ملفات وتقارير

ماذا وراء تعليق فصائل عراقية هجماتها ضد المصالح الأمريكية؟

خبير روسي: وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه الفصائل الموالية لإيران يبدو بمثابة إنذار جديد من كتائب حزب الله إلى واشنطن- السومرية
خبير روسي: وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه الفصائل الموالية لإيران يبدو بمثابة إنذار جديد من كتائب حزب الله إلى واشنطن- السومرية

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على إعلان عدد من الميليشيات الشيعية العراقية إمكانية تعليق الهجمات على المنشآت العسكرية والدبلوماسية الأمريكية بشرط أن تقدم الحكومة المركزية في بغداد جدولا زمنيا واضحا لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران، محمد محيي، أكد أن الفصائل العراقية تتعهد باستخدام كل الأسلحة المتاحة بحوزتها في حال تمسكت إدارة دونالد ترامب بقرار الإبقاء على قواتها في العراق.


تهديدات حزب الله العراقي

 

 وأضاف محيي في بيان له أن كل فصائل المقاومة سوف تلتزم بوقف إطلاق النار مقابل تعهد الحكومة باتخاذ إجراءات تضمن تنفيذ قرار البرلمان العراقي في وقت سابق من هذا العام بسحب القوات الأجنبية على خلفية مقتل الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أميركية بالقرب من مطار بغداد.


وينص قرار البرلمان العراقي على انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، ويقول محيي إنه "إذا أصرت الولايات المتحدة على البقاء ولم تحترم قرار البرلمان فإن فصائلنا ستستخدم جميع الأسلحة الموجودة تحت تصرفها".


من المرجح حسب الصحيفة أن تكون الميليشيات الموالية لإيران قد اتخذت هذا الموقف ردا على إعلان الولايات المتحدة في وقت سابق إمكانية سحب بعثتها الدبلوماسية من العاصمة العراقية بغداد.


وتعتقد إدارة ترامب أن طهران قادرة على القيام بأعمال عدائية ضد المصالح الأمريكية في العراق عشية الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الجاري.


ما بعد مقتل سليماني


يرى أنطون مارداسوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية والباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن التناقض بين عدد من فصائل الحشد الشعبي وإيران يرجع إلى حقيقة أن الميليشيات لم تكن ترغب في وجود حكومة مركزية قوية في بغداد، على عكس إيران التي رأت أنه من الأفضل للحفاظ على مصالحها في العراق أن تتعاون مباشرة مع الحكومة وأن تنضوي كل الفصائل تحت رايتها.


ووفقا للخبير الروسي، فإن مقتل سليماني والمهندس في كانون الثاني/ يناير من هذا العام أدى إلى نتيجتين بارزتين، أولهما أن الحكومة العراقية تبنّت ظاهريا شعارات الفصائل الشيعية لكنّها عرقلتها على أرض الواقع، وثانيهما أن الضغط زاد على الولايات المتحدة في العراق من خلال تصاعد الهجمات على السفارات والقوافل العسكرية، في وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية تخطط منذ مدة لنقل قواتها تدريجيا نحو إقليم كردستان.


موقف صعب


يعتقد مارداسوف أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في موقف صعب، حيث عمل طيلة الفترة الماضية على الحد من نفوذ الميليشيات وتعزيز قدرات قوات الأمن المركزية، لكن إدارة ترامب لم تقدم له الدعم الكافي، فهي تدعوه من جهة لزيارة واشنطن، وتهدد من جهة أخرى بإغلاق سفارتها في بغداد، وتقلص مدة السماح باستيراد الطاقة من إيران.


وبحسب مارداسوف، فإن وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه الفصائل الموالية لإيران، والذي تم بمشاركة رئيس الوزراء، يبدو بمثابة إنذار جديد من كتائب حزب الله إلى واشنطن.

 

ويؤكد الخبير الروسي أن هذا الإعلان سيؤثر بشكل مباشر على موقف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وسيدعم وجهة النظر التي تقول إن إيران تفوقت على الولايات المتحدة في العراق.

 

اقرأ أيضا: كيف قرأ محللون إعلان "فصائل عراقية" التهدئة مع الأمريكان؟

 

التعليقات (0)