صحافة دولية

إليك ما يجب معرفته عن حزب الله على هامش الحرب بين الاحتلال والمقاومة

تتصاعد حدة التوترات على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة- جيتي
تتصاعد حدة التوترات على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة- جيتي
نشرت مجلة "تايم" تقريرا سلطت فيه الضوء على حزب الله والدور الذي يمكن أن يلعبه في الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع تصاعد التوترات بين الطرفين.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن حدود إسرائيل مع غزة ليست الوحيدة التي يجب مراقبتها، فبعد أسبوع من بدء حركة حماس الفلسطينية حربا ضد الاحتلال، تتصاعد أعمال العنف أيضا على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.

وذكرت المجلة أن حزب الله أطلق صاروخا على إسرائيل صباح الأحد، ما أسفر عن مقتل شخص واحد، في أحدث سلسلة من المواجهات التي أثارت المخاوف من نشوب حرب إقليمية. وجاء هجوم يوم الأحد ردا على هجوم سابق من اتجاه إسرائيل هذا الأسبوع أدى إلى مقتل صحفي من رويترز وإصابة ستة آخرين.

ما هو حزب الله؟
أوضحت المجلة أن حزب الله هو جماعة مسلحة وسياسية شيعية مدعومة من إيران ومقرها لبنان، تشكلت سنة 1982 خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما ردا على غزو القوات الإسرائيلية لجنوب لبنان لطرد المسلحين الفلسطينيين.

ونقلت المجلة عن هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، أن إيران شكلت المجموعة بهدف لعب دور في الصراع العربي الإسرائيلي لدعم الفلسطينيين ولتصبح لاعبا إقليميا بارزا.

وأفادت المجلة بأن البيان التأسيسي لحزب الله، الذي نُشر سنة 1985، و ورد فيه أن أعداءه هم الحزب الديمقراطي الاجتماعي اللبناني التابع للمسيحية وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة، وأن هدفه طرد هذه الجماعات من لبنان.

اظهار أخبار متعلقة


وتصنف الولايات المتحدة حزب الله على أنه جماعة إرهابية مرتبطة بالعديد من الهجمات على المدنيين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تفجيرات الثكنات العسكرية الأمريكية والفرنسية في بيروت سنة 1983 والتي أسفرت عن مقتل حوالي 300 شخص. ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله "جماعة إرهابية"، ولكن ليس ذراعه السياسية، وقد دخل عالم السياسة في سنة 1992.

قال خشان إن حزب الله حقق "إنجازات هائلة" في السياسة في لبنان على مدى الأعوام الثلاثين الماضية. واحتفظ حزب الله بـ 13 مقعداً في البرلمان اللبناني المؤلف من 128 عضواً في الانتخابات الأخيرة لسنة 2022، لكن الحزب وحلفاءه فقدوا أغلبيتهم.

من يدعم حزب الله؟
أشارت المجلة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن إيران توفر معظم التدريب والأسلحة والتمويل لحزب الله، بما يصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا.

ووفق خشان فإنه نتيجة لذلك، أصبح حزب الله جماعة مسلحة ذات موارد جيدة وقوة متوسطة الحجم يمكنها هزيمة معظم الجيوش العربية، ما يجعله "أقوى جهة فاعلة غير حكومية" في المنطقة.

لماذا يأتي حزب الله في سياق الحرب بين إسرائيل وحماس؟
قال خشان إن حزب الله لعب دورا في عسكرة حماس سنة 2002، على الرغم من أن المجموعتين وجدتا نفسيهما على طرفي نقيض من الحرب الأهلية السورية.

وأوضحت المجلة أن مدى تورط إيران، إن وجد، في هجوم حماس الأخير على إسرائيل غير واضح. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فقد ساعدت إيران حماس في التخطيط للهجوم، لكن القادة الإسرائيليين والأمريكيين قالوا إنه ليس لديهم أي دليل يدعم ذلك، وأشارت المخابرات الأمريكية إلى أن القادة الإيرانيين فوجئوا بالهجوم.

وأصدر حزب الله بيانا أشاد فيه بهجوم حماس، واصفا إياه بأنه "رد حاسم على استمرار الاحتلال الإسرائيلي ورسالة إلى الساعين للتطبيع مع إسرائيل".

ومنذ الهجوم، أطلق حزب الله صواريخ عبر الحدود على إسرائيل في ما تسميه الجماعة "التضامن" مع حماس، ما أدى إلى تصاعد المناوشات.

اظهار أخبار متعلقة


وذكرت المجلة أن آخر حرب بين حزب الله وإسرائيل كانت في سنة 2006، عندما اختطف حزب الله جنديًا إسرائيليًا في غارة عبر الحدود، ما أدى إلى غزو إسرائيل  للبنان لتأخذ الحرب إلى طريق مسدود ووقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.

ما هي العواقب المحتملة إذا انضم حزب الله رسمياً إلى الحرب بين إسرائيل وحماس؟
أشارت المجلة إلى أن دخول حزب الله في الحرب من شأنه أن يفتح الباب أمام صراع إقليمي أوسع نطاقًا، ويفرض على إسرائيل الرد على كلا الحدود، ومن المرجح أن يؤدي إلى المزيد من الموت والدمار.

وحسب خشان فإن حزب الله لا يريد إثارة حرب شاملة مع إسرائيل، ولا تنتهك المناوشات الحالية شروط المبادئ التوجيهية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي أنهت حرب 2006، مضيفًا أنه إذا تصاعدت تلك الهجمات إلى حرب شاملة، فإن حزب الله سيتم محوه.

من جهته، يتوقع خشان أنه إذا بدأت الحرب مع حزب الله، فإن إسرائيل ستكون هي من يبدؤها، في إشارة إلى بعض التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تلمح إلى طموحات تتجاوز غزة.

التعليقات (6)