سياسة عربية

محللون يقرأون سر توقيت الكشف عن قصف إسرائيل مفاعل سوريا

صورة جوية لموقع المفاعل النووي الذي قصفته إسرائيل بدير الزور- تويتر
صورة جوية لموقع المفاعل النووي الذي قصفته إسرائيل بدير الزور- تويتر

بث موقع إسرائيلي أمس شريط فيديو يكشف تفاصيل العملية العسكرية "خارج الصندوق"، والتي تم خلالها قصف المفاعل النووي السوري في مدينة دير الزور عام 2007، وتبنت الحكومة الإسرائيلية العملية رسميا لأول مرة.

وكانت الحكومة السورية وجهت آنذاك أصابع الاتهام لإسرائيل، إلا أن الأخيرة لم تنف أو تؤكد ضلوعها في العملية.

وقبل هذا الاعتراف أشار رئيس الموساد السابق "شبتاي شفيت" إلى أن أحد عناصر الموساد كان موجودا قرب المفاعل النووي العراقي الذي قصفته إسرائيل أيضا عام 1981 لنقل معلومات الأحوال الجوية.

سر التوقيت

وأثار الاعتراف الإسرائيلي العديد من التساؤلات خاصة أنه جاء فقط بعد عشر سنوات من عملية القصف، وهي في العادة لا تزيح الستار عن أي معلومات سرية غلا بعد عشرين سنة على الأقل بحسب المختص بالشؤون الإسرائيلية باسم أبو عطايا.

وأوضح أبو عطايا لـ عربي21: "أن إسرائيل في الغالب لا تكشف عن المعلومات السرية المتعلقة بمهام عمليات الاغتيال التي تقوم بها خارج الحدود، وتحتاج دائما سنوات طويلة تصل لعشرين عاما حتى تكشف عن إحدى عملياتها".

وأشار إلى أن سر توقيت الكشف المبكر عن مسؤولية إسرائيل عن العملية هي محاولة استغلال الحالة الموجودة الآن في أمريكا، وتغيير وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" واستكشاف موقف خلفه "مايك بومبيو"، والمعروف بمواقفه المتطرفة اتجاه إيران وملفها النووي.

ولفت إلى أن "إسرائيل تحاول أن تكون اللاعب الأساسي في المنطقة، وتسعى حتى لتحديد الأجندة الخارجية لأمريكا، من خلال محاولتها استباق الأمور ونقل الكرة إلى الملعب الأخر"، وأضاف "باعتقادي أن هذه السياسة تلعبها دولة الاحتلال بشكل جيد جدا منذ دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".

من جهته أوضح المحلل السياسي قاسم قصير أن كشف إسرائيل عن مسؤوليتها عن هذه العملية بهذا التوقيت، هو محاولة لإعادة الاعتبار للجيش الإسرائيلي بعد الضربة التي تلقاها من خلال إسقاط طائرة أف 16 قبل شهر تقريبا في سوريا.


وقال قصير في حديث لـ"عربي21: "بسبب هذا الحادث أصبح هناك حديث عن تراجع قوة الردع الإسرائيلية والقدرة الهجومية وخاصة القوة الجوية، بالتالي عمد الجيش الإسرائيلي لنشر هذه المعلومات ليقول أنه قادر على القيام بعمليات غير تقليدية".

رسائل مبطنة

وعن الرسائل المبطنة التي تريد إسرائيل إرسالها عبر اعترافها بالقصف، رأى أنها قد تكون جزءا من محاولة "الضغط أو الحرب التصعيدية الإسرائيلية، ليس فقط بالنسبة لإيران بل لكل المنطقة في ظل الحديث عن احتمالية حصول توترات".

وكان رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي "غادي إيزنكوت" في بيان صدر أمس إن "الرسالة من الهجوم على المفاعل النووي في 2007 هي أن دولة إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات تهدد وجودها، كانت هذه رسالتنا في 2007 وتظل رسالتنا اليوم وستكون رسالتنا في المستقبل القريب والبعيد".

ولفت أبو عطايا إلى أن إسرائيل "تحمل رسائل تهديد حقيقية موجهة لإيران، وكأنها تريد القول لها بالأمس كان العراق واليوم سوريا وغدا انتم، وأيضا رسالة مضمونها التحدي أو فتح الملعب السوري للتحدي بين إيران وبين دولة الاحتلال، ومحاولة منها لنقل المعركة إلى ملعب أخر".

وعبر عن اعتقاده بأن "دولة الاحتلال تريد إحراج الولايات المتحدة والضغط عليها بشكل اكبر في الخوض بهذه المعركة وتوريطها بها، وذلك من خلال الضغط على إيران أكثر، أو دخولها في حرب مع إيران ومحاولة جر المنطقة لمواجهة عسكرية بين دولة الاحتلال وإيران".

الرد السوري المتوقع

ولم تعلق السلطات السورية أو تقول كيف سيكون ردها على الاعتراف الإسرائيلي، من ناحيته أشار قصير إلى أن سوريا الآن بإمكانها المطالب بتعويض الإضرار التي حصلت نتيجة القصف.

وعبر المسؤولون الإسرائيليون رضاهم بالعملية، وقال وزير الدفاع في دولة الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" في بيان له أمس: "إن على الجميع في الشرق الأوسط استيعاب الدرس من الضربة الإسرائيلية للمفاعل السوري".

وأضاف ليبرمان: "أن دوافع عدونا ازدادت في السنوات الأخيرة، لكن جبروت قوات الدفاع الإسرائيلية ازداد منعة هو الآخر".

التعليقات (0)