مقالات مختارة

المملكة العربية السعودية تستضيف قمة حقوق المرأة.. إنه تمويه

هبة زيادين
1300x600
1300x600
بينما تقبع الناشطات الحقوقيات السعوديات خلف القضبان، تستضيف حكومة المملكة العربية السعودية قمة العشرين النسائية. إلى أن يتم إطلاق سراح هؤلاء النشاطات الحقوقيات السعوديات فإن الحديث عن الإصلاح في المملكة العربية السعودية مجرد كلام أجوف.

في مؤتمر W20 الذي ينهي أعماله الخميس، يناقش خبراء حقوق المرأة ممن يمثلون المنظمات غير الربحية والشركات الخاصة والمعاهد الأكاديمية "تحقيق الفرص في القرن الحادي والعشرين للجميع"، وهو شعار يخفي وراءه الواقع الذي تعيشه اليوم العديد من الناشطات الحقوقيات السعوديات.

إن استخدام الحكومة السعودية لحقوق المرأة لكي تلفت النظر بعيدا عن انتهاكات خطيرة أخرى موثق بشكل جيد. قد تكون التغييرات الأخيرة، التي تشمل حق القيادة والسفر بدون الحاجة إلى إذن الولي، مهمة، ولكنها لا تخفي حقيقة أن بعض النساء اللواتي كن في طليعة من ناضل من أجل إحداث هذه التغييرات هن الآن وراء القضبان.

كان ينبغي على المشاركين في W20، بما في ذلك من أستراليا، أن يرفضوا لعب أي دور في الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتبييض سجلها. ينبغي أن يكون المشاركون على إدراك جيد بأن حكومة ولي العهد محمد بن سلمان مارست القمع ضد النشيطات المدافعات عن حقوق المرأة. ففي مطلع شهر مايو / أيار من عام 2018، ألقت السلطات القبض على الناشطة البارزة لجين الهذلول والعديد من النساء الأخريات، فقط قبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة.

احتجزت الهذلول، الشهيرة بنشاطها ضد الحظر الذي كان مفروضا على القيادة، في حبس انفرادي لثلاثة شهور بعد إلقاء القبض عليها. يقول أفراد عائلتها إن السلطات مارست ضدها الصعق الكهربائي والجلد والتحرش الجنسي أثناء الاعتقال. ولقد واجه غيرها انتهاكات مشابهة، ولم تصدر بحق أي منهن إدانات حتى الآن.

مازالت الهذلول، ومعها كذلك نسمة السادة وسمر بداوي ونوف عبد العزيز – اللواتي ألقي القبض عليهن في وقت لاحق من نفس السنة – رهن الاعتقال حتى الآن. على الرغم من أن بعض النسوة أطلق سراحهن، إلا أنهن مازلن يواجهن خطر العودة إلى السجن إذا ما تجاوزن الحد المرسوم لهن.

في وقت مبكر من هذا العام، لجأت النساء السعوديات إلى تويتر لتسليط الضوء على ما يمارس من تمييز ضدهن، وطالبن بإلغاء نظام ولاية الرجل على المرأة، ووضع حد للتحرش الجنسي وعدم المساواة في الزواج والطلاق وكفالة الأطفال.

رئاسة قمة العشرين – وبالتالي نوال شرف استضافة W20، منحت مكانة دولية مرموقة لحكومة محمد بن سلمان لا تستحقها. بينما تتعرض النساء المناضلات للتعذيب لمجرد القيام بنشاطات سلمية، تسعى الحكومة السعودية لتصدير نفسها على الساحة الدولية بوصفها قوة "إصلاحية".

ينبغي على المشاركين في مؤتمر W20 استخدام منصتهم تلك للدفاع عن بطلات حقوق النساء في السعودية والمطالبة بإنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة. إذا كانت الحكومة السعودية ملتزمة "بتحقيق الفرص للجميع" فينبغي أن يشمل ذلك جميع النشيطات الحقوقيات اللواتي يقبعن خلف القضبان وأن يشمل كذلك غيرهن من ضحايا التمييز.

هبة زيادين باحثة لدى قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومان رايتس واتش، حيث تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في دول الخليج العربي.


ذي سيدني مورنينغ هيرالد

0
التعليقات (0)