صحافة دولية

إيكونوميست: هل هناك أفق للتوافق الطائفي في البحرين

البحرين هي الدولة الوحيدة من بين ست أعضاء في مجلس التعاون الخليجي يتفوق فيها الشيعة على السنة عددا- جيتي
البحرين هي الدولة الوحيدة من بين ست أعضاء في مجلس التعاون الخليجي يتفوق فيها الشيعة على السنة عددا- جيتي
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا ترجمته "عربي21"، عن البحرين والانقسام الطائفي فيها، وقالت فيه إن مريم التي ذهبت لأول مرة منذ طفولتها إلى مقام النبي صالح، في الجزيرة الصغيرة التي تقع قبالة شواطئ المنامة، عاصمة البحرين، أمسكت باحترام وتبجيل الغطاء الأخضر الذي يغطي ضريح الولي الذي يعود إلى القرن الرابع عشر، والذي تحمل الجزيرة اسمه.

وتوقفت عند نبع المياه الذي كانت عائلتها تشوي لحم الأضحية بقربه، وتذكر طعم التمر الحلو من البستان، ونظرت إلى الأمواج الملتفة حول الجزيرة حيث كانت تسبح.

لقد اختفت الكثير من الذكريات، فالبحر ملوث بمياه الصرف الصحي، والنبع جف وحل محل بستان التمر موقف للسيارات، وتوقفت العائلات السنية مثلها عن زيارة المقام، حيث سألت حارس المقام الشيعي "لماذا توقفنا؟" و "كنا معا وكان زمنا جميلا". 

وتعلق المجلة بأن البحرين ومنذ الثورة الإسلامية 1979 التي هزت إيران وهددت عروش شيوخ الملكيات السنية على الجانب الآخر من الخليج، كانت على خط الصدع في الانقسام السني-الشيعي.

اظهار أخبار متعلقة



والبحرين هي الدولة الوحيدة من بين ستة أعضاء في مجلس التعاون الخليجي يتفوق فيها الشيعة على السنة من ناحية التعداد السكاني.

وهي أيضا محصورة بشكل غير مريح بين عدوين أيديولوجيين وهما إيران والسعودية. وبعد سيطرة آيات الله على إيران حاولت الطائفتان الحصول على النجدة من الأخوين الكبيرين، واتهمتا بعضهما البعض أحيانا بالكفر، ورفض مشايخ السنة المتشددين المقامات واعتبروها ضد التوحيد. إلا أن المشاعر الطائفية خفتت على ما يبدو، فقد كممت السعودية الإسلاميين المتشددين وبدأت مشروعا علمانيا.

ومنعت الإمارات الراعي الآخر للبحرين، الأحزاب الإسلامية ودعت الدول الجارة لعمل الأمر نفسه. فيما لم تحقق الأحزاب الإسلامية السنية نتائج في الانتخابات الأخيرة، وربما بدأت المشيخة السنية تتخلى عن طائفتيها أيضا. 

ويريد الكثير من الشبان الشيعة أن ترد مرجعياتهم بالمثل. وسمعت صرخات المحتجين المطالبة بإسقاط الحكومة في إيران.

ويشعر بعض البحرينيين بالضيق من تبعية المرجعيات الشيعية  للملالي في إيران. وقال ناشط شيعي: "هذا نفاق" و"لديهم شعارات حول حقوق الإنسان ولكنهم محافظون جدا ولا يريدون أن يكون للمرأة فرص جيدة". 

ولهذا تشعر مرجعيات الشيعة بالضغوط وعدم البقاء تحت التأثير الإيراني. وربما تعزز الانسجام بين السنة والشيعة لو منحت العائلة المالكة فرصا متساوية للطائفتين.

ومنعت السلطات الحزب الشيعي الرئيسي، الوفاق، حيث عقدت الانتخابات الأخيرة بدون مشاركته. وأكثر من هذا تمنح العائلة المالكة الفرص العليا في الجيش والأمن للسنة، ويتم بث البرامج الإذاعية والتلفزيونية بالمدلوليات السنية.

ويتم تدريس الإسلام السني في المدارس. وعادة ما لا تظهر  أسماء القرى الشيعية على اليافطات في الطرق، ولا يتم الإشارة للمساجد الشيعية القديمة على الخريطة. 

وتريد مريم أن يلتقي السنة والشيعة في مقام النبي صالح بالجزيرة ويمارسون شعائرهم معا. وربما لم يكن هذا مواتيا لمذاق عائلة آل خليفة الحاكمة بعد.

ولو تعاون السنة والشيعة في الشؤون الدينية والسياسية فسيسهل على السكان محاسبة العائلة الحاكمة. وربما طالبوا بملكية دستورية، ولكن الانتخابات الأخيرة هي إشارة عن بعد هذا الحلم.

التعليقات (0)