صحافة دولية

كارين عطية: العالم يريد تجاوز قضية قتل جمال خاشقجي

قالت إن الصحافة تعامل القاتل والمقتول بنفس القدر- الأناضول
قالت إن الصحافة تعامل القاتل والمقتول بنفس القدر- الأناضول
قالت محررة شؤون المقالات في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كارين عطية، إن العالم على ما يبدو، يريد تجاوز مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وأوضحت في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست، ترجمته "عربي21"، أنها في الأشهر الأولى التي أعقبت مقتل خاشقجي، تلقت بريدا مهما كان يتحدث عن أن جمال خاشقجي شخصية العام، وكان ذلك اختيار مجلة التايم، لعام 2018.

وأشارت كارين إلى أنه تم إنتاج أغلفة متعددة، الصورة التي تظهر صورة جمال بالأبيض والأسود وهو يرتدي ثوبا وغطاء رأس عربيا، وشعاع من الضوء يضيء وجهه، وباللون الأحمر، تحت اسمه، كانت الكلمات: "كاتب عمود مقتول".

في اليوم التالي، قررت أن أذهب لحضور احتفال مجلة تايم بجائزة شخصية العام، والذي أقيم في نيويورك، حيث لم تتم دعوتي، ولا عائلة جمال ولا أي شخص من صحيفة واشنطن بوست. لكنني كنت أشعر بالفضول بشأن نوع الحدث الذي يمكن أن يكون عليه.

وتابعت: "في رحلة الحافلة إلى مانهاتن، لم أستطع التوقف عن التفكير في كلمات جمال الأخيرة، لا أستطيع التنفس، والتي تم نشرها للتو عبر المخابرات التركية. هل كنت أفعل الشيء الصحيح؟ باعتباري محررة مقالات جمال، كنت لا أزال أشعر وكأنني ممثلته المهنية".

وقالت إن الحفل أقيم في فندق كابيتال، وهو فندق فخم وكبير، وكان اللون الأحمر يملأ المكان، مع رواد حفلات التقاط صور فورية، وسط القاعة الكبيرة.

وأضافت: "كان هذا قبل انتشار فيروس كورونا، وكانت الغرفة مليئة في الغالب بالأشخاص البيض الذين يثرثرون ويضحكون في عطلتهم الأنيقة، ويوازنون هواتفهم المحمولة والمشروبات، سمعت أن الممثل الكوميدي كريس روك كان في المبنى، شعرت بأنني في غير مكاني، لقد توقعت بسذاجة أن يكون الحدث كئيبا، تخليدا لذكرى جمال وزملائه المكرمين".

اظهار أخبار متعلقة



وقالت إنها "كانت حفلة أعياد، تحدثنا بشكل عابر حول مدى جنون هذا العام في عالم الصحافة، لم أشعر برغبة في إضافة الكثير إلى المحادثة، نعم يا إلهي مجنون تماما التهديدات تأتي إلينا من كل مكان، مجنون جدا، نعم".

ولفتت إلى أن صورة جمال، جاءت في الوقت الذي كانت فيه أغنية مايكل جاكسون "لا تتوقف حتى تحصل على ما يكفي"، وكان الناس يرقصون، شاهدت غلاف جمال يتلاشى، ثم انتقلت الشاشات إلى أغلفة أخرى بارزة من العام أو العامين الماضيين.

وبعد دقائق قليلة ظهرت صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان عنوان غلافه لعدد نيسان/ أبريل 2018 هو: "هجوم ساحر: هل يجب على العالم أن يقتنع بما يطرحه ولي العهد؟" أدركت حينها أن الحفل كان بمثابة احتفال بكل ما فعلته مجلة تايم في ذلك العام. لقد نسيت أن محمد بن سلمان كان واحدا من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم في مجلة التايم في عام 2018.

لذلك تم عرض ضحية جريمة قتل وقاتله المزعوم على نفس المستوى، وبنفس الطريقة.. وواصل الحشد الرقص، نظرت إلى وجه محمد بن سلمان العملاق المرتفع على الشاشات، ثم عدت إلى الجمهور الراقص، وقلت في نفسي.. لا تتوقف حتى تحصل على ما يكفي.

وقالت إنها "في سرد هذه القصة، لا أريد أن أشير إلى أنه من المستحيل تجربة الفرح في عالم مظلم، ولا أنوي أن أخص مجلة تايم باللوم، فجمال الذي أعرفه كان سيحب حفلة جيدة كهذه".

لكن بالنظر إلى الوراء بعد خمس سنوات، أفهم لماذا أزعجني هذا العرض كثيرا لقد كان ذلك تعبيرا مشؤوما عن هوس الصحافة الحديثة بعرض وجهة نظر الجانبين، ودافعها المستمر لمنح الظالمين نفس القدر من الاهتمام والرفعة مثل أولئك الذين يقمعونهم. والأسوأ من ذلك أنني أرى اتجاها بعيدا عن تركيز الأصوات العالمية التقدمية التي تتحدث علنا عن حقوق الإنسان. أعتقد للأسف أن الكتاب العرب مثل جمال يجدون صعوبة في الظهور في وسائل الإعلام لدينا اليوم.
التعليقات (2)
ثابت
الأربعاء، 04-10-2023 07:07 ص
الكتاب عليهم الانصياع للأوامر وأن لا يتعدوها. الجميع في العالم مراقب ومحسوب عليه أنفاسه وماذا يكتب والا فالمصير معروف من الطرد الى الموت جوعا أو بحادثة ما وتاريعهم يذكر كل شيء. فاستغلال الحوادث للمصالح الخاصة هو أكبر استثمار بين الدول فقد قبض ترامب المليارات من قتل الخاشقجي ولفلف له الموضوع فوضعه في جيبه الصغيرة مع " الفراطة ".