صحافة دولية

لوموند: مفهوم فرنسا للعلمانية يصطدم بجدار عند المسلمين

ذكرت الصحيفة أن "قضية نشر الرسوم الكاريكاتيرية وإعادة نشرها موضع سوء فهم عميق"- جيتي
ذكرت الصحيفة أن "قضية نشر الرسوم الكاريكاتيرية وإعادة نشرها موضع سوء فهم عميق"- جيتي

تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية الثلاثاء، الخطاب الرسمي للسلطات في باريس، ودوره في تأجيج مشاعر المسلمين بعد نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد ﷺ.


وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن "المفهوم الفرنسي للعلمانية يصطدم بجدار من عدم الفهم في العالم العربي والإسلامي، وفي البلدات ذات الثقافة الناطقة باللغة الإنجليزية"، لافتة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون أراد من خلال مقابلته مع قناة الجزيرة، التغلب على الاستياء الإسلامي.


وذكرت الصحيفة أن خطاب ماكرون حول الانفصالية، الذي ألقاه في لي مورو في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، متبوعا بتصريحاته خلال حفل التكريم الوطني لمعلم التاريخ الذي قتل بعد عرضه لرسوم مسيئة للنبي ﷺ، زاد من حالة الاحتقان مع المسلمين.


وأشارت إلى أن ماكرون حاول مواجهة "مناخ" الاستياء الواضح تجاه فرنسا، والذي تجسد من خلال دعوات المقاطعة للمنتجات الفرنسية، والتي انطلقت في دول عربية وإسلامية عدة، وكرر ماكرون أن فرنسا دولة مرتبطة بحرية العبادة، وما يسمى غالبا بـ"العلمانية".

 

اقرأ أيضا: رئيس أساقفة فرنسي يعارض نشر رسوم مسيئة للنبي محمدﷺ


ورأت الصحيفة أن "العلمانية مصطلح معقد، ويثير الكثير من سوء الفهم"، معتبرة أن اختيار ماكرون لقناة الجزيرة، هو "خيار صحيح"، لأنها الأكثر مشاهدة في الشرق الأوسط، لا سيما من قبل التيار الإسلامي المحافظ، والذي يمثل الجمهور الأكثر اهتماما بموضوع الرسوم الكاريكاتيرية.


ووفق تقدير "لوموند"، تحتاج فرنسا إلى المزيد من الوقت "لإقناع الناس" بمزايا نهجها، مضيفة أن "هناك نصيبا من سوء الفهم والمعلومات المضللة والتلاعب والاستغلال من قبل المتطرفين"، على حد تعبيرها.


وذكرت الصحيفة أن "قضية نشر الرسوم الكاريكاتيرية وإعادة نشرها موضع سوء فهم عميق"، موضحة أن "العنصر الرئيسي للنقد، يتعلق بصريحات ماكرون حول الأزمة العميقة التي يمر بها الدين الإسلامي، والفكرة السائدة بأن فرنسا تقود هجوما ضد الإسلام بشكل ممنهج، وبالتالي ضد سكانها المسلمين".


وأكدت أن "هذا هو المفهوم الخاطئ، ويتطلب جهدا مشتركا من كل أولئك الذين يتمسكون بقيم الحرية والانفتاح، بما فيهم المسلمون، ويتطلب جهودا سياسية واقتصادية واجتماعية، لتحسين مكافحة التمييز ضد الأشخاص من أصول مهاجرة".


وتابعت الصحيفة: "يتطلب كذلك جهدا واضحا تاريخيا بشأن الاستعمار، ودبلوماسيا في ما يتعلق بالأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي"، مشددة على أنه "مسعى طويل الأمد، لكنه ضروري".

 
التعليقات (0)