سياسة عربية

القومي-الإسلامي يدعو للتراجع عن التنسيق الأمني مع الاحتلال

المؤتمر القومي الإسلامي: قوة الفلسطينيين مستمدة من معادلة بسيطة هي الوحدة والمقاومة- (عربي21)
المؤتمر القومي الإسلامي: قوة الفلسطينيين مستمدة من معادلة بسيطة هي الوحدة والمقاومة- (عربي21)

دعا المؤتمر القومي-الإسلامي قيادة السلطة الفلسطينية إلى التراجع عن إعلان العودة إلى العلاقات والاتفاقات المعقودة مع العدو الصهيوني إلى ما قبل 19 أيار/ مايو الماضي، مؤكدا التزامه بالقضية الفلسطينية واعتباره أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود لا صراع حدود.

وأوضح المؤتمر القومي-الإسلامي في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ"عربي21"، أن "إعادة علاقات السلطة مع الاحتلال ستشكل ثغرة في وحدة الموقف الفلسطيني تجاه المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وآخرها صفقة العار ومخرجاتها، وهي وحدة كان لها الأثر الكبير في مواجهة سياسة ترامب وقراراته، كما في حشد الطاقات الفلسطينية والشعبية العربية والإسلامية والعالمية لدعم الحق الفلسطيني".

وأضاف البيان: "إن هذا التراجع عن قرارات سابقة اتخذتها كل مؤسسات العمل الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وآخرها اجتماع الأمناء العامين في سبتمبر/ أيلول الماضي في رام الله وبيروت، يشكل نكسة في مسار الحوار والمصالحة بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ويعطي المبرر لحكومات الهرولة نحو التطبيع أن تواصل مسيرتها الخيانية وتسعى إلى جذب حكومات جديدة إليها". 

وأكد المؤتمر القومي-الإسلامي أن "قوة الموقف الفلسطيني سواء في ساحات المواجهة مع العدو أو في إطار العمل السياسي والدبلوماسي قوة مستمدة من معادلة بسيطة هي الوحدة والمقاومة، فما اجتمعت فلسطين يوما عليهما إلا وانتصرت على أعدائها، وما تخلت قياداتها عن هذه المعادلة أو عن أحد طرفيها إلا وأصيبت مسيرة العمل الوطني الفلسطيني بالتعثر".

وانتقد بيان المؤتمر القومي-الإسلامي، الذي وقعه منسقه العام المحامي المغربي خالد السفياني، مراهنة البعض في العودة إلى هذه الاتفاقات مع العدو على تغيير في الإدارة الأمريكية بعد فوز جو بايدن الديمقراطي بالرئاسة، وقال: "على هؤلاء أن يتذكروا أن حزب بايدن تولى الرئاسة في بلاده لأكثر من 16 عاماً من أصل 27 عاماً هو عمر اتفاقية أوسلو، ومع ذلك لم يتراجع الاحتلال عن شبر من الأرض،  أو عن تمكين الفلسطينيين عن أي حق من حقوقهم، بل واصل سياسات الاستيطان وتوسعته، وإجراءات الاغتيال والاعتقال وتدمير المنازل وقطع الأشجار والحصار المتعدد الأشكال على الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة الصامد". 

وأكد المؤتمر القومي-الإسلامي في ختام بيانه دعوته لاستمرار الحوار بين كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، والعودة إلى القرارات الجامعة، وإسقاط كل الاتفاقات مع العدو التي أثبتت الأيام عقمها وفشلها على مدى 37 عاماً، وفق البيان.

وكان وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، قد أعلن الأسبوع الماضي أنه "على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس (..) سيتم إعادة مسار العلاقة مع إسرائيل كما كان"، وهي خطوة قوبلت برفض كبير في الساحة الفلسطينية بما في ذلك في صفوف حركة "فتح" ذاتها.

وكان عباس، أعلن في 19 أيار (مايو) الماضي، وقف كافة أشكال التنسيق مع إسرائيل، ردا على اعتزامها بدء تنفيذ خطة الضم لأراض واسعة من الضفة الغربية والأغوار (شرقا).

ومنتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، وقعت الإمارات والبحرين مع إسرائيل، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات، بالبيت الأبيض، قبل أن يعلن السودان موافقة مبدئية على المضى في خطوة مماثلة.

 

إقرأ أيضا: السلطة الفلسطينية تعيد التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي

يذكر أن "المؤتمر القومي-الإسلامي" تبلورت فكرته في ندوة الحوار القومي-الديني التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية في القاهرة عام 1989. وانعقد هذا المؤتمر بمشاركة مئة وثلاثة من أهل الفكر والعلم والسياسة والفعاليات المهنية والحركية، وضم قيادات من فصائل الفكر والمؤسسات والحركات الأكثر فعلاً في ساحة العمل القومي-الإسلامي.

وتم الإعلان رسميا عن ميلاد "المؤتمر القومي-الإسلامي" في مؤتمر عقد بهذا الإسم في العاصمة اللبنانية بيروت في العام 1994، لمواجهة موجة التطبيع العربي-الصهيوني التي أعقبت مؤتمر أوسلو.

 

لكن الفتور دب إلى مؤسسات المؤتمر القومي-الإسلامي وأيضا إلى نظيره "المؤتمر القومي-العربي"، بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، ولا سيما في مصر وسوريا.. وهي خلافات تسعى قيادات من التيارين للتغلب عليها وإعادة وصل ما انقطع بين التيارين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، لا سيما مع تعالي موجة التطبيع العربي مع الاحتلال. 

التعليقات (0)