ملفات وتقارير

هل تمرد سعيّد على الأحزاب؟ هذه مواقفها من تكليف المشيشي

سعيد تجاهل ترشيحات جميع الأحزاب واختار أحد المقربين له- الرئاسة التونسية
سعيد تجاهل ترشيحات جميع الأحزاب واختار أحد المقربين له- الرئاسة التونسية

للمرة الثانية على التوالي، يتجاوز رئيس الجمهورية قيس سعيد، مقترحات الأحزاب، وخاصة منها الأكثر تمثيلا في البرلمان، ويكلف شخصية من المقربين منه.

 

وعبر سعيّد أكثر من مرة عن شعوره بعدم الرضا عن الأحزاب والوضع السياسي، بسبب ما يراه "صراعات وحسابات ضيقة للأحزاب".


كلف سعيد شخصية مقربة منه "هشام المشيشي"، الذي كان مستشارا له بالشؤون القانونية، ما تسبب في حديث البعض عن "نظام رئاسي بدستور لنظام شبه برلماني".

 

اقرأ أيضا: تكليف هشام المشيشي بتشكيل حكومة جديدة بتونس (شاهد)

وترصد "عربي21" ردود فعل الأحزاب التونسية، التي تجاهل سعيد مقترحاتها وترشيحاتها.

 

حركة النهضة

 

من جهته، قال القيادي في حركة النهضة، محمد بن سالم، في تصريح لـ"عربي21": "مرة أخرى الأستاذ قيس سعيد يفاجئ الجميع، وربما أكثر من المرة السابقة، لأنه وقتها لم يختر الشخصية التي رشحتها الأحزاب الكبرى، وهذه المرة اقترح شخصية لم يخترها أحد".

 

وتساءل ابن سالم: "هل تكليف الشخصية التي كانت مستشارة للرئيس والآن على رأس وزارة الداخلية يمثل رسائل يرسلها سعيد تتضمن أن الأمن أهم من أي شيء يريده الشعب التونسي؟".

 

وأضاف: "ما يخيف حقيقة، أن سعيد لا يرى أن الأحزاب ضرورية، ودائما يقول إنه مستقل عن كل الأحزاب، والحال أن هدفها خدمة الوطن".


واستغرب ابن سالم "كيف تكون ديمقراطية دون أحزاب؟ هذا غير موجود إطلاقا في العالم، نتمنى أن تصمد ديمقراطيتنا، وصدقا هناك قلق كبير".


وحذر ابن سالم من "الذهاب إلى نظام رئاسي في ظل إصرار الرئيس على أن يشغل المناصب المقربون منه، وهذا فيه خطر على الديمقراطية"، وفق تقديره الشخصي.


ورفض القيادي بالنهضة تقديم موقف الحركة من ترشيح هشام المشيشي ودعمه والدخول معه في مشاورات الحكومة، باعتبار أن الحركة لم تجتمع لنقاش الأمر بعد.

 

ولكنه رجح أن يكون هناك مكتب تنفيذي اليوم الأحد لبحث ذلك.


وتواصلت "عربي21"، مع قيادات من النهضة، وكانت كلها متفقة على عدم التصريح، وإعلان موقف في الوقت الحالي.

 

حركة الشعب


من جهته، اعتبر الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، في تصريح لـ"عربي21"، أن "الدستور واضح، الرئيس يمكنه أن يختار الشخصية الأقدر كما يراها هو، وهذا حقه، وربما لم ير في ما قدم إليه من الأحزاب وجودا لشخصية أقدر".

 

وقال: "على الجميع التفاعل مع هذا التكليف، ونعتقد أن الوضع لم يعد يتحمل المناورات، والوقت يتطلب حكومة بسرعة".


وعن دعم "حركة الشعب" لرئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي، أجاب المغزاوي: "نحن نرى أن الشروط التي وضعناها من عدم وجود شبهات وإلمام بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد متوفرة في هشام المشيشي، بالتالي نعبر مبدئيا عن ارتياحنا لهذا التكليف، ونتمنى النجاح له في تكوين حكومة للخروج من الوضع الصعب".

 

اقرأ أيضا: مهمة صعبة للمشيشي لتشكيل حكومة تونس.. هذه خطواتها
 

ائتلاف الكرامة

وائتلاف الكرامة الذي قرر عدم تقديم مرشح، رفضا "لاختزال المراسلة" بمجرد مراسلة ورقية، بما يمثله ذلك من نزعة استعلاء وإهانة للسلطة التشريعية، وفق قوله، أكد أنه كان يتوقع أن يكرر سعيد فعلته ويتجاهل ترشيحات الأحزاب.

 

واعتبر ائتلاف الكرامة أن الاختيار قد حسم مسبقا، وأن الاستشارات سيكون مصيرها كما المرة الأولى وهو "سلة مهملات القصر".

 

واعتبر النائب عن الكتلة يسري الدالي في تصريح لـ"عربي21" أن "الفصل 89 من الدستور ينص على إجراء مشاورات مع الأحزاب، الكتل والائتلافات البرلمانية، لتكليف الشخصية الأقدر، وعندما نقول مشاورات نقول تفاعلا واختيارا، ولكن ما حصل مخالف لذلك".

 

وقال: "نحن نعتقد أنه لا يجوز للرئيس اختيار شخصية خارج المشاورات".


وشدد الدالي على أن "الرئيس لم يحترم الدستور في مشاورات الاسم الذي سيتم تكليفه"، مضيفا أن "سعيد خرق الدستور خرقا جسيما".

 

وقال: "ما حصل غير معقول، ولو كان هناك محكمة دستورية، لقمنا باللجوء إليها".


وفي رده على سؤال بخصوص الدخول في مشاورات مع رئيس الحكومة المكلف، رد الدالي بالقول: "لم نتحدث بعد، وسنتداول في ذلك اليوم، وسنصدر بيانا توضيحيا نعبر فيه عن القرار الرسمي".

 

التيار الديمقراطي


بدوره، أفاد النائب عن التيار الديمقراطي نبيل حجي لـ" عربي21"، بأن "الحق الدستوري يضمن لرئيس الجمهورية أن يكلف الشخصية الأقدر ونحن نحترم ذلك".


وعن موقف التيار من المشيشي، أوضح نبيل حجي: "ليس لنا موقف رسمي، فالمجلس الوطني للحزب هو الذي سيتخذ القرار من الحكومة القادمة، ربما يجتمع اليوم أو غدا".

 

تحيا تونس وقلب تونس


وعبرت حركة "تحيا تونس" على لسان النائب وليد جلاد، عن قبولها لمرشح سعيد، قائلا: "سعيد أحسن الاختيار، والحزب لديه الثقة فيه".

 

وأضاف: "نحن سنتفاعل إيجابيا مع هشام المشيشي، لإنجاح تكوين حكومة جديدة".


ولم يصدر بعد حزب " قلب تونس" موقفه، ولم تتمكن "عربي21"، من الحصول على تعليق منه رغم المحاولات العديدة.


مأزق سياسي

 

من جهته، رأى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في حديث لـ"عربي21"، أن "ما أقدم عليه رئيس الجمهورية يتجاوز قيمة المرشح الذي يتمثل في شخص وزير الداخلية، ولكنه سيتجاوز ذلك في اتجاه العلاقة التي أراد أن يبنيها مع الأحزاب والبرلمان".

 

وأوضح أنه "بقراره هذا، أراد قيس سعيد أن يلقي بالأحزاب والبرلمان في مهب الريح، وأن يؤكد أنه ليس مطالبا باحترام اختيارات البرلمان، واقتراحات الأحزاب".


وتابع الجورشي: "سعيد رأى أن المهم بالنسبة للعملية، أن تستند على ثقته هو في شخص ما، فاختيار وزير الداخلية ونقله بسرعة إلى مستوى رئاسة الحكومة، نوع من أنواع ممارسة النظام الرئاسي، في ظل نظام برلماني من حيث الدستور والآليات".

 

وأكد أن "هذا سيعمق المسافة بين الرئيس والنظام السياسي القائم حاليا، وربما الخطوة المقبلة ستكون أبعد، فالرئيس يريد استغلال أزمة ثقة الشعب في الأحزاب، بالتالي استثمار الأزمة لتكون منطلقا لممارسة نظام رئاسي، قبل أن يتحول ذلك إلى دستوري في تونس".


وعن دعم الأحزاب للمشيشي، قال: "في الحقيقة هذا مأزق، فالأحزاب مجتمعة اليوم لتحديد موقف، لكن أمامها إما الرفض أو الاتجاه نحو انتخابات مبكرة، أو القبول شكلا بالحكومة الجديدة، ولكن بعد فترة وجيزة تفكر في المضايقة والمحاصرة لها، لتثبت أن الرئيس أخطأ من جديد"، كما فعلت مع الفخفاخ.

 

انتقادات النشطاء

 

واعتبر النشطاء أن اختيار المشيشي يعد "التفافا على إدارة الناخب الذي لم يختره ولا يعرفه"، مؤكدين أن هذا الاختيار هو تحد للنظام السياسي وللقوى المنتخبة وللشعب التونسي.

 

 


 
التعليقات (1)
احمد
الأحد، 26-07-2020 06:44 م
عندما يتكلم التونسي يقدم نفسه على انه اكثر العرب تقدما و انه الاكثر ثقافه !! لكن يوما بعد يوم يتأكد ان تونس حال جميع البلدان العربيه غير ناضجه للعبه الديمقراطيه و العوده للنظام الديكتاتوري تتاكد يوما بعد يوم و ما يفعله قيس سعيد يؤكد ذلك . لانه في اي نظام ديمقراطي الاغلبيه البرلمانيه هي من تشكل الحكومه حتى ولو كانت تلك الاغلبيه مجموعه من الرعيان