سياسة عربية

ما وراء إصرار "الجامعة" على اجتماع ليبيا رغم رفض الوفاق؟

الجامعة العربية  اجتماع - جيتي
الجامعة العربية اجتماع - جيتي
رغم رفض حكومة الوفاق الليبية، للدعوة والحضور تصر جامعة الدول العربية على عقد اجتماع طارئ بخصوص "ليبيا"، وسط تساؤلات، عن دلالة الخطوة وأهدافها، وتأثير النفوذ المصري في الجامعة على قراراتها.

وأعلنت الأمانة العامة للجامعة، أنه تقرر عقد اجتماع طارئ عبر الفيديو لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع في ليبيا غدا الإثنين، تنفيذا لطلب من وفد مصر لعقد الاجتماع وحصول الطلب على التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي من عدة دول"، حسب بيان رسمي.

"الوفاق وخطاب السيسي"

ويأتي هذا الاجتماع الطارئ، غير المعروفة محاوره، بالتزامن مع تصريحات لرئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي هدد فيها بإمكانية التدخل عسكريا في ليبيا معتبرا هذه الخطوة تتوفر لها الشرعية الدولية، وهو ما رفضته الحكومة الليبية ووصفته بإعلان حرب واستفزاز".

ورفضت حكومة "الوفاق" في وقت سابق دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية وابلغت الرئاسة بقرارها رسميا، إلا أن الجامعة لم تلتفت وتصر على عقد الاجتماع غدا، ليطرح بعض الاستفسارات عن سر هذا الإصرار وعلاقته بتصريحات "السيسي" وبنفوذ "مصر" داخل الجامعة؟.

"مخالفة للمواثيق"

من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد: إن "الجامعة العربية تحولت إلى منظمة فاقدة الأهلية والشرعية لمخالفتها المتكررة لبنود ميثاقها ولأهدافها ومقاصدها، وتاريخها حافل بمواقف وقرارات لا تستند على مشروعية الميثاق، وهي تجاهلت حروب "حفتر" التي شاركت فيها ودعمتها دول أعضاء بالجامعة مثل مصر والإمارات والأردن، علاوة على مشاركة دول أجنبية عرف منها حتى الآن فرنسا وروسيا".

وفي تصريحات لـ"عربي21" قال صهد: "ونرى الجامعة الآن تعد لاجتماع بمخالفة للميثاق ولقواعد الإجراءات استجابة لطلب "مصر" في وقت يهدد رئيسها ويتوعد بغزو ليبيا، لذا هذا الاجتماع هو محاولة بائسة رخيصة لاستخراج قرار يبرر للسيسي غزو الأراضي الليبية والإمعان في استمرار الحروب"، حسب رأيه.

وتابع: "هذه المنظمة فقدت كل ما يحمله اسمها من معان، وما يحمله ميثاقها من قيم، وأصبح أمينها العام خادما التوجهات العدوانية لدول بعينها، وفي تاريخها محاولة عرقلة استقلال ليبيا وشرعنة الغزو الأمريكي للعراق والتماهي مع استخفاف "القذافي" باجتماعاتها"، كما قال.

"تقارب مع الشرق"

في حين توقعت الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أن "تتقارب جامعة الدول العربية فعليا مع معسكر الشرق الليبي، خاصة أن من يمثلون هذه المنطقة في ليبيا هم مجرد "بيادق" لمن يحرك الجامعة العربية الآن".

وأشارت إلى أن "الجامعة العربية مسيطر عليها من قبل دول معينة ولم تعد بجامعة للشعوب العربية ولم تخدم قضاياهم أو نضالهم ضد حكام مستبدين، لذا نحن في ليبيا لا تقيم لها ولا لاجتماعاتها أو قراراتها أي وزن ويندرج الاجتماع المقبل تحت هذا الأمر"، وفق تصريحات لـ"عربي21".

"احتقان"

الناشطة والمدونة من الشرق الليبي، نادين الفارسي، رأت أن "رفض حكومة الوفاق لاجتماع الجامعة العربية، كون الأخيرة، يسيطر عليها النفوذ المصري، ناهيك عن تواجدها على الأراضي المصرية وهذا ما سبب الاحتقان بين "الوفاق" والجامعة العربية بسبب موقف النظام هناك خاصة بعد تصريحات الرئيس المصري مؤخرا ودعمها للطرف الخطأ في ليبيا".

وأضافت لـ"عربي21": "لكن لا أعتقد أن الجامعة ستتجاوز حكومة الوفاق، في خطواتها المقبلة بسبب وجود ممثل للحكومة حتى اللحظة، كما لا أتوقع أن الاحتقان بين الوفاق والجامعة العربية، سيدفع الأخيرة للتقارب مع معسكر الشرق الليبي خاصة "حفتر"، وممثليه كون الأخير يعتبر في عداد المنتهي سياسيا وعسكريا"، وفق كلامها.
التعليقات (0)