ملفات وتقارير

"الحرس القديم" لسنة العراق يشكّل تحالفا جديدا.. ما هي حظوظهم الانتخابية؟

المناطق السنية تعاني تهميشا كبيرا منذ سنوات- جيتي
المناطق السنية تعاني تهميشا كبيرا منذ سنوات- جيتي
في تطور جديد على المشهد السني بالعراق، أعلن عدد من الأحزاب والقيادات السياسية السنية المعروفة، تشكيل تحالف جديد بعنوان "الحسم الوطني" لدخول انتخابات مجالس المحافظات (المحلية)، والتي من المقرر أن تجرى في 18 كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.

التحالف الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، يرأسه وزير الدفاع، ثابت العباسي، بينما يشغل رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي منصب الأمين العام، وعضوية كل من وزير المالية السابق رافع العيساوي، وزعيم حزب "الحل" جمال الكربولي، ووزير التخطيط الأسبق نوري الدليمي، وغيرهم.

ولعل العامل المشترك بين كل هذه الشخصيات، هو خلافهم مع زعيم حزب "تقدم" رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خصوصا أن النواة الرئيسة لـ"الحسم الوطني" هي تحالف الأنبار الموحد، المناوئ للحلبوسي، وأعلن في أكثر من مناسبة رفضه سيطرته على القرار السني.

عودة محتملة

وبخصوص حظوظ التحالف الجديد في كسب أصوات الناخبين، قال الباحث العراقي في السياسات الاستراتيجية، كاظم ياور إن "أغلب قيادات الحسم مخضرمون في العمل السياسي منذ عام 2003، خاصة، أسامة النجيفي ورافع العيساوي، وأطراف أخرى في الحزب الإسلامي العراقي".

وتوقع ياور في حديث لـ"عربي21" عودتهم إلى قيادة المشهد السني، ذلك لأن القانون الانتخابي الجديد يجعل من المحافظة دائرة انتخابية واحدة وليست متعددة، واحتساب الأصوات يجري وفقا لقانون سانت ليغو 1.7، وهذا يختلف عن ما جرى العمل به في الانتخابات البرلمانية عام 2021.

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أن "أصوات الكتل الموزعة بين الأقضية والنواحي ومركز المحافظة لن تذهب هدرا وستُجمع لصالح القائمة الكبيرة، لذلك فإننا سنرى منافسة قوية من حيث جمع الأصوات، وإن الأحزاب المنضوية في الحسم لديها خبرة عقدين من الزمن، وتمتلك تنظيمات يمكن الاعتماد عليها في التنظيم الانتخابي".

ورأى الباحث أن "الأحزاب القديمة لا يزال لديها تأثير قوي في المحافظات السنية، خلافا لما عليه حزب (تقدم) بزعامة محمد الحلبوسي الذي تشكل قبل سنوات قليلة ونجح بفعل قانون الانتخابات السابق، لذلك فإن لدى قادة (الحسم) فرص كبيرة للعودة إلى المشهد السياسي بقوة".

وأشار ياور إلى أن "عدم اندماج العزم مع الحسم، سببه أن الأول يسعى إلى تحقيق الكتلة الأكبر في الساحة السنية من خلال انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، خصوصا أن ثابت العباسي زعيم (الحسم) كان أحد قيادات (العزم) بزعامة مثنى السامرائي".

غياب التأثير

وفي المقابل، قال المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، إن "تحالف الحسم سبب نوعا من الصدمة لأهالي محافظة نينوى تحديدا، على اعتبار أن أسامة النجيفي تحالف مع شخصيات من خارج المدينة، والتي من المفترض أن تكون لها خصوصية بعد تحريرها من تنظيم الدولة".

وأضاف العابد لـ"عربي21" أن "أهالي نينوى (مركزها الموصل) دائما ما كانوا ينتقدون أن هناك وافدين من محافظات أخرى يأتون إليها ويستحوذون على المقاعد الخاصة بها، لذلك رغب سكان المدينة بإنشاء قائمة من نينوى هي التي تستحوذ على غالبية مقاعدها".

ولفت إلى أن "الشخصيات في تحالف حسم تعتبر من الحرس القديم، وهي نالت أكثر من مرة فرصة انتخابية في السابق، لذلك لا أعتقد أنها ستحقق النتائج المرجوة، وهذا ينطبق على قوائم عدة ظهرت مؤخرا، كونها لا تلبي طموحات أهالي نينوى، وأن المدينة تفتقر حتى اليوم إلى قائمة قوية".

واستبعد العابد أن تحقق قائمة "الحسم" المقاعد التي على الأقل يتمناها قادة التحالف نفسه، وإنما أتوقع أن تكون هناك مقاطعة كبيرة لهذه الانتخابات ما لم تظهر هناك شخصيات قوية قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين.

وتوقع الخبير العراقي أن "تكون مجالس المحافظات في المدن السنية عبارة عن خليط من كل هذه الأطراف التي لن يقتنع بها الشارع العراقي، لذلك سيجري جذب الناخبين عبر المال السياسي وشراء الذمم فقط لا غير".

ولفت إلى أن الدعم الخارجي للقوى السياسية السنية في العراق يأتي من أكثر من دولة، سواء من تركيا أو قطر والإمارات، لذلك لا أعتقد أن يكون هناك تأثير من أنقرة على رئيس تحالف "الحسم" ثابت العباسي كونه شخصية تركمانية.

ورأى العباد أن "الفرصة أكبر للقوائم المحلية الصغيرة الناشئة من داخل المحافظة نفسها وغير مرتبطة بتحالفات من خارجها، وذلك إذا نظمت نفسها وقدمت شخصيات انتخابية تقنع بها الشارع السني".

وأعرب عن اعتقاده بأن القوائم الناشئة المحلية بإمكانها التفوق على القوائم الكبيرة، سواء التي يقودها الحرس القديم، أو الشخصيات السياسية الأخرى الممولة من الخارج والعاملة بالساحة السنية حاليا.

اظهار أخبار متعلقة


وأعلن أمين عام "الحسم الوطني" أسامة النجيفي، الثلاثاء الماضي، أن التحالف يضم شخصيات سياسية معروفة، وأنه يطمح لبناء بلد يستند على القانون بعد أن عانى من الإرهاب والفساد والسلاح المنفلت.

وأكد النجيفي أن أهم هدف يسعى إليه التحالف، هو تحقيق التغيير واحترام الهوية الوطنية، ومنها احترام هوية المحافظات المحررة (السنية) التي عانت الكثير بسبب الإرهاب والسياسات قصيرة النظر والمنهج الطائفي للبعض، فضلا عن التهميش ضد أبنائها من المليشيات، ومن أهمها السيطرة على هذه المحافظات ونهب أموالها والاعتداء على كرامة أبنائها.

وشدد على أن الانتخابات سواء المحلية أو البرلمانية، هي فرصة للإعلان عن الخيار الوطني والإرادة الوطنية، والرد على أصحاب المصالح الضيقة ورعاة الفساد والسلاح المنفلت، ولذلك فإن المشاركة بالانتخابات نصبح فاعلة واجبة.

ومن أبرز التحالفات التي ستتنافس في الساحة السنية خلال الانتخابات المحلية المقبلة: "الحسم الوطني" بقيادة ثابت العباسي، و"العزم" برئاسة مثنى السامرائي، و"السيادة" بزعامة خميس الخنجر، وحزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
التعليقات (0)