صحافة إسرائيلية

سفير إسرائيلي يتخوف من مواجهة مع واشنطن بسبب "نووي إيران"

شوفال: أوساط مقربة من الحكومة  لا تتردد في إعلان مخاوفها أن معارضتها للاتفاق النووي ستضر بأصدقائها في الحزب الديمقراطي- جيتي
شوفال: أوساط مقربة من الحكومة لا تتردد في إعلان مخاوفها أن معارضتها للاتفاق النووي ستضر بأصدقائها في الحزب الديمقراطي- جيتي
مع بدء العد التنازلي لتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، زادت التحذيرات الإسرائيلية من تسبب الاتفاق بدخول إسرائيل في صراعات سياسية مع حليفتها الأمريكية، ولعل قمتي شرم الشيخ والنقب تمثلان محاولة من دول المنطقة ومعها إسرائيل لوضع واشنطن، حليفتها جميعها، أمام مخاطر الاتفاق النووي، وتصميم هذه الدول على العمل ضده بكل الوسائل.

القلق الإسرائيلي يزداد مع زيادة التركيز الأمريكي على ما تصفه تهديد الإرهاب النووي في أوكرانيا، ما قد يحمل دلالة مزعجة لإسرائيل مفادها أن التهديد النووي الإيراني أصبح موضوعًا ثانويًا تقريبًا للأمريكيين، لا سيما أن وسائل الإعلام الأمريكية وضعت النووي الإيراني على الهامش في ظلال تركيز الحديث على الحرب في أوكرانيا، وسواء كان ذلك عن قصد أم بغير قصد، فهو يعمل لصالح توجه الإدارة الأمريكية للمضي قدمًا في المفاوضات النووية في فيينا، دون لفت الانتباه إلى تفاصيلها.

زلمان شوفال السفير السابق في واشنطن، ذكر في مقال بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" أن "منسوب القلق الإسرائيلي يزداد مع الأنباء التي تتحدث عن أنه تم التوافق على كل شيء في اتفاق النووي، ولم يتبق سوى عدد قليل من البنود الثانوية، مثل مطالبة طهران بإلغاء تعريف الحرس الثوري منظمة إرهابية، وفي الوقت ذاته ما زال ممثلو الولايات المتحدة يتحدثون عن اتفاقية أقوى وأطول في المستقبل، رغم أن الاتفاق على جدول الأعمال يمنح الإيرانيين كل ما يريدونه".

وأضاف أن "الإشكالية التي تعانيها إسرائيل في زحمة هذه التطورات أنها تشعر بأنها عالقة في الأحداث الأخيرة، وتعتقد أنها في وضع غير مريح، سواء في أوكرانيا أو في القضية النووية الإيرانية، صحيح أن القيود الأمنية والسياسية قد تتطلب منها اتخاذ موقف مختلف عن الولايات المتحدة بشأن القضية الأوكرانية، لكنها ستجد صعوبة في تجنب الخلافات معها حول الاتفاق الإيراني، رغم ما وصلها من رسائل مفادها ضرورة عدم بذل جهدها لتحدي نوايا الإدارة بشأن القضية الإيرانية، وعدم استعادة ما صدر من حكومة نتنياهو السابقة حين تحدى نتنياهو الإدارة الديمقراطية أمام الكونغرس بشأن التهديد النووي الإيراني خلال عهد أوباما".

صحيح أن الحكومة الإسرائيلية من الناحية الرسمية تقتصر في إبداء تحفظاتها على اتفاق النووي داخل الغرف المغلقة مع الإدارة الأمريكية، لكن أوساطها المقربة منها، لا تتردد في إعلان مخاوفها من أن معارضتها لاتفاق النووي ستضر بأصدقائها في الحزب الديمقراطي، وقد تخرب المساعدة الأمنية المقدمة إليها من الولايات المتحدة، وستجعل من إسرائيل موضع إدانة في نظر الجمهور الأمريكي، مع العلم أن دعم إسرائيل بين الجمهور الأمريكي والكونغرس ازداد في عهد نتنياهو، الذي شهد توقيع أكبر اتفاقية أمنية في التاريخ مع إدارة أوباما، رغم معارضته العلنية لاتفاق النووي مع إيران.

لا ينشغل الإسرائيليون بمناقشة تفاصيل اتفاق النووي الإيراني، لكنهم يأملون في أن تتبع إدارة بايدن ذات الخط الذي انتهجته إدارة ترامب، حين فرضت عقوبات قاسية على إيران مماثلة لتلك التي فرضتها الآن على روسيا.. حينها فإن من المحتمل أن تتسبب هذه العقوبات في انهيار طهران، لكن ذلك لم يحصل بعد، ولا يظن الإسرائيليون أنه سيحصل، والنتيجة لا ينبغي الاستهانة بها، في ما يتعلق بعواقبها، خاصة على صعيد الأمن القومي لإسرائيل.

الخلاصة أنه في حال وقعت الولايات المتحدة على الاتفاق النووي الإيراني القديم-الجديد، فقد تجد إسرائيل نفسها في صراعات سياسية وعملية مقلقة مع حليفتها الأمريكية، لا سيما بالتزامن مع إعلان لافت للجيش الأمريكي بإعرابه عن قلقه من أن التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران من شأنه أن يعرض القوات الأمريكية في المنطقة للخطر، وهذه أخبار سيئة لإسرائيل.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل