ملفات وتقارير

جراح عماني يصل إلى غزة تحت قصف الاحتلال لعلاج المصابين

الجراح العماني أيمن السالمي بعد وصوله لقطاع غزة لعلاج الجرحى والمصابين - إكس
الجراح العماني أيمن السالمي بعد وصوله لقطاع غزة لعلاج الجرحى والمصابين - إكس
خاض طبيب من سلطنة عمان مغامرة واجه الموت خلالها لينقذ أرواحا أخرى من ذلك المصير، هكذا بدأت رحلة الطبيب العماني أيمن السالمي الذي اتجه إلى قطاع غزة دون أن يخبر أحدا من أجل إنقاذ أرواح بريئة ومظلومة.

وتبدو ملامح السالمي، التي تعرضها صحيفة عمان، في مقطع فيديو عبر موقعها الإلكتروني، محملة بأوجاع، فيما يرى صاحبها أن دواء تلك الأوجاع استمراره في علاج الجرحى في القطاع، وفق ما نقلت وكالة الأناضول. 

اظهار أخبار متعلقة


ترميم الأوجاع
"يحاول أن يرمم ما يشوهه الاحتلال"، عنوان تقدمه الصحيفة العمانية للقارئ، حول حكاية الطبيب العماني المثيرة للتساؤلات عن سبب مجيئه إلى غزة، وسط القصف والدمار.

إلا أن السالمي أجاب عن كل هذه التساؤلات بالقول: "سبب قدومي لغزة مبدأ إنساني، بعدما رأيت البشاعة التي تحدث في غزة".

وأضاف: "رأيت حربا ظالمة ضد غزة، ورأيت أطفالا يقتلون هناك، فتواصلت مع منظمة عالمية (لم يسمها)، ولم أبلغ أحدا أني أتجه لغزة، وبعد عبوري معبر رفح (المنفذ الوحيد مع القطاع الموجود بمصر)، أبلغت الجميع أني في غزة".

ويُجري السالمي، بين 10 إلى 11 عملية جراحية بمساعدة طاقم طبي، لحالات مصابة لا تتوقف تأتي يوميا جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

أيمن السالمي، وفق ما تقول صحيفة الرؤية العمانية، يعمل في "مستشفى خولة بالعاصمة مسقط، ووصل إلى معبر رفح بعد رحلة طويلة وشاقة، وبدأ في ممارسة دوره الإنساني بمعالجة المصابين الفلسطينيين".

اظهار أخبار متعلقة



أيقونة من قلب غزة
حساب الجراح العماني، أيمن السالمي، عبر منصة "إكس"، تحول منذ وصوله للقطاع في 20 فبراير/ شباط الماضي، لأيقونة تبث حقائق وواقعا أليما يعيشه أطفال غزة حينا، وواقعا مبشرا بقدراتهم حينا آخر.

والثلاثاء، نشر السالمي عبر حسابه صورا لأطفال غزة، بعضها يحمل تحديا، وأخرى تحمل أحزانا، وكتب: "عسى الله أن يفك كربتهم".

فيما نشر الاثنين، صورا صادمة، قال إنها "بعض من نتائج قصف اليوم"، مضيفا: "قصف عشوائي بدون معنى، هدفهم فقط أن يشعر الفلسطيني أنه بدون أمان".

وعن البشريات بقدرات الغزيين، كتب السالمي: "دمروا مستقبلهم لكنهم قادمون"، و"ما ألطفهم"، و"لا تقلقوا عليهم، بإمكانهم تدبر أمرهم".

اظهار أخبار متعلقة


إشادة كبيرة

وبذلك أصبح الجراح أيمن السالمي أول طبيب عماني، يصل لقطاع غزة، مخاطرا بحياته، من أجل علاج الجرحى، وهو ما كان محل إشادات واسعة لا تتوقف.

مفتي عمان، أحمد بن حمد الخليلي، غرد عن السالمي، ووصف خطوته بأنها "جريئة في إسعاف إخوانه في أرض غزة العزة".

وتمنى الخليلي، في منشور سابق، بأن "يحذو حذوه الأطباء في بلادنا وسائر الدول الإسلامية، ممن تسمح لهم أحوال عملهم، وتتوفر لهم الأسباب الميدانية هناك لخدمة المرضى والمتضررين من هذا العدوان الغاشم".

وعلق السالمي على إشادة مفتي بلاده بمنشور قال فيه: "إنه لشرف كبير (ما قلته)، وأنت خير من يمثل عمان على كل الأصعدة، أهلنا في غزة يوجهون لك التحية والسلام ويقدرون مواقفك الإنسانية ضد هذا الاحتلال الغاشم".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتا غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
التعليقات (0)