سياسة عربية

ثلاث عقبات أمام سُنة العراق بالانتخابات.. وهذه خياراتهم

السياسيون السنة يطالبون الحكومة بتأجيل الانتخابات- أرشيفية
السياسيون السنة يطالبون الحكومة بتأجيل الانتخابات- أرشيفية

يواجه سُنة العراق، عقبات عدة أمام مشاركة حقيقة في الانتخابات النيابية المقبلة، المعول عليها في إعادة تأهيل محافظاتهم التي دمرت أثناء حرب استعادتها من تنظيم الدولة، وخلفت ملايين النازحين، فضلا عن آلاف القتلى والمصابين.


وتنحصر تلك العقبات، حسبما ذكر سياسيون عراقيون، في ثلاثة أمور هي: "عدم عودة النازحين إلى مناطقهم، سيطرة مليشيات الحشد الشعبي على أغلب المدن، عدم تحديث سجل الناخبين".


وقال النائب عن محافظة الأنبار، حامد المطلك لـ"عربي21":

 

العقبة الرئيسية هو عدم تحديث بطاقة الناخب، على الأسس التي لا تقبل التزوير وشراء الذمم، إضافة إلى عدم تمكن 58 بالمئة من النازحين والمهجرين من العودة إلى مناطقهم، فكيف تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة

 

ولعل الخيار الأفضل، بحسب المطلك، هو في "تأجيل الانتخابات من ستة أشهر إلى سنة، والعمل الجاد في إعادة النازحين والمهجرين، وإعطاء البطاقة الإلكترونية لجميع المواطنين، وإبطال البطاقات التي سرقت واشتريت من المواطنين نتيجة ضعفهم واستغلالهم".


ويقدر عدد النازحين بنحو مليوني نازحي في عموم مدن ومحافظات السنة التي تم استعادتها من تنظيم الدولة لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم حتى الآن، ومازالوا في مناطق النزوح والمخيمات بوضع إنساني صعب.

 

اقرأ أيضا: توجه لتأجيل الانتخابات في العراق وتحالف العبادي يعلق

وحول تواجد المليشيات المسلحة في المدن التي استعيدت من سيطرة تنظيم الدولة، شدد المطلك على ضرورة

 

سحب السلاح ومنع الجهات المسلحة من التحكم في مصير الانتخابات


وذكر النائب أن "القوى السياسية في البرلمان العراقي لم تصل حتى الآن إلى حل في تحديد موعد الانتخابات المقبلة، فهناك من يريد استغلال الظرف ليستمر في سيطرته على المواقع التي يريدها، مستغلا الظروف المواتية له ليبقى متحكما بمصير الشعب".


ولفت إلى أن "القاعدة التي تقوم عليها أسس الانتخابات النزيهة والمهنية هي في تأجيل الانتخابات من ستة أشهر إلى سنة، حتى يتمكن المواطن العراقي من الذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار من يمثله بكامل حريته، بلا تأثير من مراكز النفوذ وأصحاب المال الفاسد ومن يتحكم بأصواتهم".


وأضاف القيادي في ائتلاف العراقية بزعامة نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، أن "موضوع موعد الانتخابات لم يحسم وفي يوم غد الأحد سيجتمع رؤساء الكتل النيابية، ثم يذهب النواب إلى البرلمان، بعد غد الاثنين، لحسم الموضوع".


"الحكومة أسيرة نهج طائفي"


من جهته، أعلن النائب عن تحالف القوى ظافر العاني، جاهزية تحالفه لخوض الانتخابيات النيابية المقبلة، لكنه أشار إلى أن الحكومة غير جاهزة وغير جادة بتوفير الظروف الطبيعية للانتخابات.


وقال العاني في بيان صحفي وصل لـ"عربي21" نسخة منه: "نحن مستعدون لخوض الانتخابات في موعدها المحدد ومجتمعنا واع لأهمية التغيير المنشود ولكن تقديراتنا أن الحكومة هي غير جاهزة بل وغير جادة بتوفير الظروف الطبيعية للانتخابات".

 

اقرأ أيضا: مصادر تكشف لـ"عربي21" أسباب تفرق "سنّة العراق" انتخابيا

ودعا النائب، الحكومة إلى "الإجابة عن أسئلة ومتطلبات جوهرية وضعتها على نفسها في قانون الانتخابات"، متسائلا:

 

ماذا بشأن نازحي جرف الصخر ويثرب والعديد من المدن في بغداد وصلاح الدين وديالى التي ترفض المليشيات عودة الأهالي إليها؟


وشدد العاني على أنه "بغير معالجة هذه المشكلة أو وضع توقيتات لحلها فإن الحكومة تبرهن أنها أسيرة منهج التغيير الطائفي وتريد إضفاء الشرعية على هذا المنهج من خلال الانتخابات".


وتساءل: "ما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بصدد إنهاء المظاهر المسلحة في المحافظات المدمرة وغلق مكاتب الفصائل العسكرية فيها؟".

 

ودعا النائب الحكومة إلى "التوضيح بشكل جلي عن إجراءاتها لإعادة الإعمار في مدن بلغت نسبة التدمير في بعضها ما يفوق الـ 80 بالمئة، ومع ذلك لم نجد في الميزانية أي اهتمام بهذه القضية الملحة أو بتعويض ولو جزئي للمتضررين".


كما تساءل العاني عن "الاستعدادات الفنية للمفوضية وهي التي لم تفتح إلى الآن مراكز تحديث سجلات الناخبين في نينوى مثلا والتي بلغ نسبة تحديث السجلات اثنان بالمائة فقط؟".


واختتم النائب حديثه بالقول إن "تحالف القوى إذ يؤكد جاهزيته السياسية لخوض الانتخابات في أي موعد فإن على الحكومة أن توضح مدى جاهزيتها من خلال إجابتها عن الأسئلة أعلاه".

 

اقرأ أيضا: مليونا نازح يشكلون عقبة لسُنة العراق بالانتخابات المقبلة

 

وتقدمت كتلة تحالف القوى السنية، الأربعاء الماضي، بطلب رسمي إلى البرلمان "لتأجيل الانتخابات مدة لا تقل عن سنة، لفسح المجال أمام الحكومة والقوى السياسية والشعبية للعمل على تهيئة الأوضاع في المدن التي دمرتها الحرب على تنظيم داعش".


وفي بيان للتحالف فإنه في حال عدم تأجيل موعد الانتخابات البرلمانية، يطالب تحالف القوى العراقية بـ"تأجيل الانتخابات في المحافظات التي احتلتها المنظمات الإرهابية"، والاقتصار على المحافظات الأخرى.


من جهته، أعلن "تيار الحكمة" العراقي، بزعامة عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطني الشيعي، الأربعاء، رفضه تأجيل موعد الانتخابات الذي طالب به تحالف القوى السنية، محذرا من محاولات "المغامرة" بشرعية النظام السياسي، بحسب بيان له.


وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد جدد تأكيده الثلاثاء، على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر في 15 أيار/ مايو المقبل، ورفض تأجيلها.

التعليقات (0)