سياسة دولية

قتلى أوكران قرب أكبر محطة نووية بأوروبا.. واتهامات روسية

أعلنت الأمم المتحدة أنها تعمل على تنظيم زيارة لخبراء الوكالة الدولية للمحطة لدراسة الوضع فيها- جيتي
أعلنت الأمم المتحدة أنها تعمل على تنظيم زيارة لخبراء الوكالة الدولية للمحطة لدراسة الوضع فيها- جيتي

أعلنت السلطات الأوكرانية عن مقتل 21 شخصا جراء قصف روسي على وسط البلاد، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات حول التطورات العسكرية بمحطة زبوريجيا النووية الأكبر في أوروبا.

 

وأكد حاكم منطقة دنيبروبتروفسك بوسط أوكرانيا، فالنتين ريزنيتشنكو، الأربعاء، أن 21 شخصا قتلوا في في قصف روسي على المنطقة الليلة الماضية.


وأضاف في بيان أن 11 شخصا قتلوا في منطقة نيكوبول وعشرة في بلدة مارغانيتس.

 

ومساء الثلاثاء، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني في بيان أنه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، أوقع قصف روسي "3 قتلى مدنيين إضافة إلى 23 مصابا".


وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، فالنتين ريزنيشنكو، إن الروس "أطلقوا أكثر من 120 صاروخًا على بلدة نيكوبول الجنوبية، حيث توجد محطة الطاقة النووية زابوريجيا".


وأضاف أن الهجوم تسبب أيضا في أضرار في المباني السكنية والمنشآت الصناعية.

 

موسكو تتهم.. جلسة أممية


وقال الكرملين، الاثنين، إن الجيش الأوكراني هاجم المفاعل النووي وحث القوى الغربية على إجبار كييف على وقف ممارساتها قرب المفاعل.


بدوره، قال الجيش الروسي، في بيان، إن "تشكيلات مسلحة أوكرانية نفذت ثلاث ضربات مدفعية في محيط محطة زابوريجيا للطاقة النووية".

 

إلى ذلك، أفادت وكالة "نوفوستي" نقلا عن مصدر دبلوماسي بأن روسيا طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، يوم الخميس 11 آب/ أغسطس "لمناقشة الهجمات الأوكرانية على محطة زابوريجيا" الذرية.


وقال مصدر في البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، إن "روسيا طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي في النصف الثاني من يوم 11 أغسطس نظرا للهجمات الأوكرانية على محطة زابوريجيا وعواقبها الكارثية المحتملة"، وفقا للوكالة الروسية.


وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أنها تعمل على تنظيم زيارة لخبراء الوكالة الدولية للمحطة لدراسة الوضع فيها.

 

اقرأ أيضا: مقاطعة أوكرانية تعتزم الانفصال.. وأسلحة أمريكية جديدة لكييف

إجراءات روسية في زابوريجبا

 

وفي السياق، أعلن ممثل الإدارة الإقليمية في زابوريجيا، فلاديمير روغوف، بدء تطبيق القوانين الروسية في المقاطعة، مشيرا إلى أنه تم رسم مسار إعادة التوحد مع روسيا.


وقال روغوف في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية إن "الشرطة المحلية تسترشد بالقوانين الجنائية والإدارية الروسية".


وأشار إلى أن "أراضي زابوريجية غادرت أوكرانيا إلى الأبد، وقد حددت المنطقة مسار إعادة الوحدة مع روسيا ولن يكون هناك عودة إلى الوراء".


وأضاف: "لذلك أنصح نظام زيلينسكي بالتعود على هذا الآن والبدء في إدراك وتحديد حدود مقاطعة زابوريجيا مع روسيا حصريا".


وتابع بأن "السكان في الأراضي المحررة يرغبون في العودة إلى روسيا، لذا فهم (سلطات كييف) في حالة هستيرية، ويحاولون تهديد السكان المدنيين بقصف البنى التحتية المدنية".

 

وفي سياق غير منفصل، أكدت أوكرانيا أن موظفي المحطة اضطروا إلى إغلاق واحد من ستة مفاعلات خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد قطع خط كهرباء عالي الجهد وتلف ثلاثة أجهزة مراقبة إشعاعية، وفقا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.

 

شهادات من زابوريجيا


وقال سكان من المدينة التي كان عدد سكانها قبل الحرب 53 ألف نسمة، إن الإمدادات الغذائية تنفد، فيما بدأ السكان بتداول الروبل الروسي مع نفاد احتياطيات عملة الهريفنيا الأوكرانية.


وقال شاهد عيان للصحيفة الأمريكية، إن سلطات الاحتلال أخبرت السكان أن المنطقة المحيطة بالمصنع مزروعة بالألغام وأن الذخائر غير المنفجرة من الذخائر العنقودية تنتشر في المدينة.


وأضاف: "أخبرونا أن الأوكرانيين كانوا يقصفون المصنع وأنه من الضروري إغلاق إطارات النوافذ بشريط، حتى إذا أصابوا مستودع النفايات المشعة فلن يدخل الغبار إلى منازلنا".


وتابع: "يقولون إن اليوم الأول سيكون الأكثر خطورة، لذلك فإن عليك البقاء في المنزل وعدم الخروج، والجميع خائفون من أن يحدث شيء ما للمصنع".


وقال أندري إن القوات الروسية المتمركزة بجانب المصنع تطلق المدفعية من المدينة على القوات الأوكرانية المتمركزة عبر نهر دنيبرو بالقرب من نيكوبول.


وفي الليل يرى نيران الرصاص في السماء بينما يطلق الروس المدافع المضادة للطائرات من أراضي المحطة، وفقا لما نقلته "وول ستريت" عن شهود عيان.

 

وقال عمدة إنرهودار الأوكراني، دميترو أورلوف، الذي هرب بعد الاحتلال: "يذهب عمال أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا إلى العمل وهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيعودون إلى ديارهم بعد نوبتهم، أو ما إذا كان كل شيء على ما يرام مع أحبائهم أثناء غيابهم".

 

مرحلة جديدة.. معركة "تحرير"


وبدأت المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا في التبلور، حيث تستعد كييف لهجوم مضاد جنوبي لاستعادة مدينة خيرسون الساحلية، وفقا للصحيفة.


والاثنين، أعلن رئيس منطقة زابوريجيا المحيطة بالمفاعل، والذي نصبته روسيا، يفغيني باليتسكي، عن استفتاء قادم حول ما إذا كان ينبغي للمنطقة الانضمام إلى روسيا.

 

والثلاثاء، كشفت شركة "إينرغوآتوم" الأوكرانية، أن القوات الروسية تستعد لربط محطة زابوريجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، محذرة من أن إعادة توجيه انتاج المحطة من الكهرباء يهدد بإلحاق الضرر بها.


وأفاد رئيس شركة "إينرجوآتوم" المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية الأربع، بترو كوتين، للتلفزيون الرسمي الأوكراني بأن "القوات الروسية المتواجدة في محطة الطاقة النووية في زابوريجيا تنفذ برنامجا لشركة روسآتوم (المشغل الروسي) يهدف إلى ربط المحطة بشبكة كهرباء القرم".


وأضاف: "للقيام بذلك يجب عليك أولا إتلاف خطوط الطاقة الخاصة بالمحطة المتصلة بنظام الطاقة الأوكراني. ومن 7 إلى 9 أغسطس أتلف الروس ثلاثة خطوط. وحاليا تعمل المحطة بخط إنتاج واحد فقط وهي طريقة عمل تشكل خطورة كبيرة".

 

ومحطة زابوريجيا النووية هي الأكبر في أوروبا وقد سيطرت عليها روسيا منذ بداية الحرب في 24 شباط/ فبراير الماضي.

0
التعليقات (0)