صحافة تركية

صحيفة: أبعاد جيوسياسية خطيرة للحرب بقره باغ لهذا السبب

الصحيفة أشارت إلى أن روسيا تريد الاستفادة من التوتر لبسط سيطرتها بشكل أكبر- جيتي
الصحيفة أشارت إلى أن روسيا تريد الاستفادة من التوتر لبسط سيطرتها بشكل أكبر- جيتي

أكدت صحيفة تركية، أن إبعاد أنقرة عن الصراع بين أذربيجان وأرمينيا لا يعد واقعيا، مشيرة إلى أن موسكو قد تنشر قوات لها في المنطقة بحجة الفوضى ضمن مساعيها لاستقلال قره باغ.

 

وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورنو قره باغ في جنوب القوقاز بداية التسعينيات، تم إهماله تماما من الدول الغربية.

 

وأضافت أن الدول الفاعلة بما فيها تركيا، تحركت مجددا مع نشوب الحرب الجديدة بين أذربيجان وأرمينيا مؤخرا.

 

وأشارت الصحيفة إلى وصف زبيغنيو بريجنسكي أحد صانعي السياسة الأمريكية في فترة ما بعد الحرب الباردة، لأذربيجان في كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى"، بأنها "سدادة الفلين في جرة تحتوي على ثروات حوض بحر قزوين وآسيا الوسطى".

 

وتطرقت الصحيفة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته "مجموعة مينسك" المشكّلة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، والذي بدأ قبل أيام في قره باغ.

 

ولفتت إلى أنه مع تصاعد الحرب بين البلدين، فلا يوجد أي مجموعة مراقبة تتبع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في قره باغ، منوهة إلى وجود مراقب واحد في جورجيا.

 

اقرأ أيضا: لماذا سعت روسيا لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا؟
 

وأضافت أن جدية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بشأن الصراع واضحة مع مراقب واحد فقط.

 

وأكدت أن الحرب التي استؤنفت في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، لها أبعاد خطيرة على صعيد التسلح والسياسة الداخلية والوضع الجيوسياسي.

 

 

 

وشددت على أن الوصول لنقطة الحرب تعد طبيعية مع مطالبات أرمينيا بالمنطقة وعدم إحراز تقدم في المفاوضات منذ 28 عاما.

 

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قال فيها إن تركيا عادت بعد مئة عام إلى جنوب القوقاز لمواصلة الإبادة الجماعية للأرمن التي وقعت عام 1915، لافتة إلى أنه يصر على إظهار أن تركيا تسعى للحرب.

 

وأكدت أن أنقرة تدعم أذربيجان باعتبارها "دولة شقيقة" في هذه الحرب، لافتة إلى أنها قدمت لها المشورة العسكرية، وزودتها بالطائرات المسيرة المسلحة التي بفضلها أيضا كان للجيش التركي تأثير حاسم على الحرب الأهلية في ليبيا.

 

وأضافت أن أحد الأسباب التي جمعت بين تركيا بأذربيجان هو الجانب الجيوسياسي، وتم تشكيل تحالفات ضخمة في المنطقة.

 

ولفتت إلى أنه في السنوات الأخيرة كانت شحنات الأسلحة من إسرائيل أكثر أهمية من الدعم العسكري التركي لتسليح أذربيجان (60 بالمئة من واردات أذربيجان من الأسلحة كانت من إسرائيل).

 

وأوضحت، أن شحن إسرائيل للأسلحة لدولة علمانية ذات غالبية شيعية ومدعومة من تركيا التي لديها معها علاقات متوترة منذ فترة، تظهر مدى التعقيد في منطقة القوقاز.

 

وأضافت أن إيران الشيعية تشعر بريبة كبيرة تجاه هذه المعادلة، لافتة إلى ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن دوافع تل أبيب لإبقاء باكو بابا خلفيا لعملياتها الاستخباراتية ضد طهران.

 

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل لديها مصالحها في أذربيجان، لا سيما في قطاع شراء النفط، وعلى هذا المنوال تتضارب مصالح إسرائيل وإيران وتركيا وروسيا في جنوب القوقاز.

 

اقرأ أيضا: باكو ويريفان تتوصلان لاتفاق وقف إطلاق نار بـ"قره باغ" (شاهد)
 

وأشارت إلى أنه خلال التغيرات السريعة في السلطة في منطقة الشرق الأوسط (الربيع العربي)، طورت موسكو وأنقرة شراكة استراتيجية، على الرغم من التنافس بينهما في مناطق عدة لا سيما سوريا وليبيا والآن في القوقاز.

 

وأضافت أن الوضع بالنسبة لروسيا في القوقاز مختلف تماما، حيث يعمد بوتين لإثارة الصراعات للحفاظ على نفوذه في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

 

وتابعت بأن روسيا لديها نفوذها في أرمينيا، لافتة إلى وجود قاعدتين عسكريتين لها وما لا يقل عن 3 آلاف و500 جندي كجزء من تحالف الدفاع بين البلدين، لكن بوتين لا يحبذ بقاء باشينيان في السلطة. 

 

وأضافت أنه على الجهة الأخرى تزود موسكو أذربيجان بالأسلحة، وعلى الرغم من أن روسيا تربط أرمينيا بها بقوة، إلا أنها تحرص على عدم فقدان أذربيجان الغنية بالمواد الخام.

 

وأما بالنسبة للرئيس الأذري علييف، فإن موسكو غير راضية عن تطوير العلاقات مع تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل والغرب.

 

ولفتت إلى أن بوتين ولافروف (وزير الخارجية الروسي) لعبا دورا فاعلا بإعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين، ورغم ذلك فإن هناك انتهاكات ترى موسكو أنها تصب في مصلحتها.

 

وأوضحت أن موسكو تريد الاستفادة من التوتر لبسط سيطرتها بشكل أكبر، بما يمهد لإعلان قره باغ إقليما مستقلا في المنطقة.

 

وتابعت الصحيفة، أن هناك حقيقة بأن المنطقة تقع في قلب جنوب القوقاز، حيث تتقاطع فيها طرق الطاقة الرئيسية، ما يحولها لمركز ذي أهمية استراتيجية.

 

 

 خطوط الطاقة التي تمر من باكو حتى تركيا (خط البترول باللون الاسود و خط الغاز الطبيعي باللون الأحمر)

  

وأشارت إلى أنه في هذه الجغرافيا، سمح الانسحاب الأمريكي منها والانقسامات التي تعاني منها أوروبا، بأن تسعى تركيا جاهدة للعب دور كبير بقوة الروابط التاريخية.

 

وأوضحت أن المنطقة باتت ساحة حرب بالوكالة، لا يمكن لأحد فيها السيطرة عليها بشكل كامل، كما أن الفراغ الذي أحدثته الولايات المتحدة يفتح المجال لروسيا بزيادة نفوذها.

 

 

خطوط الطاقة في جنوب القوقاز

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم