ملفات وتقارير

ماذا تريد طهران من توقيعها اتفاقا عسكريا شاملا مع الأسد؟

النظام السوري وإيران وقعا اتفاقا عسكريا مؤخرا بوقت تتزايد فيه هجمات إسرائيلية بسوريا- جيتي
النظام السوري وإيران وقعا اتفاقا عسكريا مؤخرا بوقت تتزايد فيه هجمات إسرائيلية بسوريا- جيتي

يفتح اتفاق التعاون العسكري "الشامل" الذي وقعته إيران مع النظام السوري الشهر الجاري، فصلا جديدا من فصول العلاقة بين نظام الأسد وطهران، ويبعث برسائل إلى أطراف عدة.

ورأى مراقبون، أنه لا يمكن فصل الاتفاق الذي يقضي أحد بنوده بتطوير أنظمة الدفاع الجوي السوري، عن الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية إيرانية وسورية من حين لآخر، وكذلك عن تباعد المصالح الروسية- الإيرانية في سوريا.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: هل تشن "إسرائيل" حربا ضد إيران في أكتوبر المقبل؟

رسائل ثلاث

ويقرأ الباحث في شؤون الشرق الأوسط، يوسف صداقي، خلال حديث خاص لـ"عربي21"، ثلاث رسائل أرادت إيران إرسالها من خلال توقيعها الاتفاق العسكري الأخير مع النظام السوري.

وأوضح أن "الرسالة الأولى للولايات المتحدة، مفادها بأن إيران وحلفاءها مستعدون للمواجه، أما الرسالة الثانية لروسيا وملخصها ليس لديكم الرصيد الكافي لنخلي لكم الساحة، والرسالة الثالثة والأهم هي لتركيا، أننا هنا ما دمتم في سوريا".

وأضاف صداقي أن "الاتفاق الأخير تحد واضح وصريح لأي إرادة بإبعاد إيران عن سوريا"، موضحا أن طهران لن تتخلى عن ما استثمرته في سوريا ولبنان، وكل الأطراف الفاعلة في سوريا لم يقدموا عرضا حقيقيا لها للانسحاب.

وتابع بأن "إيران تعتبر نفسها قادرة على رد الطلبات والمطالب الدولية، وعليه، فإن النظام السوري مضطر للتعامل وفق ما يشاء الحليف الأهم (إيران) لبقائه، خصوصا أن الحليف الآخر (روسيا) يدعوه إلى ما يكره، أي إلى التحول السياسي".

ما موقف روسيا؟

ولم يصدر عن الجانب الروسي أي تعليق رسمي على الاتفاق، وهو ما يعزوه الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، رائد جبر، إلى السياسة الروسية التي لا تفضل إخراج النقاط الخلافية مع إيران إلى العلن، من أجل عدم إضعاف محور "أستانا"، نظرا لأن الظروف لم تنضج بعد.

وقال لـ"عربي21"، إن من الواضح أن موسكو تراقب ما يحدث في سوريا، لكن ليس بالضرورة أن يصدر عنها تعليقات، وخصوصا أن الاتفاق العسكري الأخير، يدخل في إطار تنافسها مع إيران، على توسيع مناطق النفوذ والحصص على المستويين العسكري والمدني.

وأكد جبر أنه "مقابل الصمت، تعمل موسكو على تعزيز مواقعها في سوريا، حيث شاهدنا مؤخرا مواجهات مع أطراف محسوبة على إيران، وكذلك إبعادا لبعض العسكريين المحسوبين على إيران، وهذا كله يدخل في إطار سياسة منافسة خفية غير معلنة على الأرض".

 

اقرأ أيضا: المعارضة لـ"عربي21": التصعيد بإدلب يخدم النظام ومليشيا إيران

وأضاف أن هناك تحركا روسيا هادئا بعيدا عن التغطيات الإعلامية، وهو ما يعكسه تعيين بوتين مبعوثا رئاسيا له في سوريا، إلى جانب طلب توسيع مساحة وجغرافية المواقع العسكرية الروسية في سوريا، عبر تعديل اتفاقية الوجود العسكري الروسي في سوريا.

وعن تساؤل: "هل يعني كل ذلك، أن روسيا ممتعضة من الاتفاق طهران- دمشق الأخير؟"، رد جبر بقوله: "روسيا تراقب كل التحركات الإيرانية في سوريا"، كاشفا عن "إبلاغ روسيا النظام السوري عن استيائها من عودة بعض القوات المحسوبة على إيران إلى مناطق محددة، والجنوب السوري واحدة منها"، وفق مصادره. 

الوضع القائم

أما المحلل السياسي أسامة بشير، فاعتبر خلال حديثه لـ"عربي21" أن الاتفاق الجديد، لم يضف شيئا، "لأن إيران أساسا منخرطة عسكريا في سوريا"، موضحا أن "الإعلان عن توقيعه في هذا التوقيت، يأتي ردة فعل إيرانية على القصف الإسرائيلي، وكذلك يعد تحديا لرغبة الولايات المتحدة بإخراج إيران من سوريا، مقابل إلغاء عقوبات قيصر".

وبهذا المعنى يصف المحلل، الاتفاق، بـ"الشكلي".


وفي تقديره للموقف الأمريكي والإسرائيلي من الاتفاق، قال بشير: "الاتفاق لم يكن مفاجئا لكليهما (الولايات المتحدة، إسرائيل)، ولذلك لن يتغير شيء على الأرض، والضربات الجوية ستستمر وبتصاعد أكبر من السابق".
 
وأكد أنه لا يعني ذلك أن إيران متخوفة من زيادة الضربات الإسرائيلية على مواقعها العسكرية في سوريا، مضيفا: "اعتادت إيران امتصاص الضربات، وهي تتجرع الضربات يوميا، دون أن تصعّد ولو حتى خطابيا".

ومساء الاثنين أعلن النظام السوري، أن دفاعاته الجوية تصدت لأهداف في سماء العاصمة دمشق، مؤكدا "إسقاط عدد منها".

وأوضحت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام السوري أن الأهداف المشار إليها صواريخ إسرائيلية أطلقت من فوق منطقة مجدل شمس بمرتفعات الجولان المحتلة.

التعليقات (0)