صحافة إسرائيلية

إسرائيل تضيق بعلمائها.. تزايد هجرة الأكاديميين إلى الغرب

أوضح الكاتب أن "بعضا من هؤلاء الأكاديميين الإسرائيليين الذين يغادرون إسرائيل يعرفون بظاهرة المؤرخين الجدد"- جيتي
أوضح الكاتب أن "بعضا من هؤلاء الأكاديميين الإسرائيليين الذين يغادرون إسرائيل يعرفون بظاهرة المؤرخين الجدد"- جيتي

حذر كاتب إسرائيلي مما أسماه هجرة العقول العلمية والأكاديمية خارج إسرائيل، لاسيما أولئك المعارضين للفكرة الصهيونية، ممن استقالوا من مؤسساتهم الأكاديمية، وسافروا إلى دول أخرى حول العالم.


وقال يشاي فريدمان في تحقيق مطول نشرته صحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21" إن "تزايد هجرة هذه الطاقات الأكاديمية والعلمية تعود بسبب آرائهم الأيديولوجية، التي لم تعد بضاعة رائجة قابلة للشراء داخل إسرائيل، في حين أنها في ما وراء البحار تجد لها أذرعا مفتوحة".


وأوضح أن "آخر تجليات هذه الهجرات الأكاديمية من إسرائيل تمثلت في هجرة البروفيسور نيف غوردون والبروفيسور حاييم يعكوبي من جامعة بن غوريون بالنقب، ممن عملا سابقا رئيسين لقسم العلوم السياسية في الجامعة، واشتهرا بآرائهما السياسية القريبة من اليسار الراديكالي، وقد أعلنا انتقالهما للعمل الأكاديمي في مؤسسات علمية بريطانية في لندن، مما ترك خيبة أمل في أوساط زملائهم".


يبين الكاتب أن "غوردون دعا لفرض عقوبات على إسرائيل، وتعاطف مع حركة المقاطعة العالمية بي دي أس، وخلال عملية السور الواقي التي نفذها الجيش الإسرائيلي في 2002 بالضفة الغربية، وقام بزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، ويطلق على إسرائيل وصف دولة الأبارتهايد، ويدعي أن اختطاف حماس للجندي غلعاد شاليط ليس عملا إرهابيا، ويصف عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بأنها مذابح".

 

اقرأ أيضا: المقاطعة تعزل إسرائيل في مجالات الفن والاقتصاد والسياسة


ويضيف الكاتب أن "الاثنين اشتهرا بأنهما من التيار المعادي للصهيونية في الجامعة، علما بأن مغادرة الاثنين للبلاد لم تتم في حالة فراغ، فقد شهد العقد الأخير مغادرة عدد من الأكاديميين الإسرائيليين للبلاد، للعمل في الخارج، لاسيما أولئك الذين يتبنون آراء وأفكارا معادية للمشروع الصهيوني، وبدأوا بالالتحاق بجامعات في أوروبا الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية".


وأوضح الكاتب أن "بعضا من هؤلاء الأكاديميين الإسرائيليين الذين يغادرون إسرائيل يعرفون بظاهرة المؤرخين الجدد الذين أثاروا ضجة إعلامية واسعة في الماضي، أبرزهم المؤرخ إيلان بابيه، الذي دأب على تشبيه إسرائيل بأنها جريمة استعمارية، ووصف ديفيد بن غوريون بأنه مجرم حرب، يعمل اليوم بجامعة إكستر البريطانية، بعد أن غادر إسرائيل قبل عشر سنوات، وتقدمه بعض الأوساط الإعلامية الغربية على أنه لاجئ سياسي هارب من دولته التي تعرض فيها للتهديدات والملاحقات بسبب آرائه السياسية".


وأشار إلى أن "هناك عددا غير قليل من المحاضرين والأكاديميين والباحثين الإسرائيليين الذين يحملون رواية معادية للصهيونية، مثل البروفيسور عادي أوفير، والبروفيسورة عنات بييلتسكي، التي تولت رئاسة منظمة بيتسيلم الحقوقية خمس سنوات،و د. أريئيل أزولاي، والبروفيسور حاييم براشيت، رئيس قسم السينما السابق في كلية سافير، واليوم يعتبر أحد أهم الأصوات في حركة المقاطعة داخل بريطانيا، والبروفيسور عاديت زيرتال، و د. آيال سيفون، المحاضر في جامعات فرنسية، و د. ميراف أمير التي انتقلت للعمل في جامعة كوينس في بيلفاست".


ونقل عن البروفيسور إلحنان يكيرا من الجامعة العبرية أن "تزايد أعداد الأكاديميين المغادرين لإسرائيل مرده أن بضاعتهم المعادية للصهيونية لا تجد من يشتريها داخل إسرائيل، لكنهم في الخارج يرونها بضاعة رائجة، بل بات عليهم طلب متزايد من الجامعات العالمية، فالرواية المعادية للصهيونية أصبحت تجد لها مساحات واسعة في الحديث والكتابة وإلقاء المحاضرات حول العالم، مما يفتح المجال واسعا لهجرة المزيد من المحاضرين للعمل خارج إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تناقش خطة "مارشال" لغزة بإشراف دولي


وأضاف يكيرا أن "ذلك يعني أن هناك انتعاشا لكل ما يعادي إسرائيل في المؤسسات الأكاديمية الدولية، لأن هؤلاء المحاضرين يقدمون فرضيات أمام مستمعيهم في الخارج مفادها أن الحركة الصهيونية انتهت عمليا، وأنه لا وجود للدولة اليهودية الخاصة بالشعب اليهودي، وأن الصهيونية قائمة في الأساس على فكرة الجريمة".


وختم بالقول إنه "في حين أن هذه الأحاديث ليست مقبولة داخل إسرائيل، فإنها مطلوبة بتزايد في الخارج، كون هؤلاء الأكاديميين لا يوجهون انتقادات سياسية للحكومة الإسرائيلية فحسب، بل ينقضون عرى إسرائيل كدولة، ويرون فيها كيانا شيطانيا مجرما وفاسدا".

التعليقات (0)