سياسة عربية

أزمة حكومة لبنان تتفاقم.. عون وباسيل غاضبان من الحريري

عون وباسيل متمسكان بتوزير شخصيات مقربة منهما- حساب باسيل بتويتر
عون وباسيل متمسكان بتوزير شخصيات مقربة منهما- حساب باسيل بتويتر

لا تزال أزمة تأليف الحكومة اللبنانية بقيادة سعد الحريري قائمة، وتتفاقم يوما بعد الآخر، لا سيما عقب تأجيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لإصابته بفيروس "كورونا".

 

وذكرت صحيفة "الأخبار" أن رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، غاضبان من الحريري، لمحاولة الأخير اختيار وزراء مسيحيين محسوبين عليه.

 

وأوضحت الصحيفة أن عون مصر على توزير أحد المقربين منه في حقيبة الداخلية، وكذلك وزارة العدل، فيما يتمسك الحريري بحقه في اختيار شخصيات محسوبة عليه.

 

نشاط للراعي

 

البطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ يتحرك بشكل مكثف من أجل المساهمة في إنجاز تأليف الحكومة..

 

إذ التقى الراعي بالحريري، وأكد في نهاية اللقاء أن الرئيس المكلف غير متمسك بما يعرف بـ"الثلث المعطل".

 

ودعا الراعي إلى ضرورة التفاهم بين عون والحريري من أجل مصلحة لبنان.

 

وبعد ذلك، التقى الراعي بجبران باسيل، وقال الأخير إن الرئيس عون لم يطرح أي أسماء لحقبتي الداخلية والعدل، إلا أنه أبدى رفضا لاسمين طرحهما الحريري.

 

واستدرك باسيل بالقول إن "الأمر لا يتعلق بالأسماء المطروحة، وبعضها قد يكون جيداً، إنما بمرجعية الدستور الذي تنص المادة 53 منه على أن رئيس الحكومة يشكّل الحكومة مع رئيس الجمهورية، لا أن يسمّي رئيس الحكومة التشكيلة ويحملها إلى رئيس الجمهورية للبصم".

 

ولفت إلى أن "ما يجري حالياً هو محاولة إزالة صفة رئيس الدولة عن رئيس الجمهورية وتحويله إلى رئيس لجمهورية التيار فقط، عبر حصر الحديث معه بجزء من حصة المسيحيين بدل أن يكون له دوره المحوري، ورأيه في كل الأسماء من كل الطوائف، وفي التوزيع الوزاري، وشراكته الكاملة في التشكيل الحكومي التي لا تقتصر على حصة فحسب. وفي هذا ضرب لمنطق الشراكة ولموقع الرئاسة".

 

 

 اقرأ أيضا: توجه لتنحية المحقق بانفجار مرفأ بيروت بعد ضغوط سياسية

 

موقف "المستقبل"

 

في تصريح لوكالة "الأناضول" علّق نائب رئيس "تيار المستقبل" مصطفى علّوش على التشاؤم الفرنسي من الوضع اللبناني قائلاً:" هناك ضغط معنوي فرنسي بالتأكيد، لكنّ لا يبدو أنه وصل إلى مرحلة تسهيل إنشاء الحكومة".


وأضاف: "هناك استياء  فرنسي من موضوع تشكيل الحكومة خاصّة أنّ الوقت ينفد إزاء مسألة إنقاذ البلاد، خصوصًا أنّ الجهود الفرنسيّة تواجه بالعناد المَرَضي".. (دون ذكر تفاصيل).

 

وعن تشكيل الحكومة قال علوش: "من خلال المعطيات التي سجّلت خلال الأسبوع الماضي في السجال القائم بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهوريّة لا يبدو أنّ هناك أي جهوزيّة حتى اللحظة للتفاهم على صياغة حكوميّة معيّنة".

 

وأوضح أن "الحريري مصرّ على حكومة تحدث فروقات مع المجتمع الدولي أي حكومة من المستقلين ولا شبهات عليهم ولا سيّما في مسألة العقوبات، في حين أنّ رئيس الجمهوريّة يريد حكومة على الطريقة التقليديّة أي على طريقة المحاصصة".

 

ورأى علوش أن "الرئيس عون يسعى بأيّ شكل من الأشكال إلى تعويم صهره جبران باسيل من خلال السيطرة على الثلث المعطل في الحكومة، لذلك فإن احتمال الذهاب إلى إعلان الحكومة صعب حاليًّا".

 

وفي 6 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، فرضت واشنطن عقوبات على صهر الرئيس اللبناني وزير الخارجية السابق جبران باسيل بدعوى "تورطه في الفساد وعلاقات مع "حزب الله" حليف إيران والنظام السوري".


وأردف علوش، أن "رئيس الجمهوريّة حقيقةً رفض التشكيلة الحكوميّة التي قدّمها الحريري على اعتبار أنّها غير متوازنة، وقدّم اقتراح تشكيلة حكوميّة أخرى وهذا أيضًا بالأعراف الدستوريّة يعدّ نوعًا من الهرطقة".

 

ورأى علوش أنّ الحريري "سيضطر في وقت من الأوقات إلى إعلان الأسماء التي طرحها للحكومة القادمة ووضع القضيّة أمام الرأي العام، لكنّ الأزمة اللبنانيّة لا يبدو أنها ذاهبة إلى حلّ قريب".

 

فرنسا تستعين بمصر


في آب/ أغسطس الماضي أطلق ماكرون "مبادرة" بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات، غير أن بعض القوى في لبنان اعتبرتها تدخلا في شؤون بلدها.


وتنص "المبادرة" على تشكيل حكومة جديدة من "مستقلين" (غير تابعين لأحزاب)، على أن تتبع ذلك إصلاحات إدارية ومصرفية، إلا أن خبراء يعتبرون أن "المبادرة" فشلت حتى اليوم، وتواجه صعوبات كبيرة داخليا وخارجيا.

 

وبحسب ما يراه المحلّل السياسي اللبناني جوني منيّر، فإنّ الفرنسيين منزعجين جدًّا من الوضع اللبناني الداخلي.

 

وقال منيّر: "لولا إصابة ماكرون بكورونا لكانت زيارته بالشكل مؤشر استياء كبير لأنّه كان سيلتقي رئيس الجمهوريّة بشكل بروتوكولي للغاية ويصدر كلامًا على أنه مستاء ومحبط من موضوع عدم الانتباه للمآسي التي يمر بها لبنان".


ووفق منيّر، فإنّ الفرنسيين "مستاؤون جدّا ويعملون على الضغط في الداخل اللبناني".

 

وأضاف: "كانت هناك زيارة للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي للرئيس اللبناني، "لأنّ الفرنسيّين طلبوا من المصريّين أن يساعدوهم في مسألة الضغط في ظل ابتعاد السعوديّة عن الشأن اللبناني الداخلي".

 

والخميس، بدأ زكي زيارته إلى بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين بهدف الاطلاع على الوضع في لبنان وتقييمه.


وعن العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة قال منيّر: "الموضوع الحكومي يراوح مكانه لأن هناك قرارا بذلك، لاسيّما أنّ عون متمسّك بشروطه".

 

واستطرد منيّر: "العقدة الأساسيّة أنّ الرئيس عون يقول إنّه يريد 7 وزراء، أي أنّه يتمسّك بالثلث المعطل، بالإضافة إلى تمسّكه بحقيبة الطاقة التي يصر الفرنسيون على موقفهم حيالها بأنّ لا يكون الشخص الذي يتولاها حزبيا".

 

وتابع: "هناك إشكالية أخرى إزاء حقيبتي الداخلية والعدل، فالرئيس اللبناني يصرّ على أن تكونا له للتحكم بالقرار السياسي في البلد".


وعن أسباب الإصرار الفرنسي على التدخل بالشأن اللبناني، أوضح منير أن "لبنان يعني الفرنسيين تاريخيا وسياسيا لأنّه آخر بلد فرانكفوني جدّي في الشرق الأوسط".

 

التعليقات (0)