ملفات وتقارير

روسيا تعزز وجودها العسكري شرق الفرات.. الانسحاب غير وارد

 هدف روسيا هو زيادة التحكم بالمناطق الحيوية في شرق الفرات، وتحديدا الطريق الدولي M4- جيتي
هدف روسيا هو زيادة التحكم بالمناطق الحيوية في شرق الفرات، وتحديدا الطريق الدولي M4- جيتي

أفادت مصادر محلية، عن وصول تعزيزات عسكرية روسية إلى بلدة عين عيسى شمال الرقة، الأحد، تضم شاحنات محملة بجنود روس.

وأوضح مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش، في حديث لـ"عربي21"، أن التعزيزات الروسية وصلت إلى عين عيسى، قادمة من مطار القامشلي.

وأضاف أن التعزيزات التي وصلت إلى المنطقة، تضم شاحنات عسكرية، وعربات محملة بعشرات الجنود.

ويعني ذلك، حسب الحبش، أن روسيا تخطط لتعزيز وجودها العسكري في شرق الفرات، ما يتعارض من وجهة نظره مع الأنباء التي تتحدث عن نوايا روسية بالانسحاب من المنطقة.

وكانت مصادر كردية، قد كشفت قبل أيام، عن اعتزام روسيا الانسحاب من شرق الفرات، وحصر وجودها العسكري بمطار القامشلي، بسبب الاستياء من تهميش قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لدورها في المنطقة، وعدم التنسيق مع قواتها المنتشرة في المنطقة.

وفي هذا الإطار، أكد الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن روسيا تعمدت إشاعة الأخبار عن انسحابها، للضغط على "قسد"، وكذلك لإيصال رسائل للولايات المتحدة، مفادها أن انسحابها سيخلط الأوراق، وسيعيد التعقيد من جديد في ملف شرق الفرات.

وتابع في حديثه لـ"عربي21"، أن الواضح أن روسيا لن تتنازل بسهولة عن حصتها من شرق الفرات، ولذلك قد تكون وصلتها تطمينات خلال زيارة رئيس "تيار الغد" أحمد الجربا الأخيرة إلى موسكو.

وحسب السعيد، فإن تزامن زيارة الجربا مع الأنباء عن اعتزام روسيا الانسحاب من شرق الفرات، ليس مصادفة، وإنما حملت الزيارة رسالة من "قسد" مفادها، أن مصالح روسيا في المنطقة مأخوذة بالحسبان، وليست مكانا للمساومة.

وحول التعزيزات الروسية، قال السعيد، إن هدف روسيا هو زيادة التحكم بالمناطق الحيوية في شرق الفرات، وتحديدا الطريق الدولي "M4"، الذي يربط حلب في الشمال السوري، بالمحافظات الشرقية (الرقة، الحسكة).

وأنهى بقوله: "التنافس والتجاذب الروسي والأمريكي على أشده في منطقة شرق الفرات، المنطقة التي تعتبر منطقة الثروة السورية، الباطنية والزراعية".

 

اقرأ أيضا :  هكذا تناولت صحيفة روسية اتفاق النفط بين واشنطن و"قسد"


ويتركز الوجود الروسي في شرق الفرات، في أرياف الرقة الشمالية، ومنطقة عين العرب "كوباني" بريف حلب الشرقي، وفي مدينة القامشلي بريف الحسكة.

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأت روسيا بالانتشار في مناطق سيطرة "قسد"، وباشرت بتسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية، على خلفية اتفاق "سوتشي" بين أنقرة وموسكو.

في السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إن موسكو تحافظ على اتصالات دائمة مع واشنطن عبر قنوات عدة بينها قناة التنسيق الدبلوماسية – العسكرية، مضيفا أن "الخلافات حول أكثر من ملف يتعلق بسوريا، لا تعرقل استمرار هذه الاتصالات التي نرى أنها مفيدة للغاية".

وأضاف في تصريح نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية، أن "الحوارات عبر القنوات المختلفة، بما في ذلك من خلال الخط الدبلوماسي العسكري، تستخدمها موسكو لنقل وجهات نظرها ومواقفها للجانب الأمريكي كما أننا نستمع بدورنا إلى وجهات نظرهم".

التعليقات (0)