قضايا وآراء

وسيم شحادة وخدمة الصهاينة والبيادة!

عصام تليمة
1300x600
1300x600

دأب إعلام الانقلاب العسكري في مصر، وإعلام داعميه من دول الخليج، وبخاصة الإمارات، أنه كل فترة تخرج شائعة تثار عن وفاة العلامة الشيخ القرضاوي، وذلك منذ أعلن الشيخ موقفه من الانقلاب العسكري، ومن قبله: موقفه من ثورات الربيع العربي، والتي أعلن تأييده لها من أول يوم، قبل 25 يناير، في حوار مع المصري اليوم والشروق المصرية، وقد أيد حق الشعب المصري في التعبير عن رأيه.

وكان موقف الثوار في الميدان بعد إعلان تنحي مبارك، تكريم الشيخ بأن يخطب خطبة جمعة النصر في ميدان التحرير، وهو ما أثار حنق محمد حسنين هيكل، فعلق وقتها وشبه خطبة القرضاوي، بأنه أشبه بعودة الخميني إلى إيران، فمنذ ذلك اليوم لم تترك مواقع الإعلام الإماراتي والثورات المضادة فرصة للافتراء على القرضاوي، أو اختلاق الأخبار المفبركة، إلا وفعلوها.

ومن هذه الأكاذيب: إشاعة خبر وفاته، كل فترة لا يكاد يمر شهر، إلا ونقرأ خبرا بشائعة وفاته، وقد علق القرضاوي على ذلك بقوله: سأموت في الوقت الذي حدده ربي سبحانه وتعالى، فلا أملك ولا يملك أحد أن يزيد في عمري، أو أن ينقص منه ثانية واحدة.

والموت حق على كل إنسان ولن يخلد، فقد قال تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) الأنبياء: 34، ومن الطبيعي أنه سيأتي أجل القرضاوي كما حدده ربه: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف: 34، إن لم يكن يوم أن أطلقت هذه المنصات للذباب الإلكتروني الشائعة، ففي يوم يكون حقيقة، هذا أمر لا شك فيه، لا يفلت منه بنو البشر.

وكنا كلما بلغتنا شائعة بوفاة الشيخ، يتصل بي معظم محبي الشيخ، لما يعلمونه من قرب صلتي به، فأتصل به مازحا: عظم الله أجرك يا مولانا، بلغك خبر وفاتك ولا لسه؟! فيضحك، ولا زلت أذكر موقفا منذ سنوات، وقد تناقل الناس خبرا كهذا، وذهبت لزيارته في بيته، وكان خلف باب مكتبه، ولقيتني إحدى بناته، فسألتها مازحا: المرحوم موجود؟ فرد من خلف الباب بصوته الجهوري ضاحكا: أنا حي أرزق!!

 

أصبح وسيم شحادة، يقوم بدور أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال، بل يكتب ويقول ما لا يقوى على كتابته أفيخاي، وعندما كتبت أستنكر هذا المستوى من التصهين، لم يخيب أفيخاي أدرعي ظننا، فكتب يرد علي ويدافع عن وسيم ويمتدحه، ليثبت أنه تم اعتماده خادما للتطبيع، بعد أن فشل في أن يكون خادما لبيادة الثورات المضادة.

 



آخر شائعة عن وفاة شيخنا، حفظه الله، وبارك فيه، شائعة أطلقها أحد مشايخ التطبيع الفقهي مع الكيان الصهيوني، وهو: وسيم يوسف شحادة، داعية أبناء زايد، الذي بذل كل ما يمكنه من حيل وإمكانات ليخدم حكام الثورات المضادة، وبخاصة محمد بن زايد، رغم طرده من إمامة مسجد زايد الكبير، ورغم الإهانات التي وجهها له بعض الإماراتيين، ومحاولة استجدائه لهم على وسائل التواصل الاجتماعي، دون جدوى، وصدق الله: (ومن يهن الله فما له من مكرم) الحج: 18.

فبذل قصارى جهده، ليعلن خدمته للكيان الصهيوني نفسه، وذلك بتغريدة، وفيديو، يمتدح فيه الكيان بأن سبب الحروب والمصائب هم العرب، وليس الصهاينة، ونسي أن كلامه حق يراد به باطل، فكل الدول التي ذكر المصائب فيها: مصر، وسوريا، واليمن، ولبنان، وليبيا، من الذي مول فيها الخراب، وقتل الشعوب البريئة، والخروج على إرادة الشعوب: إنها إمارات الشر، وولي عهدها محمد بن زايد، أراد امتداح الصهاينة، فكال الاتهامات لأولياء نعمته، وللحكام الذين خدم بيادتهم!

وقد تحقق ما تنبأ به الدكتور عبد الوهاب المسيري، من وجود صهاينة بالوظيفة، يقومون بوظيفتهم، فقد أصبح وسيم شحادة، يقوم بدور أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال، بل يكتب ويقول ما لا يقوى على كتابته أفيخاي، وعندما كتبت أستنكر هذا المستوى من التصهين، لم يخيب أفيخاي أدرعي ظننا، فكتب يرد علي ويدافع عن وسيم ويمتدحه، ليثبت أنه تم اعتماده خادما للتطبيع، بعد أن فشل في أن يكون خادما لبيادة الثورات المضادة.

ويبدو أن وسيم أحس أن أفيخاي وإخوانه يريدون مزيدا من التصهين، والنيل من علماء المقاومة، ورفض التطبيع، فكان أن كتب تغريدته الأربعاء 30 أيلول (سبتمبر)، يذيع بالكذب وفاة القرضاوي، ليدخل كل متصهين يتطاول على الشيخ، بينما كانت معظم التعليقات دعاء للشيخ بالصحة والعافية، واللعن لكل من ينال من مقامه وعلمه ونضاله الذي يشهد له القاصي والداني. 

حفظ الله القرضاوي، وكل عالم ثابت على مبادئ الحق، يبلغ رسالات الله، ويخشاه، ولا يخش أحدا إلا الله.

 

[email protected]

التعليقات (1)
الكاتب المقدام
الجمعة، 02-10-2020 02:27 م
... إقامة صلاة الجمعة في ميدان التحرير في 18 فبراير 2011م بإمامة شيخنا القرضاوي، كانت من أهم أحداث الثورة المصرية ورمزها الأكبر وأكثرها دلالة، فقد أمتلأت كل ساحات الميدان بالمصلين، وامتدت صفوفهم خارجه في كل الشوارع المؤدية إليه، وقد حاول وما زال يحاول العلمانيون إهالة التراب عليها، فقد أثبتت هوية الثورة المصرية، والهوية الإسلامية الحقيقية لغالبية الشعب المصري، فمن حضر تلك الصلاة يعلم بأن المصلين فيها قد جاوزت أعدادهم في أقل التقديرات عشرة أضعاف أعداد من تواجدوا فيه في أي يوم منذ جمعة 28 يناير، وهو يوم بداية الثورة الحقيقية التي بدأت وخرجت من المساجد في كافة أنحاء مصر، وهو الدليل الآخر هل هوية الثورة، مع عدم التقليل من أهمية الوقفات والتظاهرات التي قامت منذ 25 يناير، ولذلك فقد حاول العلماني المقبور هيكل تشويه دلالة أكبر حضور لصلاة جمعة في تاريخ مصر، بالادعاء بأنها شبيهة بعودة الخميني، وسايره في ذلك أذنابه ودراويشه كيوسف القعيد وجمال الغيطاني ومن لف لفهم، والعلمانيون كسعد الدين ابراهيم، في الترويج لتلك الفرية، وهو استمرار لمحاولات تشويه الثورة وإضفاء هوية علمانية مكذوبة عليها، وادعاء أن الإخوان المسلمين قد ركبوا عليها، وهم الذين وقفوا أمام كل حكم ظالم في مصر عبر تاريخهم، ودفعوا في ذلك ثمناُ باهظاً، ثم جاءوا بشاب مغمور مشوش الفكر مهتز العقيدة لا يعلمه أحد هو وائل غنيم، وادعوا كذباً وبهتاناُ بأنه مفجر الثورة وأيقونتها، وكرمته محافل الغرب بتلك الصفة المكذوبة، كما أن معظم الخارجين من المساجد يوم ثورة 28 يناير لم يكونوا قد سمعوا قبلها بما يسمى بشباب 6 أبريل، التي انتهى بها الأمر إلى الاضمحلال والاختفاء، مع عدم إنكار وجود شباب وطنيين مخلصين بينهم، شيخنا القرضاوي قد جاهر بالحق وأتم رسالته، ويبقى لمن يسيرون في طريق الحق معه الصدع بالحق واستكمال رسالتهم.