قضايا وآراء

قضية المعتقلين بين المزايدات والواقع

علي درة
1300x600
1300x600
لا أحد منا لم يتألم -ولا يزال يتألم- كلما تذكر أحوال المعتقلين داخل السجون. نتألم في برد الشتاء لهم ونتألم في حر الصيف لهم. ونتألم على كل لحظة حرية لم ينالوها وهي حق لهم.

ولكن الألم الأكبر، عندما تجد من يتاجر ويزايد بكل ما يتعرض له المعتقلون؛ فترى الفرد ممن ابتلينا بهم في زماننا يعيش حرا مترفا، وبكل أريحية يقول إن أسيادنا في السجون لا يريدون الخروج بتقديم أي تنازلات، وعندما تسأله ما هي هذه التنازلات؟ يقول لك: لن نعطي للنظام أي شرعية، ولن نعترف به.

والسؤال الآن: هل النظام يعاني من عدم الاعتراف به؟ وهل توجد دولة في العالم لا تعترف بالنظام؟ وهل اعترافك أو عدم اعترافك سيقدم أو سيؤخر شيئا للنظام؟

طبعا سيقول البعض إنني قد أدافع عما فعله ويفعله النظام، وأنا أقول فليذهب هذا النظام إلى الجحيم، ولكن ما يعنيني هم هؤلاء الذين يموتون ويتألمون، وأهلهم من خلفهم أيضا يعانون.

أما آن الأوان لنا أن نكون أكثر واقعية ونقدم حلولا منطقية، نحاول بها الوصول إلى تفاهم يؤدي إلى خروج المعتقلين والأمان والعودة للمطاردين؟

هل حاولنا اختصار الزمن وفقد الأحباب كل يوم، ومحاولة فتح قنوات تواصل مباشرة أو غير مباشرة من أجل حل هذه المشكلة؟ هل حاولنا البحث عن أي وسيط دولي وأبلغناه بأننا مستعدون للتفاهم والوصول إلى حلول بشرط الإفراج عن كل من في السجون؟

لقد مضت عشر سنوات تقريبا ولم نقدم لإخواننا من أجل إطلاق سراحهم إلا الوقفات والدعوات والهاشتاجات والخطب الرنانة والحملات؛ التي لو قمنا بعمل تقييم حقيقي لها، سنجد أننا نغني بعضنا على بعض، وللأسف لم يسمع أحد صوتنا إلا نحن.

ألم يحن الوقت من أجل خروج قائد شجاع يطرح الحلول دون الخوف من ردود فعل الذين يزايدون ويتاجرون بحرية هؤلاء الأبرياء؟ إن القائد الناجح هو الذي يتحمل المسؤولية ويتصرف بحكمة وينظر للصالح العام ويتحمل قدرا من المجازفة، أما القائد الذي ترتعش يداه ويخاف من أخذ القرار تحسبا من رد فعل من لا يريد الحلول؛ فهذا قائد وبال على من تولى أمرهم.

الخلاصة يا سادة وبكل وضوح، نريد الحرية لكل مسجون والعودة والأمان لكل مطارد حتى لو كان لذلك ثمن، والأيام ستعالج آثار كل ثمن مؤلم؛ فمهما كانت الأثمان، فحرية الإنسان أغلى من كل شيء. فهل فكرنا بطريقة مختلفة عما عشناه فيما مضى من سنوات، أم سنظل نعيش في أوهام ويدفع ثمنها إخوة كرام في السجون؛ حقهم أن يعيشوا أحرارا خارج السجون، وحقهم علينا الإسراع والسعي من أجل هذه الحرية لهم؟
التعليقات (2)
الكاتب المقدام
الإثنين، 25-07-2022 01:50 م
*** من الذي يتاجر ويزايد بقضية المعتقلين؟ الكاتب المحترم (وأمثاله) يتهم من وقفوا ضد جرائم الانقلابيين من بداياتها الأولى، وما زالوا صامدين في المعتقلات وخارجها، ويدفعون عن طيب خاطر ثمن جهادهم وإخلاصهم، وينعتهم بأنهم مزايدون (أي منافقون مدعون كاذبون)، وباسم "الواقعية والمنطقية والتفاهم"، يطالبنا بأن نركع وننبطح تحت أقدام الجنرال المنقلب ونعترف بإجرامه، ونشاركه في تحمل أوزاره في حق شعبه، وأن نسجد له هو وعصابته ومن يقف ورائهم في الداخل والخارج، طمعاُ في رضاه عنا بإرادته السامية، عله أن يعفوا ويفرج عن أسرانا ويعطف علينا، وهو يعلم بأن تلك دعوة كاذبة مغرضة، لأن المنقلب لن يفرج عن أحد، والاعتراف بالانقلاب الذي يطالبنا به، ليس له إلا معنى واحد، هو أننا نعترف بأن قضاة السيسي هم قضاة عدل وصدق، وأن الآلاف الذين حكموا عليهم بالإعدام هم مجرمين مستحقين لما نالهم، والثوار والمعتقلون هم من الإرهابيين الخونة للوطن، ومستحقين للأحكام الملفقة التي صدرت عليهم، ويجب أن نعلن تبرأنا منهم، وعلى رأسهم أول رئيس مدني اختاره شعبه في تاريخ مصر، وعلينا أن نقر بأننا كنا من السذج والمخدوعين في الرئيس الذي انتخبناه الذي كان خائناُ للوطن وفقاُ لأحكامهم، وأن الجنرال المنقلب هو الصادق الأمين الذي أنقذنا منه، والكاتب بذلك يريد أن نشاركه في تبرئة المجرمين الحقيقيين، ويشهد شهادة زور لتبرئة ساحتهم، لحماية من لفق الاتهامات وزور الأحكام القضائية وزج في السجون بتهم مزورة وبدون تهم للآلاف من خيرة شيوخ مصر ورجالها وشبابها، بل يتهم المعتقلين بثباتهم أنهم من تسببوا فيما أصابهم، بعدم ركوعهم لمن سجنهم واستسلامهم لإرادته، واعترافهم بصحة الاتهامات المزورة التي وجهت إليهم، فقد يفكر السيسي دجال العصر وهو يتقلب في قصوره وعندما لا يكون تحت تأثير أفيون الترامادول أن يرحمهم، وقضية المعتقلين لا تنفصل عن غيرها من جرائمهم الأكبر، كقتل الآلاف من المتظاهرين السلميين ضد الظلم والاستبداد برصاص قناصة الانقلابيين، وخنق العشرات في سيارات الترحيلات، وقتل المعتقلين في السجون بالإهمال الطبي المتعمد، وقد تعهد الجنرال المنقلب علناُ لرجاله بأنه سيحميهم ولن يحاسبهم على القتل العمد للمتظاهرين والمعتقلين، ويطالبنا الكاتب المحترم بأن نستسلم لدجال العصر ونكون من أتباعه، ونعترف بإجرام السيسي كما اعترف غيرنا، ونحمله فوق أعناقنا، ونعينه في الاستمرار في التربع على كرسي حكم مصر الذي نصبه عليه المحور الصهيوني الصليبي الجديد ليحمي أمنهم، ولنمكنه ونعاونه في أن يستمر في إفلاس البلاد ورهنها لهم، ويتنازل عن أراضيها وثرواتها للأجانب، وليستذل أبناءها، وكلما اقترب أجل انفضاح السيسي واقترب أجله بعد أن انتهى دوره، سنسمع من أمثال الكاتب من المنافقين من يتهمنا نحن وليس الدجال وعصابته، باعتبارنا المسئولين عن سجن المعتقلين، ويتهمنا نحن بأننا قد قتلنا بعضنا البعض في رابعة وغيرها من مجازر الانقلابيين، في حين يريد الكاتب منا أن نوقع على بياض على صك تبرئة الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في حق شعبهم، وأن نشكرهم على جرائمهم في حقنا، فليذهب الكاتب وصحبته ليقدموا فروض الولاء والطاعة لسيدهم السيسي، وليهنأ ببلهنية العيش في ظل السيسي دجال العصر وتحت أقدامه مع اتباعه، وسيفضح الله المنافقين، وإن غداُ لناظره قريب، وإن الله مع الصابرين.
حمدى مرجان
الإثنين، 25-07-2022 08:16 ص
" جبت التتايهة " ، لا عهد للصوص ، فمن قتل وحاكم وسجن ظلما وعدوانا ، دون رادع من خلق او دين او وازع من ضمير ، او سندا من قانون او اعتبارا لقضاء او قضاة ، وغدر وخان فماذا عليه ان كذب ، فهو يكذب طوال الوقت واخلف وفجر ، الاعتراف الدولي لانهم اصحاب الاننقلاب ، هل يستطيعه مثل هذا العي ؟ ، ولمن سيبيع السلاح ويعطي القروض ويحمي امن اسرائيل الا لمثل هذا " المحتاجة غناجة " مثل شعبي ، لتقيم النظام فانظر الي من ترشح وكيف جرت الانتخابات وما موقف الشعب منها وليس نتائجها المعروفة مسبقا ، والي تعديل الدستور والي ما يعطي للجيش ، والي كيف يعيش الشعب ، فالحياة خارج السجن لا تختلف عن داخله ، ولكن لا يرى العميان ، او من يريد مكانا في " الحمار الوطني "