ملفات وتقارير

ماذا وراء دعم غانتس لـ"حل الكنيست".. وهل يتراجع نتنياهو؟

قالت "هآرتس": "كفى بالتكتيكات يا غانتس. الرسالة الوحيدة لنتنياهو هي ميزانية الآن أو انتخابات"- جيتي
قالت "هآرتس": "كفى بالتكتيكات يا غانتس. الرسالة الوحيدة لنتنياهو هي ميزانية الآن أو انتخابات"- جيتي

صوّت برلمان الاحتلال الإسرائيلي "الكنيست" قبل يومين، لصالح حل نفسه، بعد تقديم مشروع من قبل المعارضة، وحصل على دعم 61 عضوا، بينهم أعضاء تحالف "أزرق أبيض"، الذي أعلن رئيسه بيني غانتس أنهم سيدعمون ذلك، ما لم يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الفور بإقرار ميزانية الدولة للعام المقبل.


وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال افتتاحي ترجمته "عربي21"؛ إنه "ليس هناك نقص في الأسباب لتفكيك هذه الحكومة السيئة"، مؤكدة أنه "لم يبرئها شيء مما فعلته من خطايا مرتكبة منذ إنشائها، التي انطوت على خيانة الناخبين وسرقة أصواتهم"، بحسب تعبيرها.


وشددت الصحيفة على أنه تم تغيير الهيكل الدستوري الإسرائيلي بطريقة تخدم "المتهم الجنائي"، وتتجاوز القيود الدستورية التي تمنعه من المشاركة بمنصب وزير في مجلس الوزراء، وليس كرئيس للوزراء، معتبرة أن "الحكومة التي تم تشكيلها لتعزيز المصالحة الداخلية ومكافحة فيروس كورونا، فشلت بشكل ذريع في الأمرين".

 

خطأ غانتس


وذكرت أن "المجتمع الإسرائيلي أصبح أكثر انقساما من أي وقت مضى، وفشل التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وقد قدّر بنك إسرائيل أن البلاد في طريقها إلى 35 عاما من الركود الاقتصادي".


وأشارت إلى أن "غانتس ارتكب خطأ فادحا، في إدارة ظهره لناخبيه والشركاء في قائمته، وانتهك بشكل صارخ وعده بعدم الانضمام إلى حكومة متهم جنائي"، مؤكدة أن نتنياهو هو الشخص المسؤول عن الوضع الكئيب في إسرائيل، ومن يجرها إلى رابع حملة انتخابية خلال عامين في خضم أزمة صحية.


ورأت "هآرتس" أن نتنياهو خدع غانتس ورئيس إسرائيل والكنيست والجمهور ككل، عندما وقع اتفاق التناوب والتزم بالوحدة دون أي نفاق، موضحة أنه "أدخل بمكر بندا في اتفاقية الائتلاف يسمح له بتفكيك الشراكة دون نقل منصب رئيس الوزراء إلى غانتس".

 

اقرأ أيضا: كنيست الاحتلال يوافق في قراءة أولى على حل نفسه


وتابعت: "الآن يحتجز نتنياهو ميزانية الدولة رهينة، ويبدو أن استسلام غانتس لإملاءات نتنياهو، المتمثلة بالتخلي عن التناوب أو منحه الحصانة؛ سيجعله يمرر الميزانية ويعيد تدفق الأكسجين الاقتصادي إلى الإسرائيليين"، لافتة إلى أن المدعي العام أفيحاي ميندلبليت اتصل الأحد الماضي، بنتنياهو وغانتس ووزير المالية يسرائيل كاتس، وأوضح لهم أن وقت إدخال الميزانية في الكنيست قد انقضى، حتى فيما يتعلق بميزانية 2021.


كما أشار ميندلبليت إلى أنهم كانوا يخالفون القانون في العملية، والأمر يتطلب من الحكومة تقديم مشروع قانون الموازنة قبل 60 يوما من بداية السنة المالية، مؤكدا أن نتنياهو كسر القانون مرتين.
وحول موقف غانتس من دعم حل الكنيست رغم تراجع فرصه بالانتخابات المقبلة، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية نقلا عن مصدر في "أزرق أبيض" أن هذا الدعم يعد "خطوة تكتيكية"، مستدركة: "لكن تكتيكات غانتس هي التي أوصلته إلى وضعه الحالي".

 

نتنياهو لن يتراجع


واستدركت الصحيفة: "كفى بالتكتيكات يا غانتس. الرسالة الوحيدة لنتنياهو هي ميزانية الآن أو انتخابات".


بالمقابل، قالت الوزيرة السابقة لحزب الليكود ليمور ليفنات؛ إنه "إذا كان حزب أزرق أبيض يعتقد أن مشروع القانون لحل الكنيست سوف يدفع نتنياهو إلى تقديم الميزانية، فهم مخطئون".


وأضافت ليفنات في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية وترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو واصل ادعاءه بإدارته الناجحة لأزمة فيروس كورونا، واتصل بصانعي اللقاحات وأعرب عن أمله أن تكون متاحة قريبا في إسرائيل".


واستدركت: "نتنياهو استمر في إلقاء العبارات الفارغة حول الحاجة إلى الوحدة، وذلك بعد ساعات فقط من تمرير الكنيست لمشروع حله بقراءة أولية، لكن كيف يريد الوحدة واتهم غانتس بانتهاك اتفاق الائتلاف، وهو نفسه من خالف الاتفاق".

 

اقرأ أيضا: غانتس يتجه لحل الكنيست ونتنياهو يعارض انتخابات جديدة


وتابعت: "منذ اليوم الأول للتحالف، لم يفعل نتنياهو شيئا سوى مهاجمة شركائه من حزب أزرق أبيض، حتى ولو بشكل غير مباشر في بعض الأحيان"، معتقدة أنه "رغم دعوة غانتس اليائسة لنتنياهو بتقديم الميزانية، وتجنب الحاجة إلى دورة انتخابية رابعة في أقل من عامين، فإن الأخير لا ينوي الوفاء بالتزاماته الائتلافية".


واستبعدت ليفنات إقرار الميزانية وأيضا حصول تناوب على منصب رئيس الوزراء على النحو المنصوص عليه في الاتفاقية الموقعة في أيار/ مايو، مشددة على أنه "ببساطة نتنياهو لا يمكن تصديقه"، على حد قولها.


وأردفت بقولها: "إذا كان حزب أزرق أبيض يعتقد أنه من خلال تقديم مشروع قانون لحل الكنيست، فإنهم سيؤثرون على نتنياهو، فهم مخطئون"، موضحة أن الانتخابات ستكون الأنسب لنتنياهو، لكن موعدها في آذار/ مارس المقبل لا يدفعه نحوها، لأن اللقاح لن يكون قد وصل للإسرائيليين.


وأكدت أن الموعد المفضل للانتخابات بالنسبة لنتنياهو، هو أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو المقبلين، على اعتبار أن يكون في حينها تلقى الكثير من الإسرائيليين اللقاح، أو تبين أنهم محصنون ضد الفيروس.

التعليقات (0)