صحافة إسرائيلية

مستشرق إسرائيلي: إدارة بايدن ستحاول الحفاظ على حل الدولتين

أكد المستشرق الإسرائيلي أن "إدارة بايدن إن فازت ستتبع قاعدة عمل أقل في الشرق الأوسط"- جيتي
أكد المستشرق الإسرائيلي أن "إدارة بايدن إن فازت ستتبع قاعدة عمل أقل في الشرق الأوسط"- جيتي

قال مستشرق إسرائيلي إن "جو بايدن المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لديه حاليا فرصة جيدة لدخول البيت الأبيض في يناير القادم"، لافتا إلى أنه ودود ويقظ تجاه إسرائيل، رغم تهديداته الصارخة ردا على صراع بنيامين نتنياهو في الصفقة النووية مع إيران.


وأكد إيهود يعاري، وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، ومحرر الشؤون الفلسطينية والعربية، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "فريق بايدن الكبير من مستشاري السياسة الخارجية، يستكمل في هذه الآونة الخطوط العريضة لخطته للشرق الأوسط، وستكون مختلفة تماما عن صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الحالي دونالد ترامب".


وكشف أن "بايدن حدد الخطوط العريضة لتوجهاته للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتمدا على أشخاص ذوي خبرة، معروفين في إسرائيل، مثل توني بلينكين، المرشح لأن يكون مستشار الأمن القومي، وجيك سوليفان، ودانييل باناي، ومارا رودمان، وكولين كال، ومارا كارلين، وتمارا كوفمان - واتس  وسيشغل معظمهم مناصب عليا في منطقة الشرق الأوسط، بجانب السناتور كريس كونز، وزير الخارجية القادم المحتمل".


وأكد أن "بعض هذه الخطوط العريضة تتمثل بأن إدارة بايدن لن تقوم بنقل السفارة الأمريكية من القدس، وقد لا تكون في عجلة من أمرها للتطرق للاعتراف الذي منحه ترامب للسيادة الإسرائيلية في الجولان، لكنها ستكون معارضة عنيدة لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وسيتم تجديد المساعدة للسلطة الفلسطينية بطريقة أو بأخرى، وإعادة فتح مكتبها في واشنطن، ولن يرى بايدن نفسه ملتزما بـ"صفقة القرن" الخاصة بإدارة ترامب".


وأشار إلى أنه "لا يجب على الإسرائيليين توقع إصدار بايدن لمبادرة سلام جديدة بشأن القضية الفلسطينية، بل سيبذل جهودا لتحسين علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية من أجل تغيير الأجواء، وتحسين الوضع على الأرض، ولا يعتقد مستشاروه أنه "في الجيل الحالي" يمكن الوصول لحل الدولتين، لكنهم يوصون ببذل كل جهد للحفاظ على الاحتمال، والحفاظ على هذه الرؤية بأن تبقى حية".

 

اقرأ أيضا: انتقادات متبادلة بين ترامب وبايدن وإلغاء مناظرتهما الثانية

 

وأوضح أن "الاتجاه العام هو إعادة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران، وتخفيض جزء كبير من العقوبات عليها، من أجل فتح مفاوضات حول تحديث الاتفاقية وتمديدها، بينما توقف إيران انتهاك القيود المفروضة على نطاق أنشطتها النووية، وسيسعى بايدن جاهدا لإحياء الحظر على مبيعات النظام أسلحة متقدمة، ولو جزئيا".


وأكد أن "الإدارة الديمقراطية القادمة، إن فازت، ستتبع قاعدة "عمل أقل" في الشرق الأوسط، لأن الولايات المتحدة ليس لديها سوى "مصالح قليلة" في هذا المجال، عبر مزيد من النشاط الدبلوماسي، ومشاركة عسكرية أقل، وفي الوقت نفسه السعي للحفاظ على الردع الأمريكي، دون الحاجة لمزيد من المحاولات لإعادة تصميم النظام العالمي، بل التركيز القوي على تخفيف التوترات، الخليج وإيران، قطر وجيرانها، تركيا والأكراد".


وأضاف أن "منهجية عمل بايدن القادمة تتمثل بإنشاء آليات جديدة للتعامل مع أزمات المنطقة، والتأكيد أن الملف النووي لا ينبغي أن يدخل في بناء تسوية إقليمية تتعلق بنشاط إيران خارج حدودها، ولن تجدد فكرة الناتو العربي، بل المصالحة العربية الإيرانية، وكلما نجحت هذه الدبلوماسية، قل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، لأن معدل القوات الأمريكية الحالية في الشرق الأوسط أعلى مما هو مطلوب لاحتواء إيران".


وأشار إلى أن "مستشاري بايدن لا يرون خطرا حقيقيا على الولايات المتحدة من المنطقة، لذلك من الأفضل التركيز على التحدي الصيني، والتفاهمات مع بوتين، إذا كان ذلك ممكنا، مع أن السيسي في مصر وحكام السعودية يجب أن يتوقعوا حدوث تغيير سلبي في العلاقة مع إدارة بايدن، لأن قضايا حقوق الإنسان ستغدو مكونا هاما من السياسة الأمريكية، ولأن القاهرة والرياض تدركان ذلك جيدا، فإنهما تدعوان لانتصار ترامب".


وختم بالقول إن "إسرائيل وهي تستقبل بايدن في البيت الأبيض، مطالبة بالتخلص من تساهل حكومتها الحالية، لأن نتنياهو يخطئ في عدم التقاط هاتف بايدن، وتَرْكِ انطباع واضح عن النتيجة التي يأمل فيها، ولذلك سيتعرض بايدن ومستشاروه لضغوط من الجناح اليساري الراديكالي في حزبهم تجاه إسرائيل، ما يتطلب التأكد من رسم سياسة إسرائيلية أمريكية قائمة على أساس الثقة والشعور بالتقارب، تحسبا من استبدال الرئيس الحالي".

0
التعليقات (0)