن الخمر والميسر وعن جواب الله بأن فيهما إثمٌ ومنافع وبأن إثمهما أكبر من نفعهما حتى تنسخها وتُبطل حكمها...وماعلاقتها بالآية عن قول الله بأن في ثمرات النخيل والأعناب يتخذ الناس رزقاً حسنا وسكراً بمعنى خلاً وعصائر ومربيات ومخللات وكُل ما يصنعه البشر منهما وبأن في هذا آية من آيات الله . ............... فهل فيما سبق تدرج في تحريم الخمر ، والتي حتى لو لم يُنزل الله أي أمر بتحريم الإثم ...فإن الآية رقم 219 من سورة البقرة فيها نص صريح بتحريم الخمر لأن الإثم الذي فيه أكبر من نفعه...وأحاديثُ رسول الله واضحةٌ في تحريم الخمر وبأنه لا يشربُها مؤمنٌ ، وبأن كُل مُسكرٍ حرام ، حتى أن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه ، وبائعها ومُبتاعُها ، وساقيها ومُسقاها ، وأن من يشرب الخمر بخُست صلاته 40 يوماً وأن الله سيسقيه من طينة الخبال إن لم يتُب..إلخ ما قاله رسول الله . .................. وبالتالي فأين هو التدرج في تحريم ما لا يمكن إلا أن يكون الله حرمه في الإسلام وفي القرءان كما حرمه في التوراة والإنجيل من قبل؟؟ فكُل آيةٍ من كتاب الله لها حكمها المُستقل ، ولا نسخ ولا تدرج في كتاب الله ، لأن أحكام الله قائمةُ باقية ما كان بقاءٌ للبشر على وجه هذه الأرض . .................... يقولون بأن الصحابة قالوا عندما نزلت هذه الآية..فصارت حرامًا عليهم؛ حتى صار يقول بعضهم: ما حرم الله شيئًا أشد من الخمر...وهذا كذب على الصحابة لأن الله حرم أشياء أشد من تحريمه للخمر وعقوبتها أشد من عقوبة الخمر...ولأن التحريم الأشد جاء في الآية 219 البقرة. ........................... أما تلك الروايات الموضوعة فلا تستحق حتى المُناقشة وخاصة رواية أنس وعمله كنادل والتضارب في من كان يسقيهم ، وكذلك ما تم نسبته للفاروق ، وبأن الله غفل عن التبيان ولم يُبين إلا بطلب من عُمر ، لتعارضها مع كتاب الله ، ولنقضها فيما تم إيراده ، وأتهامها لخير القرون بما لم تتُهم به أُمم الضلال والكُفر والبُعد عن منهج الله...إلا لا يقربن الصلاة سكران ...وفيه إتهام للصحابة بأنهم يكونوا سكرانيين ولا يؤدون الصلاة جماعةً المفروضة عليهم في وقتها...مع أن الله ما عنى بالسُكارى شاربي الخمر فقط....هل يقول الصحابة (لا ندعُ الخمر أبداً ) وهُم تركوا الأكبر منها والأحب إليهم منها..فهل هُم من بني إسرائيل ليقولوا...سمعنا وعصينا.... أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ : - قُتِلَ فُلَانٌ ، قُتِلَ فُلَانٌ؟؟!! قَالَ : فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ؟؟!! كما أن الله عند الوضاعين يُنزل الآيات على هواهم ومبتغاهم ووضعهم وبُسرعة...أما الحديث المنسوب لخليفة رسول الله لعمر بن الخطاب رضي اللهُ عنهُ...فما تم تبيينه ينفي عن الفاروق ما نُسب إليه لتعارضه مع كتاب الله والطعن فيه ، ولأن الله حرم الخمر منذُ بداية البعثة لأنها مُحرمة فيمن سبق ، ولأن الله حرمها لما فيه من إثم.. وهذا ليس الوحيد الذي تم إفتراءه عليه فقد أفتروا عليه آية الرجم المكذوبة...الشيخ والشيخة..تلك المهزلة فهل ما نُسب إليه بأن تلك الآيات نزلت كما تم روايتها...وهل الله ينتظر أحد ليُذكره ويُعلمه بما هو ضروري ليُنله؟؟!!. ................... أما ذلك الحديث والذي من المُفترض أن يكون موضحاً بأن رسول طلب شيء يشربه لأنه عطشان...وكان عصيرهم حينها هو أن ينبذوا الزبيب أو التمر في الماء لليلةٍ كاملةٍ ليحصلوا على منقوعه كعصير يشربونه...وما هو بالنبيذ المُسكر المعروف حالياً ..وقول رسول الله هلا خمرته لا تُعني تخميره بل تغطيته ولو بعود من الحطب...ويُنبذ لهُ أي يُعصر لهُ..كالعصائر هذه الأيام..فكان هذا هو عصيرهم ويُسمونه نبيذ لنبذهم لأصله سواء كان تمر أو زبيب أو حتى العنب . ................ إسمعوا للشيخ فوزان الفوزان...يقول بأن الناس أي الصحابة كانوا مُغرقين في شرب الخمر ومتأصلة عندهم...يقول قال الصحابة ..إنتهينا إنتهينا..هل كان عندهم وسمعهم بأنهم قالوا تلك الكلمة...وبأنهم لم ينتهوا قبلها...والشيخ سعد الخثلان يقول قالوا..إجتنبنا إجتنبنا وليس إنتهينا . ……….. كيف يتم إتهام أُولئك الكرام بأنهم كانوا سكرجية من قالوا سمعنا وأطعنا...بينما اليهود والنصارى يتم تنزيههم لأن الخمر مُحرمة عندهم؟؟ .............. https://www.youtube.com/watch?v=Fs2KxTDvKa0 ............. ملفاتُنا وما نُقدمه مُلك لكُل من يطلع عليه ، ونتمنى ممن يقتنع بها نشرها وأجرهُ على الله...مع أن الملف تم تحضيرة بسرعة وبدون تركيز بسبب ............... عمر المناصير.. الأُردن............6 / 2 / 2020
عمر المناصير العبادي
السبت، 08-02-2020 07:38 م
الآية رقم (3) ............. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43 ..................... وسؤال لمن أفتروا الكذب على الله وعلى دين الله وعلى من أختارهم الله لحمل رسالته ، متى كان الصحابة تبدأ جلستهم للسُكر وشرب الخمرة ، لكي تدور برؤوسهم فيبدأوا بالضحك والصُراخ والعربدة والتلعثم بالكلام والترنح..متى يكون ذلك ..هل يكون بعد صلاة العشاء..في بيوتهم وأمام زوجاتهم وبناتهم وأبناءهم وذويهم...أم في البارات والحانات متى وفي أي مكان؟؟!! هل يُحل الله ما هو خبيث وما فيه مفسدة ودمار للنفوس وللبيوت؟؟!! ............ هذه الآية نزلت 4 للهجرة..ولم يقُل الله لا تُصلوا...فهل من لا يُسكره الخمر يستطيع أن يشرب الخمر ومسموح لهُ أن يُصلي حسب ذلك الفهم السقيم سُكَارَى.. لا تعني الخمر فقد يشرب البعض كمية من الخمر ولا تتم لهُ حالة السُكارى .. وسُكارى هي حالة الشاغل الذهني الذي يمنع حضور القلب في الصلاة أو أن يكون في حالة اضطراب سلوكي كغضب أو خوف يشغله عن صلاته و خشوعه و طمأنينته وهي حضور العقل والذهن والقلب من مقومات الصلاة....وعند النُساخ سُكارى مفهومهم فقط شارب خمر...ولا يعلمون أن ممن يشربون الخمر الكثير منهم لا يكون بحالة السُكارى...وعندهم الإستعداد للصلاة وبوعي كامل لما يقولون . ................... فهذه الآية تتحدث عن عدة شروط للصلاة ، منها عدم الصلاة في حالة السُكر الذي يؤدي بالشخص أن لا يعلم ماذا يقول حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ..كتعاطي المخدرات ، أو البنج . ........................ وسُكارى لا تُعني شرب أو شارب الخمر فقط بل هي الحالة التي يصل فيها الإنسان بأن لا يعلم ما يقول.. ، فقد يشربُها شاربها للخمر ولا يصل لحد السُكارى....وكم من شاربٍ للخمر عنده القُدرة على شُربها ، وعنده القُدرة على الصلاة وهو بكامل وعيه وإدراكه ، وبكُل تركيز ، ويعلم بكُل ما يقول....وحتى ربما عنده القُدرة على أن يؤم الناس ولا أحد يشُك به ، وبما أنه ليس من السُكارى وليس في حالة السُكارى فلا ينطبق عليه ما ورد في الآية الكريمة....بعدم قربه من الصلاة....ولا يُعني هذا بأنه غير عاصي وشرب ما حرمه الله . ............... وبالتالي فهو نهيٌ عن عدم القيام بالصلاة والقرب منها والشخص في حالة " السكران " إن كان غير مُركز في تفكيره وغير مُتوازن ، ومن ذلك عدة أمور منها ، والشخص في حال لأي سببٍ من الأسباب الذي يؤدي به أن لا يُركز أو يعلم ما الذي يقوله في صلاته ، أي يُصبح وكأنه كالسكران ، فقد يسب ويُسيء بدل أن يمدح ، كمن يُفيق من النوم عند بعض الناس ويحتاج لوقت ليستعيد تكيزه ، فهُناك حالات مرضية لبعض الأمراض ، وكذلك بعض الأدوية ، وكالغضب والتوتر الشديد ، أو الجوع الشديد ، أوالتعب والإرهاق الشديد ، والحُمى الشديدة وأرتفاع الحرارة الذي يؤدي بالشخص يهذي ويتخيل أشياء وكلام ، وتجعله بأن لا يعي ما الذي يتكلم به ، والخوف والرُعب الشديد وكذلك الإضطراب والقلق، وكذلك المدهوش..إلخ {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ .....}الأحزاب4 ................ يقول الله سُبحانه وتعالى{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72....{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }ق192....هل الناس يوم القيامة يكونوا شاربي خمر حتى يكونوا سُكارى وتذهل كُل مُرضعة عما أرضعت وتضع كُل ذات حملٍ حملها...ومن تأتيه سكرات الموت..فهل يكون سكران من الخمر...كيف هذه الآية تنسخ سابقتها؟؟!! ........................ وكذلك من الناحية الشرعية أن يكون حاقن بشكل يسكره أو يشغله عن العلم بما يقول ؟؟؟ !!! ..كما في الآثار...عن أُمنا الطاهرة عائشة رضي اللهُ عنها قالت ، قال رسول الله صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم...."إذا نعس أحدكم وهو يُصلي ، فليرقُد حتى يذهب عنهُ النوم ، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعلهُ يستغفر فيسبُ نفسه "....وفي نص آخر..." إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ "..رواهُ البُخاري ............ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل وهو حاقن.. " ولا يصلي وهو حاقن حتى يتخفف" "لا يحل لمؤمن أن يصلي وهو حاقن جداً " وفي قول آخر" لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حاقن حتى يتخفف"....فهذه أمثلة على حالات السُكارى ............. وكذلك ربما إمام وهو داخل إلى المسجد للصلاة تناقش مع شخص على باب المسجد لخلافٍ بينهما أو غيره ، أدى إلى شجار وعراك بينهما ، وربما ضرب هذا الشخص الإمام ، كيف نُريد من هذا الإمام أن يؤم الناس بعدها في الصلاة ، ويعي ويُسيطر على ما يقول ، أو كيف لنا أن نطلب منهُ أن يُصلي بنا وهو في حالة غضب شديد وتوتر واضطراب لا يجعله يُركز ويعي ما الذي يقوله وهو كالسكران من الغضب ....إلخ...ولذلك فالأمر ليس مقصور على الخمر فقط فسكارى ليست مخصوصةٌ بالخمر فقط......فيقول الشخص عن نفسه عندما يكون مُتعب ، أو عنده نعس شديد أو غضب شديد....بأنه يحس بنفسه كالسكران ....وهل من أُبتلي بشرب الخمر لا يُصلي مثلاً؟؟؟ ....... يقولون بحق الصحابة...فتركها بعض الناس ، وقالوا: لا حاجة لنا فيما يشغلنا عن الصلاة ، وشربها بعضهم في غير أوقات الصلاة...وهذا قول مُخزي وباطل لأن الله لا يتكلم عن الخمر فقط ...ثُم كيف يترك شُرب الخمر بعضهم ويُصر على شربها الباقي...مع أن هذا كُله كذب في كذب
عمر المناصير العبادي
السبت، 08-02-2020 07:37 م
الآية رقم (2) ........... {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219 ............... ويبقى السؤال متى نزلت هذه الآية والتي فيها التحريم للخمر لأن فيه إثم كبير؟؟؟ 2 للهجرة..فهل بقي الصحابة سكرجية لمدة أكثر من 15 عام.. وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ......... {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48 ............. إذا كان من يشرك بالله قد إفترى إثماً عظيماً...فكيف يحلل الله ما فيه إثم كبير وهو الخمر؟؟ فهل الإجتناب أشد من تحريم ما فيه إثم؟؟!! ........... فهذه الآية يُجيب الله عن سؤآل وُجه لرسوله ونبيه وهو سؤال من ضمن أسئلة كثيرة تم توجيهها لرسول الله ، يسألونك عن الروح ويسألونك عن الساعة ويسألونك عن ذو القرنين.....إلخ ، والسؤال هُنا هو عن أمرين هُما " الخمر والميسر " وأمر ثالث عن " الإنفاق " ماذا يُنفقون ، وجاء جواب الله بأن الخمر والميسر فيهما إثم كبير ومنافع للناس وهذه حقيقه يعترف بها الخالق ، "ولكن إثمهما أكبر من نفعهما" . ............ وعن السؤال عن الخمر؟؟؟؟؟...والجواب قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا...وهذه الآية بالذات فيها تحريم للخمر لأن الله حرم كُل ما فيه إثم... فالله يقول.. وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. المائدة2 ... وبأن الله أورد أكثر من آية لتحريم كُل ما فيه إثم ...وبالتالي فالخمر مُحرم طبقاً لتلك الآيات وكمثال {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ ....}الأعراف33 {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ.. }الشورى37 ، النجم32 {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ...}الأنعام120 ......... فهل أُلغي أو أُبطل هذا الحكم أم أنه ساري المفعول ، وإلى قيام الساعة كأي حكم آخر من كتاب الله.. فهذا الحكم قائم لحد الآن وإلى قيام الساعة منذُ نزلت هذه الآية ولحد الآن....ثُم هل هذه الآية تنسخ ما ورد من حكم في الآية رقم 67 من سورة النحل67 ويُصبح حكمها باطلاً وبأنهُ لا وجود لآية من آيات الله في ثمرات النخيل والأعناب بأن الناس يتخذون منها رزقاً حسناً وسكراً . .............. يقولون فلما نزلت هذه الآية، تركها بعض الناس، وقالوا: لا حاجة لنا فيما فيه إثم كبير، ولم يتركها بعضهم، وقالوا: نأخذ منفعتها، ونترك إثمها . .............. وهذا قول مُخزي وباطل بحق الصحابة الكرام لأن كُل ما فيه إثم حرمه الله قبل هذه الآية فهل عصى الصحابة ربهم...ثُم كيف يترك الخمر بعض الناس فقط ، ولم يتركها الآخرين والله صرح بأن فيها إثم كبير...وهل الصحابة يأخذون منفعة من الخمر والميسر وهو القمار؟؟!!