ملفات وتقارير

غزة تضع الولايات المتحدة في عُزلة.. وتنديد دولي بـ"الفيتو" الأمريكي ضد قرار وقف الحرب

هاكان فيدان: "واشنطن ظلّت وحيدة"- إكس
هاكان فيدان: "واشنطن ظلّت وحيدة"- إكس
دعا مشروع قرار قدمته الإمارات في مجلس الأمن، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، حيث انضم ما لا يقل عن 97 دولة أخرى إلى هذا الجهد، خاصة بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة،
أنطونيو غوتيريش، تفعيل المادة 99 التي لفت بها انتباه المجلس لتهديد السلم والأمن الدوليين بسبب الحرب في غزة.

ورغم تصويت 13 دولة لصالح مشروع القرار، منها ثلاث من الدول دائمة العضوية، وامتناع بريطانيا فقد أفشل "الفيتو" الأمريكي القرار وهو ما وضعها في خانة الرفض مجدداً، وحيدة بعد أن قاومت مراراً الدعوات إلى تطبيق وقف إطلاق النار.

راعية للقتل والإبادة 
ووضع الموقف الأمريكي الداعم للاحتلال الإسرائيلي، مادياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً، الولايات المتحدة، في واجهة رعاية إرهاب الاحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة، التي يطالب العالم اليوم بإيقافها على مستوى الملايين في الشوارع غرباً وشرقاً، وعلى مستوى المحافل الأممية التي تمثلت بمشروع القانون ومن قبلها تفعيل غوتريش للبند 99.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وجّه الأربعاء، رسالة إلى مجلس الأمن، استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل للمادة منذ عقود.

وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن "الولايات المتحدة تحظر على مجلس الأمن التدخل لحل الأزمة في غزة، ونتائج هذه الدبلوماسية هي مقبرة لأطفال فلسطين بغزة".

وأضاف بوليانسكي: "بعرقلة الوصول إلى وقف إطلاق النار، حكمت الولايات المتحدة أمام أعيننا بالموت على عشرات آلاف المدنيين في فلسطين، وتركت الدبلوماسية الأمريكية وراءها أرضا محروقة ودماراً".

بدورها أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الفيتو الأمريكي، واعتبرت الولايات المتحدة "تخاطر بالتواطؤ بالحرب"، وقالت: "مرة أخرى، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من إجراء بعض الدعوات التي كانت الولايات المتحدة نفسها تطالب بها". 

اظهار أخبار متعلقة


وقال لويس شاربونو، مدير مكتب الأمم المتحدة في المنظمة: "من خلال الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة والغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب".

من جهته، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إنه "يوم حزين"، وأضاف بأنه يعتقد أنه "في يوم من الأيام، أولئك الذين لا يستطيعون رؤية الواقع، سوف يتفاعلون في نهاية المطاف مع الضغوط الهائلة التي تمارسها الإنسانية، من ركن في العالم إلى ركن آخر من العالم، حيث يطالب مليارات الأشخاص بوقف إطلاق النار".

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس الفيتو الأمريكي، ووصفت موقف واشنطن بأنه "غير أخلاقي وغير إنساني" مضيفة بأن "عرقلة أمريكا لإصدار قرار وقف إطلاق النار هو مشاركة مباشرة مع الاحتلال (الإسرائيلي) في قتل شعبنا".

كما أدان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، الفيتو الأمريكي، بالقول إن "استخدام حق النقض يفضح نفاق الادعاء بالاهتمام بحياة المدنيين".

أما وزير الخارجية الإيرانية، حسين عبد اللهيان، فقد قال خلال اتصال هاتفي، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أفاد به بيان للخارجية الإيرانية، إنه “طالما تدعم أمريكا جرائم النظام الصهيوني واستمرار الحرب… هناك احتمال حدوث انفجار لا يمكن السيطرة عليه في وضع المنطقة”.

عزلة دولية 
ووضع الفيتو الأمريكي الولايات المتحدة في عزلة دولية بعد تصويت 13 دولة على مشروع القرار الذي انضم له نحو 100 دولة حول العالم، ومن بين الدول الـ13 التي صوتت على القرار، فرنسا التي بادرت بدعم الاحتلال منذ بدء العدوان فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: “طلب مجلس الأمن وقف إطلاق النار لم يعرقله إلا الفيتو الأمريكي. هل هذه عدالة؟” مضيفاً بأن “مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح”.

كما قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، السبت، إن “واشنطن ظلت وحيدة”، وذلك بخصوص تأييد مواصلة الحرب على غزة. فيما قال وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان: “نختلف مع واشنطن بقرارها، ونشعر بخيبة أمل كبيرة لأن مجلس الأمن لم يتمكن من اتخاذ موقف حازم”.

اظهار أخبار متعلقة


بدوره انتقد وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، في تغريدة عبر حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقا)، الموقف الأمريكي، قائلا: “استخدام حق النقض في مجلس الأمن يشكل إهانة مخزية للمعايير الإنسانية”، معربا عن أسفه لتضحية واشنطن بحياة المدنيين الأبرياء.

وانتقدت منظمة "أوكسفام" القرار، ووصفت حق النقض"الفيتو"  بأنه "يضع مسمارا آخر في نعش مصداقية الولايات المتحدة في مسائل حقوق الإنسان".

وأردفت: "اليوم، أتيحت لإدارة بايدن فرصة أخرى للارتقاء إلى مستوى خطابها النبيل الداعم لحقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، إن العالم مستعد لإنهاء المذبحة المروعة في غزة".

وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان لها: "لقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بوقاحة واستخدمته كسلاح لتقويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أدى إلى تقويض مصداقيته وقدرته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلام والأمن الدوليين".

وقالت الأمينة العامة  للمنظمة، أنييس كالامار: "من خلال استخدام حق النقض ضد القرار أظهرت الولايات المتحدة تجاهلاً قاسياً لمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مذهل من القتلى والدمار الواسع النطاق والكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة".

كما انتقدت كالامارد، الولايات المتحدة، لإرسالها أسلحة إلى إسرائيل، وقالت إنها "تساهم في تدمير القطاع".

منظمة أطباء بلا حدود هي الأخرى، أدانت الفيتو الأمريكي، بالقول، في بيان لها، إنه: "باستخدام حق النقض ضد هذا القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية"، وأضافت: "لقد صدمنا فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة".
التعليقات (0)