سياسة عربية

بوليتكو: بايدن لن يغيّر إرث ترامب في منطقة الشرق الأوسط

وجد بايدن نفسه محاصرا بإنجازات ترامب في الشرق الأوسط - جيتي
وجد بايدن نفسه محاصرا بإنجازات ترامب في الشرق الأوسط - جيتي

قال موقع "بوليتكو" في تقرير لكل من ألكسندر وورد وناحال توسي وجوناثان ليمير؛ إن الرئيس جو  بايدن يواصل إرث دونالد ترامب في المنطقة، ولكن بدون أن يتلفظ باسمه.

وأشاروا إلى أن بايدن تجنب في معظم رئاسته ذكر ترامب بالاسم، وحاول التقليل من الإشارة إليه، وإن تحدث عنه فهو "الرجل السابق"، لكن زيارته لإسرائيل وفلسطين والسعودية تذكير بأن بايدن لا يستطيع الفرار من الإرث الذي خلفه ترامب وراءه. ولم يفر بايدن من توقيع ترامب في مدخل فندق الملك داوود حيث يقيم، ولم يفت مضيفيه في المنطقة أن ترامب جعل الشرق الأوسط محلا لأول زيارة خارجية له، فيما انتظر بايدن عاما ونصفا كي يتوقف فيه. واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأغلق القنصلية الأمريكية التي كانت تتعامل مع الفلسطينيين، وفعل هذا لجعل حلم الدولة الفلسطينية ميتا، وترك إسرائيل بأصدقاء عرب كثر.

 وتقول المجلة؛ إن بايدن قبل على مضض هذا الواقع، ولن يحاول تغييره في رحلته التي تستمر 48 ساعة قبل مغادرته إلى السعودية.

ولا يمكن الهروب من المقارنة بين الرئيس الخامس والأربعين والرئيس الحالي، فذلك خرق التقاليد الأمريكية بزيارة حائط المبكي، ونقل السفارة التي كرس اسم ساحتها لصهره جارد كوشنر. ولكن بايدن لا يهدف لتقديم لفتات عظيمة، فهو يريد إظهار أن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية لا تزال قوية، وقبل أن يتحرك نحو المرحلة الشائكة في رحلته، وهي جدة في السعودية.

وليس من المتوقع أن يتلفظ بايدن كلمة "ترامب". وقالت كريستين فونتينروز، مسؤولة ملف الخليج في مجلس الأمن القومي في أثناء إدارة ترامب، "افترضت أنه سيبتعد عن ذلك الاسم"، وقالت رندا سليم من معهد الشرق الأوسط بواشنطن: "أي هدف تخدمه الإشارة لترامب؟ ولا أرى أن هذا نافع لرئيس الولايات المتحدة"، مضيفة ألا حاجة للحديث عن هذا؛ نظرا لدعم الحزبين الأقوى لإسرائيل.

وربما لم يكن لدى بايدن أي حافز للإشارة إلى ترامب، لكن مساعديه لم يترددوا عن الإشارة إلى التقارب النادر مع "الرجل السابق" في قضايا، مثل تبني إدارة بايدن اتفاقيات أبراهام التي رعتها إدارة ترامب، وأدت لتطبيع علاقات كل من الإمارات والسودان والبحرين والمغرب مع إسرائيل. فقد التزمت الدول العربية بعدم التطبيع مع إسرائيل بدون تسوية للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلا أن اتفاقيات أبراهام أظهرت أنه يمكن فصل العلاقات العربية- الإسرائيلية عن القضية الفلسطينية. ونقلت المجلة عن مسؤول في الإدارة الحالية: "ندعم، وبقوة، اتفاقيات أبراهام واتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول العالم العربي والإسلامي".

 ويعترف مسؤولو الإدارة بأن صفقات ترامب ساهمت في تخفيف الحرارة بالمنطقة. ومن أهداف الرئيس في رحلته، تقريب السعودية وإسرائيل بعضهما إلى بعض باتجاه التطبيع وفتح العلاقات الدبلوماسية. ويتردد المسؤولون الإسرائيليون بالحديث عن ترامب وبايدن في المنطقة. وسألت المجلة عددا من المسؤولين الإسرائيليين في أثناء التحضير للزيارة إن كانوا راضين عن إبقاء ترامب السفارة الأمريكية في القدس وعدم تغيير سياسات ترامب، ولم تتلق المجلة أي تعليق من أحدهم. لكن مسؤولا إسرائيليا علق ولو متأخرا "بالطبع نحن سعداء". صحيح أن إدارة بايدن غيرت بعضا من سياسات ترامب مثل استئناف الدعم المالي للفلسطينيين الذي أوقفه ترامب وفتح خط للتواصل الدبلوماسي مع القيادة الفلسطينية مع أنها لم تعد فتح القنصلية. وأكد مسؤولو إدارة بايدن حل الدولتين، مع أن سياسات ترامب قوضته، كما حذروا من التوسع الاستيطاني، كما استأنفت الإدارة المحادثات مع إيران لإحياء الملف النووي.

 

اقرأ أيضا: WP: زيارة بايدن تذكير للفلسطينيين بأن إدارته لا تدعم قضيتهم

 وتظل هذه تحولات صغيرة مقارنة مع الخطوات التي قامت بها إدارة ترامب وفضلت إسرائيل. وفي بعض الأحيان، وجد فريق بايدن نفسه أمام عقبات دبلوماسية وقانونية، مثل عدم سماح إسرائيل لفتح القنصلية كي تخدم الفلسطينيين. وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على متن الطائرة الرئاسية يوم الأربعاء: "نرغب برؤية القنصلية في القدس الشرقية مفتوحة"، و "لكن هذا يتطلب تعاملا مع الحكومة الإسرائيلية وتواصلا مع القيادة الإسرائيلية". ووضح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن المستشار عنى "القدس" كما هو الاستخدام الحالي.

 وترى المجلة أن لقاء بايدن مع عباس قد يكون حساسا، فلربما استخدم الزعيم الفلسطيني المناسبة للتعبير عن التظلمات ضد الرئيس السابق الذي التقاه مرة عام 2017، في لقاء وصفه المعلقون بالمتوتر والمرتبك. وعبر الفلسطينيون عن خيبة أملهم من الرئيس وعدم اهتمامه بوضعهم. ومن المتوقع أن يعلن بايدن عن دعم بـ 100 مليون دولار للمستشفيات في القدس الشرقية، وهو أقل مما يريده الفلسطينيون وتحديدا إحياء العملية السلمية. وقال مسؤول فلسطيني: "هل الفلسطينيون متحمسون لهذه الزيارة؟ لا"، مضيفا: "من ناحية السياسة لم يتغير أي شيء". فبايدن تحدث عن حل الدولتين "كأحسن طريق" للأمام، لكنه لم يلق بثقل دبلوماسي خلفه. وترى إدارته أنه حالة خاسرة. وبالمحصلة فستكون رحلة بايدن في المنطقة هادئة مقارنة مع رحلة ترامب الاستعراضية عام 2017. وتوقف ترامب في الرياض أولا وليس إسرائيل، حيث وضعت صوره على اللوحات الإعلانية وعكس بالليرز على البنايات بما فيها فندق ريتز.

واستقبل ترامب بحفلة تقليدية شملت على رقصة السيف. وفي إسرائيل زار حائط المبكى، للتعبير عن حبه الذي لا ينتهي لبنيامين نتنياهو.


التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 15-07-2022 11:02 ص
بل هو يدعمه لكن باسلوب غير مباشر معظم وجوه الغرب واحدة بلطجي و قاطع طريق خارج بلده ثم يلبس قناع الفضيلة في بلده