رياضة دولية

كواليس "السوبر التركي" في السعودية.. الهندسة السياسية من خلال كرة القدم

لعب ناديا سيواس سبور وطرابزون سبور كأس السوبر التركية العام الماضي في إسطنبول - khalij online / تويتر
لعب ناديا سيواس سبور وطرابزون سبور كأس السوبر التركية العام الماضي في إسطنبول - khalij online / تويتر
‌نشرت صحيفة "حرييت" التركية مقال رأي للكاتب عبد القادر سيلفي، تحدّث فيه عن مباراة نهائي كأس السوبر التركي التي من المقرر انعقادها في المملكة العربية السعودية وعملية التضليل التي حدثت في كواليسها.

وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن عمليات التلاعب عادة ما تتم بالكلمات، لكن هذه المرة حدثت بصمت، حيث ظلّ رئيس اتحاد كرة القدم محمد بويوك إكشي ورئيس نادي فنربخشة علي كوتش ورئيس نادي غلطة سراي دورسون أوزبك صامتين طوال هذه العملية. وبما أنهم لم يكشفوا عن الحقائق، فقد تولّد انطباع بأن فنربخشة وغلطة سراي مضطران للعب مباراة في المملكة العربية السعودية تحت ضغط الحكومة.

وأشار الكاتب إلى أن هناك أمورًا أخرى تحدث في الملاعب الرياضية منذ فترة. وهناك حاجة إلى التركيز على هذا الموضوع الذي يتجاوز نطاق الرياضة، حيث يتم حاليًا إجراء هندسة سياسية من خلال كرة القدم.

كي يحصلوا على المال

لعب ناديا سيواس سبور وطرابزون سبور كأس السوبر التركية العام الماضي في إسطنبول في استاد أتاتورك الأولمبي. وربح طرابزون سبور 700 ألف ليرة تركية من هذه المباراة، مقابل 400 ألف ليرة تركية لسيواس سبور. وفي هذا العام، تم التفكير في تنظيم مباراة كأس السوبر التركية بين فنربخشة وغلطة سراي في الخارج؛ حتى يتمكنوا من جني الأموال من المباراة. وجاء الاقتراح من رئيس اتحاد كرة القدم محمد بويوك إكشي، ووافق عليه رئيسا الناديين.

أي دول؟

أوضح الكاتب أنه تم التفكير في الدول التي يعيش فيها عدد كبير من الأتراك، على غرار ألمانيا وإنجلترا والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية. وبما أن ألمانيا وإنجلترا رفضتا المباراة لأنهما فريقان تركيان، ولم تظهر الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا، بقيت قطر والمملكة العربية السعودية.

من اختار المملكة العربية السعودية؟

أورد الكاتب أن رئيس نادي فنربخشة علي كوتش اعترض على تنظيم المباراة في قطر، قائلا إن "نادي بشكتاش وأنطاليا سبور سبق أن نظما مباراة كأس السوبر التركية الفائتة في قطر، لكن لا يوجد جمهور هناك. لذلك، سيكون من الأفضل أن تُنظم المباراة في السعودية. وكما نعلم استثمرت السعودية الكثير في كرة القدم مؤخرًا، وتعاقدوا مؤخرًا مع رونالدو وبنزيما".

الاتفاقية المبرمة مع السعودية

كانت المملكة العربية السعودية مهتمة بلعب كأس السوبر في أراضيها. وقد عرض السعوديون في البداية 3 ملايين دولار. لكن تم الاتفاق فيما بعد على 4.5 مليون دولار، ودُفعت 20 بالمئة من هذا المبلغ إلى اتحاد كرة القدم، والباقي (80 بالمئة) لفنربخشة وغلطة سراي.

وأضاف الكاتب أن الاتفاق تم على أن يحصل الفريق الفائز بكأس السوبر في أيلول/ سبتمبر على 60 بالمئة من الأموال، والفريق الخاسر على 40 بالمئة. وبالفعل، قبل 15-20 يومًا، دخلت إلى خزينة الفرق دفعة أولية قدرها 1 مليون دولار، ثم 300 ألف دولار. وتم الاتفاق على دفع باقي المبلغ للفرق بعد المباراة.

البروتوكول مع السعودية

تم توقيع بروتوكول بين اتحاد كرة القدم السعودي واتحاد كرة القدم التركي في 10 تشرين الأول/ أكتوبر. وقام مسؤولو اتحاد كرة القدم التركي بزيارة المملكة العربية السعودية قبل 10 أيام من المباراة، وعقدوا اجتماعات مع مسؤولي اتحاد كرة القدم. ولم يكن هناك أي مشاكل.

متى بدأت عملية التضليل؟

في 26 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن علي كوتش أن نادي فنربخشة سيخرج إلى المباراة بشعار "سلام في الوطن، سلام في العالم"، وسيرتدي اللاعبون قمصانًا عليها صورة أتاتورك ومقولته "سلام في الوطن، سلام في العالم" على ظهرها، وذلك تقديراً لشهداء تركيا. وبدوره، قدّم نادي غلطة سراي نفس العرض في يوم المباراة. وكان اقتراح الأول الخروج إلى المباراة بشعار "سلام في الوطن، سلام في العالم" أيضًا، لكنهم غيروه لاحقًا إلى "سعيدٌ من قال أنا تركي".

أعدّ فنربخشة القمصان والشعار في تركيا وجلبها معه. وعندما علِم غلطة سراي بذلك في المملكة العربية السعودية، بحثوا عن مكان لطباعة القمصان في الرياض. كما جلب علي كوتش أيضًا فريق فنربخشة للناشئين تحت سن 19 إلى المباراة. وكان من المقرر أن يخرجوا أيضًا إلى أرض الملعب بنفس القمصان خلال مراسم التكريم ما قبل المباراة.

أنباء عن إلغاء المباراة

وذكر الكاتب أنه بينما كانت تجري المفاوضات في المملكة العربية السعودية لحل المشكلة، انتشرت أخبار في تركيا تفيد بأن السعوديين لن يسمحوا برفع العلم التركي أو ترديد النشيد الوطني. وقد نفت رئاسة مكافحة المعلومات المضللة الخبر، لأن البروتوكول المبرم مع المملكة العربية السعودية ينص على رفع العلم التركي. وسيتم حمل علم طوله 60 مترًا تحت 60 شخصًا وإدخاله إلى الملعب. وسيؤدي النشيد الوطني الفنان نورم أندر. كما سيتم رفع أعلام كأس السوبر وناديي فنربخشة وغلطة سراي في الملعب.

السعوديون لا يقبلون

أشار الكاتب إلى أن السعوديين رفضوا هذا العرض، مدعين أنه ينتهك قواعد الفيفا. وقد وافق علي كوتش لاحقًا على عدم الخروج بشعار "سلام في الوطن، سلام في العالم"، لكنه أصر على الخروج بقمصان عليها صورة أتاتورك.

وفي حديثه عن ذلك قال الكاتب "بالنسبة للانطباع الذي تلقيته، فلم أحصل على انطباع بأن رئيس اتحاد كرة القدم محمد بويوك إكشي سيستقيل بعد محادثتي معه. كذلك لم أحصل على إجابات واضحة على أسئلتي في هذا الخصوص. أما بالنسبة لعلي كوتش فهو يتصرف كبطل قومي، لذلك لا يفكر في الاستقالة. لكن في رأيي وبعد هذا الفشل الذريع، يجب أن يستقيل ثلاثتهم".


التعليقات (0)